أحمد ويحمان ط” كلمات ” اليوم هي عن ضرورة فصل المقال فيما يقال بشأننا وحراك الريف ومعتقليه . *” أحِّي ” !*
.ويحمان في ضيافةالفرقة الوطنية للدرك الملكي
حراك الريف.. المعتقلون والمخابرات الصهيونية..* ‼️ *”أحِّي!” هي الصرخة التي يلجأ إليها الفنان المصري عادل إمام، من عمق الموروث الشعبي، ليطلقها كلما وجد نفسه أمام موقف تختلط فيه مشاعر المفاجأة غير السارة بالحزن والعجز والحيرة. وهي الحالة الشعورية والذهنية التي يعبر عنها المغاربة، بعد تنهيدة وزفيرها، بالحوقلة، ومنهم من يضيف عبارة : “وُْخلاص” أو “ؤُصافي” : *فلا حول ولا قوة إلا بالله ؤُصافي !* الحال أنني لم أجد تعبيرًا أصدق من هذه الصرخة الشعبية للتعبير عن وضعي اليوم، وأنا أجد نفسي أمام دعوى قضائية رفعها بعض معتقلي حراك الريف ضدي بتهمة “إهانتهم” و”اتهامهم بالتعامل مع الاستخبارات الصهيونية”..(!!؟) *دعاء وتأكيد على المبدأ* قبل كل شيء، أسجّل هنا دعائي لله، كما فعلت في كل المناسبات، بأن يفرّج كرب هؤلاء المعتقلين الذين يدّعون عليَّ، وأجدّد مطالبتي بإطلاق سراحهم فورًا. فموقفي كان دائما، وهذا ما أكدت عليه مرارًا، أن ملف حراك الريف هو ملف سياسي وليس أمنيًا، وأن معالجته لا يمكن أن تكون إلا سياسية في إطار يعزّز المصالحة الوطنية ويخدم مصلحة الوطن. وعليه أؤكد، مرة أخرى، أن ألتقي هؤلاء الشباب في بيتي أو في مقر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع وهم أحرار، لنتحاور حول قضايا الوطن والمستقبل الذي نحلم به جميعًا. *مفارقة تحتاج إلى وقفة* أمر هذه الدعوى مفارق حقا ويبعث على الحيرة ! فقد دافعنا عن حراك الريف ومعتقليه بمقالات عديدة موثقة، وشاركنا في الوقفات والمسيرات الداعمة للحراك والمعتقلين، وظهرنا في ندوات ومقابلات صحفية على قنوات وطنية وعربية ودولية دفاعًا عن مطالبهم المشروعة. فكيف يُعقل، بعد كل هذا وهو واجب دافعه الواجب المبدئي وليس فيه أي رائحة للمن أوالتبجح، كيف يعقل أن يأتي من يتهمنا بالتآمر على المعتقلين ومعاداة الحراك؟! وكيف يعقل أن يأتي من المعتقلين ذاتهم ومن عائلاتهم ؟! إن في الأمر إن لا محالة ! ومن هذه ال ” إن ” أن ما جاء في تصريحات المشتكين الأربعة الأولين هو نفسه بالتطابق و لا يختلف فيه أي تعبير .. نفس التصريح بالحرف، لايزيد حرفا ولا ينقص حرفا . أما تصريح ناصر الزفزافي فيزيد عنهم في تفصيل واحد لا أريد أن أناقشه هنا، وهو في السجن، لأنه عليه وليس له وتلافيت إثارته لأنه سيقضي عليه ” وهو ” مش ناقص ” فك الله أسره وفرج محنة أسرته ووالدته على الخصوص . وعلى كل حال فإننا نعتبر أن المعتقلين وقعوا في فخ أو، وهذا ما نرجحه، أُسقطوا فيه عمدًا. وندعوهم وأسرهم إلى الانتباه إلى سلبية هذا الخطأ عليهم وعلى قضيتهم التي لا يخدم استمرار مأساتها إلا أجندات تهدف إلى تفتيت النسيج الوطني وتشتيت الجهود المطالبة بالحقوق المشروعة.
*نقطة نظام .. الاختراق الصهيوني للحراك واقع يجب الانتباه له* ‼️
في ذات السياق، يهمنا أن نؤكد على أنه بقدر ما ندعم حراك الريف ومطالبه المشروعة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وحتى السياسي المتعلق بمطلب الديمقراطية والكرامة، فإننا لا نتوانى عن التحذير من محاولات اختراقه من قبل عناصر مرتبطة بالاستخبارات الصهيونية وبامتداداتها التي تنتحل صفات “السياحة أو البحث العلمي أو حتى العلاقات الاجتماعية”.. ومع أن من هؤلاء من لا يعملون في الواجهة، ويفضلون أن يتحركوا في الظل، مستغلين الغضب الشعبي لتوجيهه نحو أهداف انفصالية عبر توتير المجتمع وتفخيخ مفاصله في أفق تفجيره عندما ينصجون الشروط الذاتية والموضوعية لذلك لأجنداتهم التخريبية، فإن بعضهم ” يظهر ويختفي” مثل ثعلب زفزاف رحمه الله .. وقد كشفنا بعضهم بالأسماء والصور فيما نعرفه في بلاغات الرصد ب “شبكة معهد موشي ديان” ، ومنهم من تم تضمينهم في تقارير الاستخبارات الصهيونية ممن ينتسبون زورا إلى الريف العظيم وأصالته ووطنيته . وفضلا عن شبكات الأنتربولوجي بروز مادي وايزمان والدكتور إيغال بنون وبرنار هنري ليڤي وشبكات الكومندان ابراهام أفيزمير وواحد من أطر الليكود ووالد أحد الطيارين القتلة في جيش الحرب الصهيوني، فقد التحق واشتبكت بسلسلة الشبكات، بعد التطبيع شبكة مكتب الاتصال والمجرم غوفرين وإيغال بن دافيد وعينات ليفي .. كما أن شبكة التداريب القتالية العسكرية سبق واشتبكت بكل هذه الائتلافات، حيث كانت تتلقى التكوينات النظرية في مبنى عمومي بمدينة مكناس والتداريب العملية والميدانية بوديان وجبال الأطلس المتوسط والكبير .. وكل ذلك على أساس ” *كيف تقتل بضمير مرتاح* ” كما هو عنوان دليل ( Guide) التداريب التي كان يشرف عليها الضابط والحاخام يهودا أفيݣزير . لقد كشف المرصد المغربي لمناهضة التطبيع ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين عن هذه الاستعدادات الخطيرة والشروع في تفتيت الوحدة الوطنية، وكشف عن هذه الشبكات ومخططاتها و التدريبات العسكرية في الجبال والوديان بإشراف الضباط والحاخامات من جيش الاحتلال الصهيوني، حتى قبل التطبيع الرسمي، وبسنوات .. ‼️.. وكان هذا المخطط الرهيب، الذي يستهدف الوطن كله، وليس الريف وحده، موضوعا للقاءات مع الحكومة وتواصل مع رئيسين للحكومة وكان موضوعا لندوة صحفية موثقة بنادي المحامين نقلته مختلف وسائل الإعلام قبل حوالي ثماني سنوات … أما المسيرات باسم كيانات انفصالية ورفع أعلام هذه الكيانات، فإنها لم تعد خافية ولا تعد سرا على أحد، ولم تعد مقتصرة على المَــهاجر ولا أحاديثُها حبيسة أوكار الأحياء الراقية كما كشف عنها المطبعون أنفسهم، وإنما أصبحت ترسم وتمضي في مشاريع الأجندة، بمؤسسات الدولة وبالمال العام .. ‼️.. والأفظع أن بعض هؤلاء تمكنوا من الوصول، أو على الأدق من إيصالهم، إلى دوائر صنع القرار، بما في ذلك مواقع داخل بعض الأحزاب و دواوين بعض الوزارات، ومنها حزب وديوان رئيس الحكومة نفسه .. فضلا عن تعيينات في بعض المواقع العمومية ذات البعد الثقافي والفني …‼️
*موقف ثابت لا يتغير*
من هنا، ومن باب المسؤولية، لزم التوضيح وتدقيق بعض الأمور .. فالعبد الفقير إلى رحمة الله، لم يذكر أحدًا من المشتكين إلا للتضامن معه. بل أؤكد أنني لم أعرف أيًّا منهم شخصيًا ولا عائلاتهم، باستثناء ناصر الزفزافي الذي تعرفت على عائلته من خلال صديقهم وصديقي ورفيقي المرحوم أحمد لمرابط الذي حكى لي عن عم المعتقل الزفزافي الذي كان رفيقا وزميلا له في القاهرة إلى جانب الزعيم “موح ن-عبد الكريم” الخطابي . ورغم خلافنا مع ناصر الزفزافي في بعض الأمور رغم جوهريتها، فإننا لم نتوقف عندها و دافعنا عنه وطالبنا بالإفراج عنه، ونددنا بإساءة معاملته. وطالبنا البرلمان بفتح تحقيق عما قاله عن تعرضه للتعذيب. وعندما أعلن الإضراب عن الطعام وقطع شرب الماء كان لنا اتصال بالزعيم الوطني المرحوم بنسعيد آيت يدر الذي طلبنا منه التدخل . وعندما أخبر أنه سيتصل برئيس الحكومة، طالبناه بألا يقتصر بلقاء رئيس الحكومة، وإنما بمقابلة الملك ..
*خلاصة القول : توضيح وتأكيد المواقف*
إننا، بكل مسؤولية وما يقتضيه الواجب الوطني وقناعاتنا السياسية، نؤكد رفضنا لأي استغلال أو تلاعب بقضية حراك الريف، مشددين على أنه ملف سياسي يستوجب معالجة سياسية لا أمنية. ونجدد التذكير بمواقفنا المبدئية الثابتة في الدفاع عن المعتقلين ومطالب الحراك المشروعة، ونوضح مخاطر الاختراقات الصهيونية التي تستهدف زرع بذور الفتنة والتقسيم.د على أسس إثنية وعرقية وقبلية ومناطقية، كما نؤكد حرصنا على توجيه دعوة للحوار مع المعتقلين بعد الإفراج عنهم، بهدف بناء مستقبل قائم على إرادة شعبية جامعة. *تحية لأهل الريف وتاريخهم/نا المجيد* لا بد، قبل الختام، من توجيه تحية تقدير واعتزاز لأهل الريف الأحرار ولتاريخ الريف المجيد الذي يمثّل رمزًا للكفاح الوطني المغربي والمغاربي. الريف الذي أضاء نضالات الشعوب برمز أممي خالد هو البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، قائد معركة التحرر الوطني الذي أَلهمَ حركات التحرر في العالم.. نستلهم من نضاله قيم الثبات على المبادئ والتفاني في خدمة الوطن، آملين أن يظل الريف كما كان دائمًا، رائدًا في الدفاع عن السيادة الوطنية والوحدة الترابية بعيدًا عن كل محاولات الاستهداف والتشويش. **آخر الكلام* “أحّـِــي!” مجددًا، أمام هذا المشهد العبثي الذي يجمع بين دعمنا لحراك الريف ومعتقليه وبين اتهامنا بمعاداته. لكننا، رغم كل شيء، لن نحيد عن مواقفنا الداعمة لوحدة الوطن وكرامة المواطنين، وسنبقى أوفياء للمبادئ التي ناضلنا من أجلها منذ عقود . وأيا تكن النتائج والتضحيات .
رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع