نقول في مثل مغربي صياد النعام يلقاها يلقاها

هذا المثل ينطبق على الذين أطلقنا عليهم نحن المغاربة الهوكاويين أي جيران السوء في الشرق الذين تجاوزوا كل الحدود ،في علاقتهم مع المغرب وفرنسا وهم في الحقيقة يشغلون مواطنوهم بقضايا لا تهمهم ويدعون بأنهم يناصرون القضايا العادلة وقد بالغوا في ذلك بل رفعوا سقف التحدي مع فرنسا بسبب موقفها من قضية الصحراء ،ودعمها لمغربية الصحراء .زيارة وزيرة الثقافة المغربية الأصول ،الفرنسية المولد للصحراء ،أسالت مدادا غزيرا في قنوات الصرف الصحي لديهم ،وازدادلغطهم بزيارة مسؤول فرنسي كبير للأقاليم الجنوبية، وعقده لعدة جلسات مع مسؤولين في المجالس المنتخبة،وقد وقف الجميع على الإنجازات التي تحققت في هذه الأقاليم.كل أركان النظام ترتعش وبدأوا يفقدون الأمل في تحقيق انتصارات دبلوماسية .واكتفوا هذه المرة بإصدار بلاغات لا تسمن ولا تغني من جوع ،بل تزيد الطين بلة وتدفع فرنسا بمنع كل المسؤولين الجزائريين الدخول إلى التراب الفرنسي حتى الذين يحملون جوازات سفر دبلوماسية.فرنسا تلح على الجزائر إطلاق الكاتب الجزائري صنصال،والجزائر ترفض رفضا مطلقا،لأن في إطلاقه وترحيله إلى فرنسا سيفتح باب جهنم على الجزائر ،التي وجدت نفسها في مأزق حقيقي لا تستطيع الخروج منه .التوتر بين البلدين بلغ مداه ،والمغرب يقف موقف المتفرج ويجمع المزيد من المعطيات ،ويستعد للمواجهة التي يسعى النظام فتحها مع المغرب،هو صراع سياسي ودبلوماسي الآن ،ولكن قد يتطور إلى مواجهة عسكرية في أي لحظة،سيحسمها المغرب .الجزائر فشلت في ثني موريتانيا لتعديل مواقفها اتجاه المغرب ودعمها لمغربية الصحراء واختارت التحالف الإماراتي المغربي عوض الإنضمام للتحالف الجزائري التونسي،والكل بات يبحث عن مصالحه الإقتصادية.والتحولات التي يعرفها العالم بدءا من الصراع في منطقة الشرق الأوسط والمواقف الدولية فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية والتهديدات الأمريكيةللعديد من الدول ، التي تعاديها ولا نستبعد إذا تمادى النظام القائم في الجزائر في معادات المغرب الذي تعتبره الولايات المتحدة حليفا استراتيجيا في المنطقة .إن تمادي الجزائر في معاداتها للمغرب ،والتغيير الذي حصل في موقف فرنسا من قضية الصحراءوكذلك موقف العديد من دول الإتحاد الأروربي من هذا الملف ،جعل المغرب أقرب للحسم في قضية الصحراء بدعم دولي غير قابل للنقاش .إن مراهنة الجزائر على دفع البوليساريو وتسليحها لن يكون مجديا في ضل المواقف الداعمة للمغرب على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وبالتالي كل المحللين السياسيين يرون أن هذا الملف بات قريبا من نهايته في ضل تزايد الإعترافات الدولية بمغربية الصحراء.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك