ماذا بعد إصلاح مدونة الأسرة؟
يبدو أن النقاش سيستمر حول التعديلات التي حصلت في المدونة،وأن العديد من المغاربة نساءا ورجالا محتاجين لتوضيحات كثيرة من رجال الدين والسياسة معا ،من خلال ندوات تنظم حتى تعم الفائدة أكثر وينجلي الغموض لدى العديد.أرى أن دور المجالس العلمية وأئمة المساجد سيكون مهما بعد الإنتهاء من اجتهاد العلماء.وسوف يتواصل النقاش ويكون المجتهدون أمام تساؤلات الشارع المغربي .وإذا كنا قد خطونا خطوات كبرى فنحن أمام مرحلة التفعيل والتنفيذ لما خلص له العلماء من تعديلات وتفعيلها .خطونا أشواطا ،ونحن اليوم ملزمون برفع التحدي من أجل القيام بمجهود كبير في الأوراش الكبرى التي تتطلب إصلاحات كبرى التعليم والصحة.الدولة المغربية مسؤولة على الرفع من مستوى التعليم في بلادنا ،وتحسين تكوين الأطر الطبية في بلادنا ومعظم الكفاءات التي تحتاجها معظم المستشفيات.إن استمرار التعليم والتطبيب المجاني في بلادنا مطلب جماهيري لا محيد عنه ،وبالتالي فإننا اليوم وغدا أمام رهانات كبرى ،تتطلب الإستعداد لمواجهة كل التحديات التي سنواجهها في المستقبل بعزيمة وإرادة وثقة بالنفس .المعركة التي سنخوضها تتطلب الصبر والعزيمة،ورفع التحدي والثقة بالنفس ،وأننا قادرون على الوصول إلى كل الأهداف التي نرسمها .إن معركتنا جميعا اليوم وغدا هي مقاومة الفساد ،الذي يسيئ إلى بلادنا ويؤدي إلى توسيع الفوارق في المجتمع ،وغياب العدالة الإجتماعية .نحن جميعا مسؤولون على إعطاء فرصة لكل طفل من أجل تعليم بالمجان وتطبيب كذلك وإذا استطعنا أن نستمر في مجانية التعليم والتطبيب الجيد فإننا سنكون قد خطونا أشواطا كبيرة نحن مستقبل زاهر بحول الله .إننا نتقدم ونخطو خطوات من أجل إصلاحات كبرى ،ونحن في بداية الطريق وعلينا أن نكون مقتنعين بالخطوات والسياسة التي ينهجها جلالة الملك في ترسيخ الديمقراطية ودولة الحق والقانون ،والرقي بالمجتمع المغربي إلى مصاف الدول الكبرى .وإذا كنا اليوم قد خطونا خطوات كبرى في القيام بإصلاحات تطلبت تفكيرا عميقافي مدونة الأسرة ،من خلال الإصلاحات التي بلورها المختصون والمجتهدون في الميدان ،فإننا محتاجون اليوم وأحسن من أي وقت مضى بالإهتمام كذلك بمجانية التعليم وبلورة سياسة جديدة في القطاع للرفع من مستوى التعليم في بلادنا .إن التغيير الذي نترقبه لا يجب أن يقتصر فقط على التعليم المجاني وإنما نحن محتاجون كذلك إلى مزيد من المستشفيات التي توفر التطبيب والعلاج المجاني ،ونحن بحاجة في بلادنا إلى بناء مزيد من المستشفيات الكبرى التي توفر العلاج بالمجان لكل مواطن وبالتالي فإن التعليم والتطبيب المجاني يجب أن يكون أساس أي تطور في المجتمع المغربي .وبالتالي فإن معركتنا في المجتمع المغربي هي مع الفوارق الإجتماعية وهي مع توفير التعليم العالي المستوى والمجاني ،وكذلك هي توفير العلاج لكل محتاج للعلاج في المجتمع المغربي .الطريق شاق وطويل ولكن بالإرادة والعزيمة نستطيع القضاء على كل المعيقات وتحقيق الأهداف التي نرسمها .إننا نخطو خطوات كبيرة ويجب أن نثق بأنفسنا بأننا قادرون على تحقيق كل الأهداف التي نرسمها .إننا نخطو خطوات في بناء مجتمع قوي متماسك،وإننا ماضون في تكوين جيل سيتمكن من دون شك في قيادة بلادنا إلى مصاف الدول الكبرى والقضاء على كل المعيقات والفوارق التي تواجهنا ،اليوم وغدا .إننا قادرون بفضل عزيمتنا على تجاوز كل المعيقات للوصول إلى مجتمع نموذجي راقي يضرب به المثل كباقي الدول العظمى .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
