وجهة نظر فقط على هامش النقاش الدائر في الهجرة
كمناضل سياسي وجمعوي وإعلامي حاضر في الساحة بمواقفي لأكثر من ثلاثين سنة في الدنمارك،وكفاعل شارك في لقاءات متعددة داخل الوطن وخارجه قبل الإعلان عن تشكيلة المجلس الحالي المنتهي الصلاحية. وقبل خروج المعطيات الأولى لما سماه جلالة الملك المؤسسة المحمدية لمغاربة العالم ،والتي من دون شك ومن خلال الإسم سيكون من اهتماماتها ،التشبث والتعلق بالنموذج المغربي للتدين ومحاربة التطرف ،لكي يكون الإسلام الذي يتبناه المغاربة هو نقلة نوعية تحرص الأسرة على غرسها ،ثم يتم صقلها ورعايتها والحفاظ عليها من خلال اهتمام مؤسساتي مكملا لعمل الأسرة.وكإعلامي يدير قناة إعلامية ممولة من وزارة الثقافة الدنماركية وهي الجهة المكلفة بتدبير الإعلام السمعي البصري والمكتوب ،وباستمرار أساهم وأكتب في مواضيع تتعلق بالشأن الديني ،ودور المؤسسات المغربية سواءا المدارس الخاصة أو المساجد بالإهتمام بالنموذج المغربي للتدين ومحاربة التطرف والإرهاب وحماية صورة المغاربة في المجتمع الدنماركي وباقي المجتمعات الإسكندنافية الأخرى ،سوف أبدي وجهة نظري اليوم من النقاش الدائر في الهجرة عقب الخطاب الملكي السامي والذي دعى فيه جلالة الملك إلى إعادة هيكلة المجلس بتصور جديد وخلق مؤسسة جديدة سماها جلالته بالمؤسسة المحمدية لمغاربة العالم . لا أريد الخوض في المزيد من التفاصيل حول المؤسستين معا ،ولكن ما استخلصت من من الخطاب الملكي ،هو الإرادة المستمرة لجلالته للعناية بمغاربة العالم ،بتجديد دماء مجلس الجالية ،ودعم مغاربة العالم وتطلعاتهم من خلال مؤسسة جديدة سيكون لها دور مهم في تحفيز مغاربة العالم وإعطاؤهم فرصة للمشاركة في دعم وتقدم بلادهم والمشاركة الفعلية في التنمية، وهي في نفس الوقت فرصة لإبراز المؤهلات التي يحملونها.وإعادة النظر في بناء المؤسستين معا ،أصبحت ملحة وضرورية في الوقت الحالي لتمكين مغاربة العالم من إبراز القيم الديمقراطية التي يتمتعون بها في مختلف البلدان التي يعيشون فيها .مغاربة العالم مطالبون وضع اللبنة الأولى للمؤسستين معا ،وإبراز الكفاءات التي يتمتعون بها وعليهم كذلك أن يجسدوا كل مايحملونه في النقاش الأولي الذي يعبرون عنه في مرحلة التأسيس ،هذا النقاش الذي يجب أن يطبعه الإحترام المتبادل ،والغيرة الوطنية ويجب أن يكون حب الوطن والغيرة عليه والعمل على نموه وتقدمه والدفاع عنه من أولى الأولويات التي يحرص كل مغربي أن يلتزم بها في هذا التغيير الإيجابي الذي يسعى كل مغربي المساهمة فيه.وعلينا جميعا أن نتجنب كل ماقد يثير الجدل ،نتمسك بالإحترام المتبادل ،ونسعى جميعا لتوحيد الصف وتفادي السقوط في بعض الظواهر التي قد تجعلنا نفشل في تحقيق الأهداف التي نسعى جميعا لتحقيقها. أستسمح لتوجيه الشكر لأصحاب المبادرة لفتح هذا النقاش الصعب وسط الهجرة لفرض الإطار الذي نريده نحن وليس الإطار الذي يريد البعض فرضه على مغاربة العالم هذا في اعتقادي خيار استراتيجي فإذا نجحنا في رسمه ،والعمل به فهذا هدفنا ومسعانا للذهاب بعيدا في تحقيق تطلعات مغاربة العالم في التغيير الذي نريده،ومحاولة منا لإقناع الحكومة المغربية بكل سياسة نريدها أن تحمي حقوقنا كمغاربة يعيشون خارج البلاد ويساهمون في دعم الإقتصاد الوطني والتنمية في البلاد.تطلعات مغاربة العالم تبدأ من حق المشاركة السياسية وتفعيل الفصول المتعلقة بها.وهذا لن يتأتى من دون التواجد في كل مؤسسات الحكامة .إن فرصتنا في تجسيد القيم الديمقراطية التي نتمتع بها في بلدان الإقامة التي نعيش فيها يبقون أولى الأولويات بالنسبة للجميع .إن نقطة الإنطلاق تبدأ من طرح الأفكار الأساسية التي يجب أن ننطلق منها ،والتي هي عصارة نقاش مهم يدور بيننا اليوم والذي سماه البعض بالكتاب الأبيض ،هذا الكتاب الذي نريد أن نجسد فيه عصارة الأفكار التي ننطلق منها في كل مشروع يقتنع به المشاركون.صحيح أن الإنطلاقة الأولى دائما يطبعها النقاش الحاد والإختلاف ولكن علينا أن نعتر ف بأن النقاش يطبعه في الكثير من الأحيان الإختلاف والجدل القيم والعنيف ويجب أن نستفيد من تجارب الماضي ونتجاوز خلافاتنا بالتواضع والإحترام المتبادل .كنت أتمنى أن ترفع عن فرض بعض الأشخاص وإتاحة الفرصة لكل راغب في المساهمة في إعداد الكتيب الأبيض لأن في فرض أسماء أشخاص بعينها قد يثير جدلا نحن في غنى عنه .يجب أن نترفع عن كل ما من شأنه إثارة الجدل أو زوبعة بيننا جميعا ،نحن جميعا مسؤولون في طرح كل ما من شأنه دعم مشروعنا ووضع الإطار العام لمؤسستين ينتظرهما مغاربة العالم لتحقيق تطلعاتهم ورد الإعتبار إليهم ،ومساهمتنا في وضع اللبنات الأساسية مهم جدا فإذا استطعنا توفير سبل النجاح فهذا مانسعى إليه جميعا .يجب أن نترفع عن كل ما من شأنه أن يكون سببا في فشلنا لأن هذا النقاش الدائر اليوم بيننا هو الأساس لوضع اللبنة الأولى لفرض حقوقنا والتي ناضلنا من أجلها لسنوات.في اعتقادي لنبدأ بتصورات تغني النقاش الدائر حاليا ،ولنحاول وضع اللبنات الأساسية للمؤسستين معا ولنبين نضجنا السياسي ،وحرصنا على المساهمة بدورها كمغاربة العالم في دعم سياسة بلادنا وفرض الأفكار والتصورات التي بإمكانها تشجيع مغاربة العالم على المساهمة في تطور بلادنا وفي عملية البناء بسواعد وأفكار كفاءات من أصول مزدوجة أو أصول مغربية محضة .إن إشراك مغاربة العالم والمساهمةفي الإستفادة من التنوع الثقافي التي يتمتع بها مغاربة العالم المزدادون في الهجرة أصبحت ضرورة ملحة في اعتقادي وهذه مناسبة يجب علينا عدم تركها .
يتبع حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك