ماذا يعني إغلاق قناة الجزيرة في رام الله؟
القوات الإسرائيلية التي اقتحمت مقر الجزيرة في رام الله بعد تفجيره لتسليم قرار المنع الصادر من الجيش نزعوا حتى صورة الشهيدة شرين أبوعاقلة التي مازالت تؤرق مضجعهم حتى بعد استشهادها
يبدو أن الإحتلال الإسرائيلي يهدف التعتيم الإعلامي الكامل عن الجرائم التي يرتكبها في حق الشعب الفلسطيني ،ويعني كذلك تصعيد لوقف كل المشاورات التي تستضيفها قطر وتارة القاهرة لإيقاف هذه الحرب المدمرة .كيف ستكون ردود الفعلين طرف المجتمع الدول حول التضييق الذي تمارسه إسرائيل على القنوات التي تنقل حقيقة مايجري من جرائم ،يسعى الجيش الإسرائيلي بتعليمات من الحكومة الإسرائيلية لإخفاء الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في الضفة.يبدو أن الأيام المقبلة ستعرف مدن الضفة جرائم قد تتجاوز الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة.إذا لم يبقى للجزيرة وجود لا في القدس ولا في رام الله والهدف ،هوإخفاء الجرائم التي ترتكبها إسرائيل .قناة الجزيرة الإعلامية التي تنقل الأحداث ،وتعري النظام العنصري في إسرائيل ،حتى لا يعرف العالم ما ترتكبه الجيش الإسرائيلي من جرائم في الإنسان الفلسطيني وفي البنيات التحتية في المدن الفلسطينية والمدارس وكل المرافق الإجتماعية ولم تسلم منها حتى المستشفيات التي تأوي المرضى.كل هذا يحدث أمام أنظار العالم،والأهداف واضحة ،وهي إخفاء الجرائم والإنتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيل والتي وصلت حد التنكيل بأجساد الشهداء وركلهم ورميهم من فوق أسطح المنازل .وأعتقد هذه الصور هي التي كانت سببا من الأسباب التي دفعت السلطات العسكرية اتخاذ قرار بإغلاق مقر قناة الجزيرة في رام الله ونقل كل تجهيزاتها وتعطيل عمل الصحفيين لإخفاء حقيقة الجرائم والإنتهاكات التي ترتكبها إسرائيل وهي التي قتلت العديد منهم ،ستبقى صورة شرين أبوعاقلة حتى بعد استشهادها تزعجهم ،وقد قاموا بنزع صورتها من الحائط وكأنها حاضرة تسجل سلوكياتهم في مقر الجزيرة .هم لا يكتفون باعتقال والتنكيل الصحفيين الأحياء ولكن صور الشهداء تلاحقهم وتؤرقهم فيتصرفون بحقد وكراهية ليس فقط اتجاه الأحياء وإنما حتى اتجاه الشهداء ،وبعد إغلاق كل مقرات الجزيرة ومصادرة كل الوسائل التي تنقل حقيقة مايجري ،هل تراجع قطر موقفها من الكيان المجرم وتعلق كل المبادرات التي كانت تقوم بها في ترتيب اجتماعات لوقف هذا الصراع الدامي الذي راح ضحيته أكثر من خمسين ألف شهيد وشهيدة وارتكبت فيه إسرائيل إبادة جماعية لم يسلم منها حتى الأطفال الصغار ،ودمرت كل المستشفيات والمدارس والطرق وكل البنيات التحتية .إسرائيل تهدف من إغلاق مقر الجزيرة في رام الله وهي التي أغلقت مقراً سابقا في القدس ودمرت مقر الجزيرة في غزة ،إخفاء والتعتيم على الجرائم التي تركبها في حق الإنسان الفلسطيني والمدن والمستشفيات والطرق ،وكل مايجري أمام أنظار العالم.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك