كلمات : إلى أشرف الناس *معنى العودة الفورية من عمق المحنة إلى النصر و الحياة*
د.أحمد ويحمان
وقف إطلاق النار في الجنوب اللبناني ليس مجرد اتفاق يوقف النزيف و مفاعيل النار والدمار، بل هو انتصار استراتيجي يؤكد أن زمن الهزائم قد ولى، وأن زمن الانتصارات قد بدأ، كما قال شهيد الأمة السيد حسن نصر الله الذي أضاف مؤكدا : “نحن لا نهزم.. ننتصر فننتصر .. أو نستشهد فننتصر.” هذا النصر ليس مجرد انتصار لبناني، بل إنه أيضا بشارة لنصر فلسطين، وهو – خلاف ما يريد أن يشيع بعض خدام الأجندة إياها – تأكيد لوحدة الساحات، تلك الوحدة التي يسعى أعداء الأمة لتفكيكها ونشر الفتنة والفرقة بين شعوبها. لكن دماء الشهداء من لبنان وفلسطين، ومن ساحات الإسناد في اليمن والعراق وسوريا، ومن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكل أحرار الأمة والعالم، هي الضمانة وهي التي كتبت هذا النصر، وأكدت أن وحدة المقاومة هي المدمرة التي تنسف هيمنة الاحتلال. *الجنوب اللبناني .. عودة الحياة بانتصار المقاومة* من بيروت إلى النبطية، ومن صيدا إلى صور، ومن بنت جبيل إلى عيترون والخيام … ، يعود أبناء الجنوب من مناطق نزوحهم إلى مدنهم وقراهم مرفوعي الرأس. كل شبر في مناطق المواجهة وفي الجنوب يحمل بصمة من تضحيات المقاومين، الذين واجهوا العدوان الصهيوني بثبات وإيمان. هذه العودة ليست مجرد عودة إلى الديار، بل هي إعلان أن لبنان هو النموذج الحي للمقاومة والصمود. *دماء القادة والمجاهدين تصنع النصر* هذا الانتصار هو ثمرة تضحيات قادة المقاومة، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، والقائد الشهيد أبو إبراهيم يحيى السنوار، وأبو العبد إسماعيل هنية، والسيد هاشم صفي الدين والشيخ المجاهد صالح العاروري وفؤاد شكر وإبراهيم عاقل وغيرهم من الشهداء القادة؛ هذه الدماء الزكية التي امتزجت بدماء عشرات الآلاف من الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ، هي التي صنعت هذا الانتصار وأكدت أن المقاومة لا تعرف حدودًا ولا جنسيات. *جبهات الإسناد .. سيف الأمة الممتد* لم يكن هذا الانتصار ممكنًا لولا دعم جبهات الإسناد من اليمن، حيث قدّم الشعب اليمني تضحيات عظيمة في وجه العدوان، ومن العراق وسوريا اللتين بقيتا جبهتين صلبتين في وجه المؤامرات. كذلك، لا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي لعبته الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحلف القدس الذي جمع أحرار الأمة وأحرار العالم تحت راية واحدة، راية تحرير الأرض والإنسان. *اليوم لبنان… وغدًا فلسطين* هذا النصر ليس نهاية الطريق، بل هو خطوة نحو التحرير الكامل لفلسطين. كما صمد الجنوب اللبناني وحرر أرضه، ستتحرر فلسطين من البحر إلى النهر. المقاومة اليوم تثبت أن ما يجمع هذه الساحات هو المصير المشترك، وأن الدماء التي سالت في جنوب لبنان هي ذاتها التي تسقي أرض غزة والقدس والضفة الغربية. وكما جاء في كلام قيادة المقاومة حماس بالأمس من خلال تصريح الأخ والصديق أسامة حمدان الذي ثمن أداء الجبهة اللبنانية وتضحيات ودماء شهدائها الزكية على طريق القدس، حيث أكد أن وحدة الساحات، كما كانت على الجبهة و المقاومة في الميدان ستبقى هي نفسها، متينة، على جبهة العمل السياسي . *زمن الانتصارات* لقد انتهى زمن الهزائم، وبدأ زمن الانتصارات. هذه الحقيقة التي أرسى قواعدها شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، والذي قال: “نحن لا نهزم.. ننتصر فننتصر، أو نستشهد فننتصر.” هذه الكلمات ليست شعارًا، بل هي عقيدة راسخة أثبتتها المقاومة في كل معركة خاضتها. اليوم يعود لبنان إلى الحياة بانتصار المقاومة، وغدًا ستعود فلسطين، وستنهزم كل مشاريع الهيمنة والاحتلال والعجز والتخاذل والتواطؤ . *خلاصة القول في ذكرى الشيخ قاووق* هذا النصر هو رسالة لكل شعوب الأمة مفادها أن *المقاومة هي السبيل الوحيد للحرية*، وأن *وحدة الساحات هي الضمانة الوحيدة لتحقيق النصر الكامل.* ونحن نتابع سكان الضاخية والبقاع والجنوب يعودون إلى مناطقهم التي هجروا منها بفعل الغارات الوحشية والعدوان الإجرامي الصهيوني المدمر ، منذ الساعة الأولى لإعلان وقف إطلاق النار، عادت بي الذاكرة إلى جولات لنا بنفس الطرق التي نتابع العودة من خلالها على القنوات؛ وهي نفس الطرق والمدارات والمدن والبلدات التي يا طالما كنا نقطعها مع رفاق في إطار المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي يقودنا فيها الشهيد الكبير، الشيخ نبيل قاووق الذي ارتقى مع رفيقه شهيد الأمة الكبير أبو الشهيد هادي نصر الله . *آخر الكلام* إن الثمن كبير جدا جدا، هذا لا شك فيه .. والدمار الحاصل جزء قليل بإزاء الدماء الزكية والروح الطاهرة للشهيد القائد ورفاقه في كل ساحات المقاومة .. لكن وصية السيد حسن ل”أشرف الناس “؛ شعب المقاومة، ومن خلالهم إلى كل رفاقه من أحرار الأمة وأحرار العالم هو أنه لا يجب أن نتأثر وننكسر إذا ارتقى منا قائد كبير، وإنما، عكس ذلك، ينبغي أن نحمل رأسه ونحمل دمه ونحمل أهدافه .. ونتقدم ونتقدم إلى القدس .. إلى فلسطين .. وهناك منتهى المطاف ..
والسلام عليكم ونصر الله وبركاته !
رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع