مغاربة العالم الهوية والمواطنة العابرة

موضوع مهم يستحق الخوض فيه وإبراز معاناة مغاربة العالم في القارات الخمس.هذه حقيقة لا يجادل فيها أحد من المغاربة.فهم منتشرون في القارات الخمس.والذين يقولون بأنهم قد احتفظوا بهويتهم المغربية فممكن ينطبق الأمر على الجيل الأول أما ماتبقى فهم أصبحوا بدون هوية ،ماهم بمغاربة ويمتلكون العناصر الأساسية التي تثبت هويتهم المغربية ويمكن الحديث هنا وبكل صراحة أن الكثير فقدوا هويتهم التي تتجلى بالثقافة التي هي أساس وعنوان الهوية لا لشيئ سوى أن أجيال ازدادوا بعيدا عن الوطن وفي القارات الخمس ،فقدوا التواصل باللغة الأم ولم تعد لهم أي صلة بمايسمى تمغرابيت والتي تتجلى في لغة التواصل وزيارة المغرب من حين لآخر وفي التمسك بالهوية المغربية العريقة في التاريخ مسلمون موحدون يفتخرون بانتمائهم العربي والإسلامي بل أصبح العديد منهم منسيون في شتى بقاع العالم .لكن هذا لا يعني أن البعد جعل البعض منهم يتمسكون بهويتهم المغربية ويعتزون بالإنجازات التي يحققها مغاربة متواجدون بالخصوص في أوروبا والذي ساهم الكثير منهم في جعل باقي مغاربة العالم المنتشرون في القارات الخمس يفتخرون باللاعبين من أصول مغربية برزوا في التظاهرات الرياضية الدولية وبقوا متشبثين بهويتهم المغربية ولعل الإنجازات التي حققها الفريق الوطني المغربي في كرة القدم أحسن نموذج جعل العديدمن مغاربة العالم يعتزون بانتمائهم للمغرب .إن اللعب للفريق الوطني وتمثيله في مختلف التظاهرات الرياضية هو الحافز الذي عزز التمسك بالهوية المغربية وببذل كل الجهود لتمثيل الراية الوطنية ورفعها عالية في مختلف الملتقيات سواءا كانت رياضية أوعلمية .وهذا حافز يشجع الغالبية العظمى من مغاربة العالم المزدادين في القارات الخمس يطمحون لبذل مجهودات من أجل تمثيل المغرب الذي يعني لديهم التشبث بالهوية الوطنية.إن كأس العالم الأخيرة في قطر حفزت المغاربة في القارات الخمس لكي يفتخروا بالإنجازات التي تحققت في المجال الرياضي ،واهتمام الدول بمغاربة العالم سيجعل مغاربة العالم أينما تواجدوا يتمسكون بالهوية المغربية التي هي عربون الإرتباط بالوطن.إن مايقدمه مغاربة العالم من دعم معنوي هو حبهم لوطنهم وارتباطهم بمغربيتهم كاف لكي تتحرك الدولة المغربية العريقة في التاريخ لكي تحافظ على ولاء مغاربة العالم أينما تواجدوا بوطنهم المغرب ودعمهم له من خلال تشجيع الإستثمار في بلدهم وتحسين صورة المغرب في البلدان التي يعيشون فيها.فالتشبث بالهوية المغربية تعني الكثير في قاموس الهجرة والتي هي مواطنة عابرة للقارات فالمغاربة ارتباطهم بالوطن يعني الكثير بالنسبة للأجيال المزدادة في القارات الخمس ،والدولة المغربية في ضل التحديات التي يواجهه الكثير من مغاربة الشتات ملزمة بخلق وزارة مستقلة بأطر وكفاءات وما أكثرهم في كل بقاع العالم لتمتين روابط المحبة مع هذا الوطن .إن هناك تحديات كبيرة يواجهها العديد من مغاربة العالم المنتشرون في مختلف بقاع العالم ،ومن أجل تمتين الروابط مع مغاربة العالم أينما حلوا وارتحلوا فالدولة ملزمة بخلق قنصليات وسفارات مؤطرة من كفاءات وطنية حريصة على جعل المغربي المغترب على ارتباط وثيق بوطنه من خلال التواصل مع مغاربة العالم أينما تواجدوا في بقاع العالم والتشبث بالهوية المغربيةوالمواطنة لن يتأتى من دون تواصل مستمر من طرف التمثيليات المغربية أينما كانت .إن التشبث بتمغرابيت أي الهوية الوطنية يتطلب اهتمام من طرف الدولة المغربية وكلما كانت المملكة المغربية فخورة بالكفاءات المغربية في مختلف المجالات كلما ازداد ارتباط الجالية المغربية بوطنها وتحمست في تمثيل بلدها في المحافل الدولية ولن تتخلى عن مغربيتها.آن الأوان لرد اعتبار الدولة المغربية لمغاربة العالم الذين رفعوا راية المغرب خفاقة في المحافل الدولية وفي الملتقيات الرياضية.آن الأوان لرد الإعتبار لمغاربة العالم الذين بينوا حقيقة تمثيلهم لبلدهم المغرب في الملتقيات العلمية والرياضية وفي مختلف المجالات وهم يبذلون قصارى جهودهم حبا لبلدهم نحن واثقون أن بلدنا المغرب يسير بثبات لمكانة ريادية يستحقها ونتمنى صادقين أن يعي المسؤولون المغاربة أن المغاربة أينما تواجدوا في القارات الخمس ولاءهم لبلدهم لا نقاش فيه وإنهم كما يتمتعون بالوطنية في البلدان التي يعيشون فيها فهم ينتظرون كذلك أن يعاملوا في وطنهم بنفس المعاملة التي يحسون بها في بلدان الهجرة .إن مغاربة العالم أينما تواجدوا مرتبطون ببلدهم ومستعدون باستمرار لتمثيل بلدهم سواءا في التظاهرات الرياضية والعلمية أوفي أي مجال آخر وينتظرون فقط الفرصة لكي يحسوا فعلا بأن الدولة المغربية ترد لهم الإعتبار لتكتمل الفرحة ويكون إحساس حقيقي بأن الدولة المغربية مهتمة بمغاربة العالم أينما تواجدوا في القارات الخمس
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك