حيمري البشير

إسرائيل تعود من جديد لاستهداف المدنيين

يبدو أن الأمواج البشرية التي تحركت في اتجاه شمال غزة قد أقلقت الكيان المحتل ورفعت التحدي من جديد لاستئناف الحرب ،وهي التي استهدفت قادة حماس الذين استشهدوا ،لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط في ضل القيادة الأمريكية الجديدة فترامب يصر ويؤكد من جديد على فرض قرار تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن والدولتان معا ترفضان القرار وسكان غزة يواصلون المسيرة في اتجاه الشمال والأمم المتحدة ومجلس الأمن والإتحاد الأوروبي ،بل الكل يقف موقف المتفرج الفلسطينيون النازحون هروباإلى الشمال يعيشون ظروف مناخية قاسية جدا صغارا وكبارا أمام أنظار العالم .وفي ضل هذه الظروف واستمرار القصف الإسرائيلي فإن لا سلام في الأفق القريب ولا البعيد.مايدمي القلب ويجعل المسلمين يفقدون ثقتهم وكل الآمال في المملكة العربية السعودية التي قدمت لترامب 600مليار دولار لإعادة مادمرته الحرائق ،وأتساءل ماذا قدمت المملكة العربية السعودية للشعب الفلسطيني الذي يعيش معاناة لم يعشها أي شعب في العالم.ليس فقط السعودية وإنما كل دول الخليج العربي لا تقوم بأي مبادرة إنسانية إلا بأوامر أمريكية أو إسرائيلية هذه هي الحقيقة المرة.وبعد كل الذي يقع ،من يجرئ اليوم عن الحديث عن حقوق الإنسان،وعن القيم الكونية ،إننا أمام نظام عالمي جديد تقوده أمريكا ،وكل القرارات تصدر من البيت الأبيض ولا أحد من عالمنا الإسلامي له وزن ولا قيمة لا تركيا ولا إيران ولا السعودية ولا باقي دول الخليج العربي بمواردهم الطاقية والمالية قادرة على حتى شراء الذمم من أجل حماية الشعب الفلسطيني .لأن بالمال تقدر الدول على انتزاع الحقوق .أتساءل أين ضمير الأمة فيما يجري في كامل فلسطين ليس فقط في غزة ،لقد انتصر الباطل على الحق ،وضاعت أحلامنا جميعا في تحقيق السلام العادل والشامل كما تعودنا على سماعه من الزعماء العرب والذين أصبحوا يتكلمون ويرفعون الشعارات الرنانة ولكنهم يقولون مالا يفعلون.لقد فقد النشامى دورهم في الدفاع عن أرضهم وعن عرضهم ،وأصبح جل الحكام راكعون منبطحون ليس للقبلة وإنما للرئيس ترامب ،الذي أصبح هو الناهي والآمر ليس بالمعروف وإنما بقرارات الإهانة،وغابت الإنسانية.مايجري في فلسطين والصمت المطبق عبر العالم ،دليل على موت الضمير .إسرائيل تهدد من جديد في العودة للقصف ليس فقط في غزة وإنما حتى في لبنان وسوريا وقد تصبح دول أخرى مباحة مادامت تصر على رفض الإملاءات الأمريكية ،وقبول السجود والركوع خلف الإمام الجديد الرئيس ترامب ،الذي أصبح يهين كل جبار عنيد من الزعماء العرب .ويرد على مواقفهم الرافضة بكل وقاحة سيقبلون بل سيركعون بالمفهوم الإسلامي ،إنها قمة الإهانة.والسفاهة.متى يستيقظ العرب والمسلمون ،متى يقولون الحقيقة،من يتحمل مسلسل الإهانات المتواصلة،متى ينهض المسلمون وينتفضوا لأنهم أطالوا في السجود والركوع ليس لله وإنما لحكام أمريكا .لم يعد هناك أمل في تحقيق العدالة والإنصاف ،إنها الحقيقة التي لن يقتنع بها أحد .ورغم كل مايجري فإننا سنبقى نتشبث بالأمل في تحقيق سلام لكنه لن يكون عادلا .كونوا على يقين لن يستطيع أحد تنفيذ خرجاته الإعلامية لا السيسي ولا ملك الأردن ومحمد بن سلمان ولا حكام الخليج ،لم يعد هناك ضمير .لا أحد من الحكام العرب يرفع صوتها الذي لن يكون إلا خافتا حتى تنتهي إسرائيل وبدعم من أمريكا تنفيذ مخطط التهجير وسيقبل السيسي والملك الأردني بقرار التهجير ،وهم صاغرون راكعون ولأمريكا وإسرائيل خاشعون ،ويبقى بقية القوم يرددون الموت لأمريكا ،الموت لإسرائيل ……………

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID