حيمري البشير

تعيين مسؤول جديد على رأس المجلس الأروبي للعلماء

كنت من الذين طالبوا بإعادة النظر في هيكلة المجلس الأروبي للعلماء منذ سنوات ،وكتبت مقالات عدة ،عبرت من خلالها عن وجهة نظري بشجاعة انطلاقا من تكويني الجامعي كخريج من شعبة الدراسات الإسلامية بوجدة وتتلمذت على يد أساتذة أجلاء تركوا بسمتهم في ذاكرتي وعلى رأسهم الدكتور الجليل سي مصطفى بن حمزة عضو المجلس العلمي الأعلى وصاحب المواقف الشجاعة في أمور عدة كانت آخرها تصريحات وزير العدل الحالي،ليس هذا موضوعنا .لكن فوجئت بخبر غير مؤكد يروج في الساحة الأروبية حول تعيين شخصية جديدة على رأس المجلس الأوروبي للعلماء.شخصيا أعتبر إعادة النظر في تركيبة المجلس أصبحت ضرورية لاعتبارات عدة منها التحديات التي يعيشها في المجتمعات الأوروبية والتحولات التي تجري في الساحة والجمود الذي يعرفه المجلس منذ سنوات خلت ،وبالتالي فالضرورة تفرض إعادة الهيكلة ولا يشمل التقصير فقط رأس الهرم.لأن المجلس بكل شجاعة ووضوح ،أصبح لا يقوم بمبادرات تتماشى مع الدور الذي يجب أن يقوم به دفاعا عن صورة الإسلام في أوروبا وعلى النموذج المغربي للتدين.شخصيا حضرت لقاءات متعددة نظمها المجلس الأوروبي للعلماء في الدنمارك وفي النرويج وفي غيرها من المدن الأوروبية الأخرى،وصرفت أموال في تدبير المؤسسة فيها نقاش،وتتطلب تقييم وإبداء موقف صريح من تدبير هذه المؤسسة ،التي عرفت جمودا في السنوات الأخيرة ،فرضت تغييرا ،مراعاة للتطورات التي تعرفها المجتمعات الأوروبية وارتفاع نسبة الإسلاموفوبيا والعنصرية اتجاه المسلمين،وجمود وغياب الشجاعة في إبداء المواقف دفاعا عن الإسلام .ليس هذا موضوعنا اليوم .وإنما الحديث يتعلق بتعيين رئيس جديد على رأس المجلس الأوروبي للعلماء ويتعلق الأمر بشخص يحمل من العلم مايؤهله لتحمل هذه المسؤولية ،بقي لمدة طويلة عضوا في المجلس لم يتحمل أية مسؤولية في أي مسجد لم يتخرج من أي جامعة وإنما شهادة للتاريخ أنه انهمك لسنوات في المطالعة والبحث وتفقه في كل الأمور وأصبح من الكفاءات التي تحمل علما وفيرا ينافس به فطاحل العلماء والمفكرين في الفكر الإسلامي والفقه الديني ،بقي بعيدا لسنوات عن تدبير الشأن الديني منذ أن تم حل المجلس الإسلامي الإسكندنافي .وتعيينه خلفا للفقيه الجليل الطاهر التجكاني اعتبره البعض مفاجئا لكونه لا يتحمل أي مسؤولية حاليا في الشأن الديني على مستوى الدنمارك وليس لكونه غير مؤهلا لتحمل هذه المسؤولية،وإن كان تعيينه على رأس المجلس الأوروبي للعلماء إن كان صحيحا ،فاجأ العديد في الدنمارك وكذلك في دول أخرى .إن إعادة هيكلة المجلس الأوروبي للعلماء كانت مطلبا ملحا لأسباب متعددة ،فتركيبة المجلس لم يكن عليها إجماع ،وحتى مسألة اختيار الشنضيض على رأس المجلس الأوروبي فيها نقاش رغم أنه يحمل من التكوين مايجعله مؤهلا لتحمل هذه المسؤولية ،والتي تتطلب إلى جانب التكوين العلمي الأخلاق وحسن التدبير والتعامل مع مختلف مكونات المجتمعات التي نعيش فيها،يمتلك لغة إنجليزية قوية قادر على تحقيق الأهداف والدفاع عن الإسلام باللغة التي يفهما الآخر ،وتقديم صورة الإسلام للآخر والقادر كذلك على الدفاع عن النموذج المغربي للتدين .يبقى شيئ مهم لا بد من الإشارة إليه ،هو مسألة تعيين رئيس جديد لن يكون من مسؤولية جهة لا تعلم شيئا عن الشأن الديني والصراعات التي يعرفها الشأن الديني في أوروبا ،فالمسؤولية شاقة وسي مصطفى الشنضيض كان خطيبا في مسجد الإمام مالك المغربي لفترة قصيرة وفي الوقف الإسلامي كخطيب للجمعة ،لكن منذ أن تم حل المجلس الإسلامي الإسكندنافي لم يتحمل أي مسؤولية فهل يتطلب مسألة التعيين أن يكون إجماعا حوله ليتحمل هذه المسؤولية أم تعيينه سيخلف جدلا ليس على مستوى الدنمارك فحسب وإنما على مستوى أوروبا .شخصيا لست معارضا لهذا التعيين ،رغم أني كنت أطالب في كتابات عديدة بضرورة إعادة هيكلة المجلس الأوروبي للعلماء .هل يقبل السيد الشنضيض تحمل المسؤولية الجديدة أم الحمل ثقيل ،هل هوقادر على إحداث تغيير يتماشى مع التحديات الكبيرة التي نعيشها كمسلمين في أوروبا ؟هل سيكون منفتحا بحكم المسؤولية الثقيلة التي سيتحملها على الجميع أم سيحاسب الإنسان على انتماءاته السياسية ،رغم تشبثه بعقيدته ودفاعه عن الإسلام .وقبل أن أختم مقالاتي ،أذكر سي مصطفى بحادثة وقعت معه يوم وجدني واقفا مع سي مصطفى بن حمزة في إحدى المناسبات فقال مخاطبا سي مصطفى هل تعرف هذا الإشتراكي وهو لا يعلم بأنه درسني لمدة أربع سنوات في الجامعة وتخرجت بميزة مستحسن سنة 1984 من جامعة محمد الأول بوجدة والذي سيوكل إليه رءاسة المجلس الأوروبي للعلماء ،من وجهة نظري عليه أن يتفادى الأحكام المسبقة على الأشخاص من خلال انتماءاتهم السياسية أو تعاطفهم السياسي مع أحزاب دنماركية يسارية لأن تواجدنا في مجتمع علماني يفرضعلينا الإنخراط في المجتمع وفي الأحزاب السياسية ويمكن أن يقدم المرئ صورة إيجابية عن الإسلام من داخل هذه الأحزاب أكثر مما يقدمها أي إمام في المجتمع الدنماركي ،أذكر سي مصطفى بأن المسؤولية ليست سهلة وشاقةوعليك أن تكون حريصا على التعامل مع المسلمين ليس كما عرفناك وإنما أن تكون حريصا على ضمان محبة الناس وتزرع الألفة بين المسلمين لا الفرقة ،وإن صحت الأخبار المنتشرة حول تعيينك فكن منفتحا على الجميع لا متحاملا على من ينتسب للأحزاب السياسية لأننا نعيش في مجتمعات أوروبية تفرض علينا الإندماج في المجتمعات التي نعيش فيها ،إن صح خبر التعيين نتمنى لك التوفيق في مهامك الجديدة خدمة للمسلمين والمغاربة جزئ منهم.ونذكرك فقط بأن تترفع عن انتقاد أي كان قبل أن تعرف تكوينه المعرفي والأخلاق التي هو حريص أن يتشبث بها .إننا نعيش في مجتمعات أوروبية نعاني فيها من الإسلاموفوبيا والعداء لكل المسلمين وأنت مسلم بفضل اللغة الإنجليزية التي تتقنها عليك أن تكون حريصا على الدفاع عن الإسلام وعن النموذج المغربي للتدين .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube