واقع الهجرة لم يتغير وهذه حقيقة مؤلمة


عندما تحمل أفكارا تقدمية بمعنى يسارية محضة لأننا كنا نرى فيها وبها نتمكن من الإنعتاق ،من معاناة عشناها في الوطن في غياب الشفافية وحرية التعبير والقمع الذي ترك في أجسادنا إمارات ستبقى لسنوات طوال حتى نرحل إلى الدار الأخرى،والتي لا نعلم عنها أي شيئ .أقول لكم ماعانيناه خلال فترة طويلة جعلت معاناتنا في الهجرة مع أبناء جلدتنا المتشبعين. ليس بقيم الحرية ولكن بقيم التآمر وتبخيس المجهودات التي يقوم بها البعض وفق القيم الإنسانية التي يسعى كل إنسان التحلي والتشبث بها .هذه القيم الخسيسة التي لاعلاقة لها حتى بالقيم الإنسانية والإسلامية ووووو…..وللتوضيح أكثر علاقتنا مع بعضنا البعض كمواطنين يمارسون العمل الجمعوي والسياسي والتضامني كان يطبعها دائما سلوكات تجعلنا نكره الإنخراط في أي نشاط كيفما كان لا لشيئ سوى عدم اقتناع العديد منا بممارسات مع بعضنا البعض ،والتي يغلب عليها الساداتية وحب الظهور والسيطرة ،وإقصاء الآخر دون مراعاة القيم والأفكار التي نبني عليها علاقاتنا من أجل خدمة الصالح العام وإن شئنا تغيير المصطلح المناسب من أجل الإنضباط مرغمين على المبادئ والقيم التي راهنا على تحقيقها جميعنا.قد يتساءل البعض لماذا أحمل رؤيا تشاؤمية حول العلاقات التي تجمعنا في المجتمع المغربي وهي مع كامل الإسف ليست في مستوى ما نحمله من قيم إسلامية وقيم إنسانية ،أقول ذلك لأني عشت لأكثر من ثلاثين سنة و عايشنا أجيالا منهم من رحل ومنهم من لازال يعاني من فشلنا جميعا ونتحمل المسؤولية في عدم تحقيق تطلعاتنا المشتركة .كان طموحنا كبير في الإستفادة من الديمقراطية وحرية التعبير والعيش الكريم في المجتمعات التي نزلنا بها ،وحققت هذه المجتمعات الكثير من الحقوق التي لم نحققها في بلداننا .سأكون أكثر تركيزا في تحليل الواقع الذي نعيشه نحن مغاربة ومنا الكثير من يملك الجنسية المزدوجة واستطاع العديد الإندماج في المجتمعات التي نعيشها فيها.وكان طموحنا الكبير أن نضمن العيش الكريم الذي افتقدناه في مغربنا الحبيب ليس فقط العيش الكريم ولكن ضمان الحرية والديمقراطية.وحتى لا نعيش تناقضا صارخا في الدنمارك فضلنا الخوض في نضالات متعددة تستهدف المغرب الرسمي وعندما نقول الموقف الرسمي نقصد الحكومة المغربية بمختلف الوزارات لأننا شئنا أم أبينا فانتماؤنا للمغرب الحبيب لا نقاش فيه.معركتنا من أجل انتزاع الهوية المغربية والإنتماء الذي لا يستطيع أحد أن ينتزعه منك ،انخرطنا في السياسة وفي العمل التضامني والجمعوي والإنساني وقارنا بين واقعنا في المغرب وواقعنا في بلدان الإقامة.وكانت خلاصات ولوجنا وانخراطنا في المجتمع الدنماركي كمغاربة صادمة فوجدنا الإختلاف ووجدنا من استقبلنا بصدر رحب وتعامل معنا كمواطنين دنماركيين ليس فقط نعتبر إضافة إيجابية في هذا المجتمع ،لأن التعدد الذي أصبح يتميز به المجتمع الدنماركي والمجتمعات الأوروبية بصفة عامة أغنمت هذه المجتمعات.إن الحقوق التي حققنا هنا لم نحققها قفي بلدنا فحرمنا من التصويت والمشاركة السياسية وكدنا أن نفقد نحن وأولادنا المقدادية في بلدان الإقامة هويتنا المغربية والتي تتجسد في اللغة التي هي جزئ أساسي من الهوية المغربية.بلدنا حرمنا من المشاركة السياسية ومن حقوقنا التي تجسد الهوية الوطنية بمفهومها الواسع.ونبقى دائما في النقاش المفتوح بعد الخطاب الملكي الذي كان رسالة للأحزاب السياسة التي كانت باستمرار تعارض المشاركة السياسية لمغاربة العالم حتى لا نساهم في التغيير الإيجابي وفي التأثير على سياسة البلاد.نؤكد بهذه المناسبة أن النداء الملكي الذي دعى لإعادة النظر في تركيبة مجلس الجالية يعني إنهاء مهام كل الوجوه التي فشلت في تحقيق تطلعات مغاربة العالم وتطلعات جلالة الملك شافاه الله
ثانيا لا بد من الإعتماد على الكفاءات التي تمتلك ثقافة سياسية وإلمام بالواقع السياسي في المغرب وبلدان الإقامة ،وأن تكون مكونات المجلس الجديد لها رؤيا ثاقبة في التغيير الذي ننشده جميعا ،تغيير يدعم العلاقات بين المغرب وبلدان الإقامة ،مجلسا قادرا على مد الجهات المغربية بتصور تبني عليه سياستها المستقبلية وتمكن الدولة المغربية من تبنيها من أجل تطويرالعلاقات بين المغرب وهذه الدول.علينا أن نأخذ العبرة من التجارب السابقة وأن نبني ونعتمد على أنجع السبل في عملية البناء والإستفادة والإفادة من كل التجارب الناجحة.خلاصة علينا أن ندخل تجربة جديدة قوامها احترام بعضنا البعض والمتجسد بطبيعة الحال في القيم التي تربينا عليها في المجتمعات الغربية.لا يشرفنا بتاتا أن يمارس البعض منا كل الممارسات التي لاعلاقة لها بالأخلاق لا أريد الخوض في المزيد حتى لا أثير خميرة غضب أي كان ،علينا أن نعطي كل واحد فرصته للتعبير عن إمكانياته وقدرته في التغيير وأملنا جميعا أن نحقق الأهداف التي علينا جميعا تسطيرها.وسنواصل في التعبير عن آمالنا في هذا التغيير الذي نسعى لتحقيقه جميعا
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
