نفاق الغرب وازدواجية المعايير

عودة للحديث عن المجزرة التي ارتكبها سويدي في مدينة أوربرو والتي أحتفظ بذكرى إحراق أحد مساجدها،الناتج عن صراع داخلي بين مسيري هذه المؤسسة .لا أريد العودة للخوض في الموضوع ،لأني سأكون كالذي يصب الزيت على نار مشتعلة. ولكن اليوم أريد أن أتحدث بصراحة عن المجزرة التي ارتكبها سويدي عمره خمس وثلاثين سنة قيل عنه أنه يعاني من اضطرابات نفسية وبمعنى آخر يريدون إسقاط القلم عنه ،وهم يحاولون فقط إسقاط صفة الإرهاب عن العملية .حسب العديد من الرواة ،قالوا أن مرتكب المجزرة ،استعد لها ،بحجم السلاح الذي حمله ،وكان هدفه قتل أكبر عدد.وعندما يصرح مسؤول في الحكومة السويدية،بأن الجريمة مختل فهو بذلك يحاول إبعاد شبهة العنصرية عن مرتكب الجريمة الذي استعد لهذا اليوم ليستهدف إحدى عشر ضحية لحد الساعة ويمكن أن يرتفع العدد ضحايا المجزرة عرب لم يتم تحديد جنسياتهم ولكن يقولون هم سوريون .الجريمة التي وقعتني مدينة أوربرو،جريمة استثنائية في هذا البلد ،الذي تميز بالتعاطف مع الذين أرغموا على مغادرة بلدانهم بسبب الحروب وبحثا عن بلد آمن .وكانت السويد منذ سنوات البلد الذي استقبل أكبر عدد من المهاجرين ،الهاربين من الحروب والقمع.إن واقعة أوربرو التي نصنّفها من أكبر الجرائم التي سقط على إثرها إحدى عشر قتيل ،هي جريمة غير عادية،،في مجتمع سويدي تميز دائما بقيم الإنسانية السمحة.لكن مجزرة أوربرو لم تسئلني للشخص مرتكي الجريمة.وانطلاقا مما نعرفه عن المجتمع السويدي فإن ماوقع في مدينة أوربرو هي جريمة بدوافع عنصرية والحكومة تحاول حماية صورة السويد بالخارج باعتبار السويدي المرتكب للجريمة مختل عقل.إن المجرم حقيقة أساء لصورة الشعب السويدي الذي تقبل توافد العديد من المهاجرين الذين يعانون في بلدانهم.مافاجأني وفاجأ العديد من المتتبعين في الهجرة أن السويد كانت دائما بلد يسارع في استقبال العديد من المهاجر ين الذين كانوا يعانون من الحروب والقمع في بلدانهم . انفتاح الحكومات السابقة واستقبالهم لعدد كبير من المهاجرين الذين كانوا يعانون في بلدانهم .إن مجزرة أوربرو الوحشية قد أساءت لصورة السويد كبلد منفتح على المسلمين الوافدين بالخصوص من فلسطين والعراق ،ومن كل البلدان الأخرى .لا نعرف دوافع مرتكب الجريمة التي وقعت ولكن المجرم لم يستهدف المواطنين السويدين وبالتالي فالجريمة عنصرية والمستهدفين غالبيتهم مسلمون ،وبالتالي إسقاط صفة التطرف على المجرم غير منطقي وغير عادل وغير منصف للمجتمع السويدي ،ولصورة التسامح الذي عرف به المجتمع السويدي .الجريمة ثابتة على العنصري مرتكب المجزرة ،وقرينة (مختل) على المجرم مرتكب المجزرة وسيلة لحماية صورة المجتمع السويدي الذي عرف بالتسامح وعرف باستقباله لأكبر عدد من المهاجرين .إن الضحايا الذين سقطوا مسلمون وبالتالي فإن الجريمة التي ذهب ضحيتهاإحدى عشر مسلم يمكن إدراجها ضمن قائمة معادية للسامية والمتطرف الذي ارتكب الجريمة لم ينكر الكراهية ضد المسلمين .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك