حيمري البشير

قال أحدهم كلام في الصميم

تساءل بشجاعة لماذا لا يوجد فقيه يقول للناس أركان الحياة الستة سكن لائق،صحةجيدة، عدالة نزيهة ، مدرسة عقلانية ،اقتصاد منتج ، حريةوعيش كريم ؟هذه أحلام سهلة التحقيق في مجتمعات تؤمن بالديمقراطية في أسمى معانيها وتؤمن بالقيم الإنسانية التي تبخرت في مجتمعاتنا العربية وساد فيها النهب والسلب والظلم والجور وغابت الحرية التي هي الروح التي بفضلها يحيا ويعيش الإنسان.هؤلاء الفقهاء حفظة القرآن ،الدعاة للحق ،الناهون عن المنكر ،هل يستطيعون أن يرفعوا أصواتهم للمطالبة بالعدالة النزيهة،فالقاضي الذي يؤدي اليمين لأداء مهمته بكل أمانة ،لايستطيع أداء مهمته ولن يستطيع أن يكون وفيا للقسم الذي أداه والتعاليم الراسخة في ذاكرته من دون تنفيذ هذه هي الحقيقة التي نراها كذلك الشرطي الذي وجه صفعة لامرأة أمام الكعبة المشرفة فكانت شجاعة لردهاأمام مرأى الكامرات التي شاهدها المسلمون في العالم ماقام به هذا الشرطي اتجاه امرأة التي هي في الحقيقة أمه وأخته وخالته وعمته وجدته .لكنه فضل أن يسيئ للإسلام قبل أن يسيئ للمرأة ولنفسه كشرطيّ ملزم باحترام القانون والمرأة ،ونحن الذين تعلمنا في كل مراحل التعليم من الكتاتيب القرآنية إلى المدارس الإبتدائية والثانوية والجامعية ،الرجال قوامون على النساء لكن الأم مدرسة إن أعددتها أعددت، شعبا طيب الأعراق .الصورة الواضحة التي نقلتها الكامرات في القارات الخمس لم تسئ للمملكة العربية السعودية وإنما أساءت للمسلمين في القارات الخمس ،بأننا لا نعطي قيمة للمرأة ونعاملها بقسوة وهي التي مصدر الحياة ،حياتنا نحن وكل إنسان وجد على وجه الأرض.وعودة للحكم التي انطلقنا منها ،فهل هناك عدالة وقيم إنسانية وديمقراطية يتمتع بها من جعل الشرطي يمارس سلطته بتعسف اتجاه امرأة وهي قد تكون أمه وأخته وزوجته ،ماقام به هذا الشرطي اتجاه امرأة دليل على أنه ليس سويا يمارس سلطته المطلقة كما يمارسها في بيته اتجاه زوجته وأولاده ،هذا نموذج لمجتمع لا يحترم فيه الإنسان ،امرأة كانت أم رجل .في مملكة يحج إليها الملايين لأداء العمرة والحج ،مملكة الفوارق الإجتماعية ، في مكة بامتياز ،مملكة قد تغيب فيها العدالة والإنصاف ،لا أرغب في التطاول أكثر على مملكة يحج إليها الملايين كل سنة ،مملكة نتمنى أن يغيب فيها الفقر والذين يتضورون من الجوع والفقر ،مملكة ليس الكل يعيش في بحبوحة من العيش وفي القصور ،وإنما فيها فوارق اجتماعية وفيها فقراء يبيتون في العراء صيفا وشتاءا،ليس الكل يتمتعون في مساكن تتوفر فيها كل الشروط التي يطمح إليها المواطن ،وليس هذا كافيا فطموح الإنسان تتجاوز الحدود،كل إنسان له طموح،صحة جيدة وعدالة نزيهة لأن طموحه يتجاوز كل الحدود ،حياة كريمة اجتماعية ينعم بها كل من يمشي على الأرض.تعلمنا منذ صغرنا كلمات لها معاني وكنا منذ صغرنا نذهب إلى المسجد أومكان أطلقنا عليه نحن المغاربةمنذ صغرنا (لمسيد) وهي فالغالب حجرة يوجد بها فقيه حريص على أن يحفظ السور القصار لكنه لم يفكر يوما أن يعلمنا أركان الحياة الستة سكن لائق ،صحة جيدة،عدالة نزيهة مدرسة عقلانية ،اقتصاد منتج حرية وعيش كريم . هذه هي القيم الأساسية التي لم نتعلمها في مدارسنا القرآنية ولا ثانوياتنا التي ستباع في المزاد العلني فيصبحون يملك المال يتعلم ومن لا يملك يبقى عنوان الجهل ، ونفس الشيئ سينطبق على الجامعات المنتشرة في بلادنا .سيظهر بلدنا بوجه آخر قريبا وهذا حلم بل كابوس يخيم على عقولنا ،نسمعه فقط في قنواتنا لكن من أفواه السكان في الأحياء الهامشية نسمع كلام تشم منه رائحة التحدي لشعب يريد إن يعبر لكنه يخشى الحساب والعقاب .إننا بحاجة لرجال يرفعون سقف التحدي لقيادة البلاد لتحقيق أركان الحياة الستة السكن اللائق والصحةالجيدة في مستشفيات بالمجان وسكن لائق وعدالة نزيهة ومدرسة عقلانية،واقتصاد منتج وحرية وعيش كريم .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID