ماذا أصاب وزير أوقافنا؟
في قبة برلماننا رد الوزير على سؤال بشكل قد تلمس فيه نوع من الإستفزاز الغير المقصود على سؤال وجه له في قبة البرلمان ،فعندما يصرح وزير الأوقاف بالفم المليان قائلا المغرب بلد علماني غير لبغى شي حاجة يقولها،هذا خطاب شعبوي لوزير مغربي ، في قبة محترمة غير مقبول قد يكون مراده أن المغاربة خطابهم وردهم على بعض الأمور فيه نوع من الدعابة يجمع بين الصراحة والدعابة ومايلبث أن يتحول إلى الجدية عندما يتطلب الأمر ذلك .أعتقد وقد يتفق معي العديد من المغاربة أن تصريح وردود السيد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ،قد نلمس منه شيئ من الكلام الذي لا يجب أن يصدر من وزير الأوقاف والشؤون الإسلاميةفي قبة البرلمان أمام نواب الأمة،الذين هم حريصون على الجدية في نقاشهم خصوصا فيما يتعلق بالأمور الدينية.ماذا أصاب وزير أوقافنا والمدافع الأول عن عقيدة المغاربة.ربما لم يكن قصده الإساءة لمستمعيه واستفزازهم وهو يعلم علم اليقين أن قبة البرلمان تجمع المتدينين والعلمانيين ،ولكن كان الأجدر أن يتفادى السيد الوزير هذا الخطاب في قبة البرلمان وهو على الهواء حتى لا يقال عنه أنه مصاب بالخرف ،أو أراد من جوابه نوع من الدعابة أوالإستفزاز اتجاه فريق معين .وكيف ما كان الأمر فإن المغاربة في أمور الدين دائما يتميزون في نقاشهم بالجدية ويتفادوا كل ما من شأنه أن يثير جدلا وسط المجتمع نحن في غنى عنه في هذا الزمان .لم نتعود على هذه التصريحات والردود من وزيرنا المبجل خصوصا ،هو أنه يبقى كوزير للأوقاف والشؤون الإسلامية يجب أن يكون رمزا للجدية والنزاهة والأخلاق والعقيدة السليمة والقدوة لكل المغاربة.هل أراد السيد الوزير من خلال جوابه إيقاض السادة والسيدات النواب والنائبات من الرتابة التي أحسوا بها أم أراد بالفعل استفزازهم وهو يعلم مسبقا أن فيهم الملتزم بدينه والذي لا يقبل مطلقا هذا النوع من الخطاب خصوصا إذا صدر من مسؤول في حكومة جلالة الملك يقود الشأن الديني في المملكة،وإذا كان قصد السيد الوزير خلق نوع من الدعابة وإخراج السادة والسيدات من الرتابة إلى جو الدعابة فهذا كلام آخر.على العموم للتوضيح فقط المغاربة في الأمور التي تتعلق بالعقيدة والدين،لن يقبلوا أن يصدر كلام مستفز لجميع المغاربة علمانيون أو متدينون حفاظا على صورة المغرب كبلد إسلامي ،هذه الصورة هي المنظار الذي يجب أن يرانا به الآخرون والمرآة والمنظار الذي يجب أن يرانا به الآخرون حقيقة المغاربةفي أغلبيتهم المطلقة مسلمون وفيهم العلمانيون الذين لاعلاقة لهم بالدين وفيهم من ينتمون للديانة اليهودية وقد عاشوا جنبا إلى جنب المسلمين منذ سقوط الأندلس وجرتهم الظروف القصرية إلى المغرب،وإذا كان قصد السيد الوزير من رده على سؤال في قبة البرلمان أن المغاربة قوم فيهم المتدين الملتزم بدينه وفيهم الغير المتدين فكان عليه وحتى يخلق نوعا من الدعابة أن يدعو الذين ابتعدوا عن ممارسة طقوسهم الدينية من الطائفتين معا المسلمون واليهود للتوبة والعودة إلى الله .حتى لا يعتقد المتابعون لخطابه من السياسيين وعامة الناس أن السيد الوزير قد بلغ من الكبر عتيا وأنه آن الأوان لكي يترك منصبه الحساس لوزير آخر قد المقام كما نقول في العامية المغربية.أعتذر لمعالي الوزير لما ورد في مقالي فإني لست من الذين ينتقدونك وإنما من الفريق الذي يحترمك ويقدرك خصوصا وأنك من أتباع الزاوية البودشيشة القريبة من موطني الأصلي ، فقط لخلق نوع من الدعابة خصوصا وأن لدي أصدقاء في هذه الزاوية وليس لدي انتماء لأن أفكاري إلى حدما قريبة من العلمانية عفوا أما مواطن مغربي أصلي وأفعل الخير وعلاقتي أقرب من المستضعفين وأبعد من الذين يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار عفوا على استعمال هذا المصطلح السيد الوزير ،لا أشك في التزامك الديني وأتمنى أن تعتبر هذا الكلام الصادر مني مجرد تنبيه ليس للغافلين لأن مصطلح تنبيه دائما يربطه البعض للغافلين وإنما شخصكم ليس من طينة هؤلاء.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك