أزمة الماء الشروب في المغرب
يبدو أن الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن في المغرب تأخرت إلى حدما في تدبير أزمة الجفاف الذي ضرب المغرب لسنوات عدة .واليوم غالبية المدن الكبرى والصغرى تعاني في عز الصيف من قلة الماء الشروب ،بل أن الدولة اليوم اتجهت إلى توفير حاجيات المدن من الماء على حساب قطع الماء على الفلاحين مما تسبب في ضياع حقول واسعة كانت تعتبر المورد الأساسي للفلاحين ،النموذج منطقة بركان وباقي المدن التي كانت تعتمد على منتوج الحوامض والزيتون .الأزمة ستفرض على العديد من الفلاحين ،الهجرة إلى المدن والبحث عن فرص الشغل المفقودة أصلا مما سيعمق الأزمة في العديد من المدن والسكان الذين كانوا يعتمدون على القطاع الفلاحي كمورد أساسي لتوفير حاجياتهم.العديد من المتابعين لهذا الملف يعتبرون أن العزيز أخنوش الذي يتحمل مسؤولية قيادة حكومة الأزمات يتحمل مسؤولية الأزمة التي يعيشها القطاع الفلاحي منذ أن كان وزيرا للفلاحة وتبعات مخططه الأخضر الذي نعيش تبعاته اليوم وأزمة القطاع الفلاحي اليوم يؤدي ثمنها الشعب المغربي اليوم.المغرب اليوم بفضل السياسة الملكية اتجه إلى سياسة بناء العديد من المحطات لتحلية ماء البحر لسد حاجيات جل المدن الكبرى وهي سياسة ستكون فاعلة في المستقبل للحفاظ على مخزون السدود المغربية،لإنعاش القطاع الفلاحي .إن السياسة الكارثية التي تعاني منها جل المناطق المغربية بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد لست سنوات متتالية ،يفرض على الدولة إعادة النظر في سياستها الفلاحيةوالتفكير بعقلانية في تدبير المخزون المائي المتوفر في السدود رغم ضآلة مخزونها ،فالحكمةمن الآيات القرآنية والحكم الموروثة تفرض على الجميع ،التصرف بعقلانية في تدبير مياه الشرب والسقي ،لأن الماء عصب الحياة (وجعلنا من الماء كل شيئ حي )وبالتالي فالضرورة تفرض أن يتشبع الشعب بموارد في القرآن بخصوص الماء والتشبث بالتدبير العقلاني للماء،وعدم التبذير في الموارد المائية المتوفرة.
المغرب قام بعدة إجراءات، في إطار برنامج يمتد من 2020 إلى 2027، لضمان وصول مياه الشرب والسقي إلى عدد من المناطق، كمحور الرباط- سلا الذي استفاد من تحويل فائض مياه حوض نهر سبو إلى حوض نهر أبي رقراق، وكذلك البدء في تشغيل محطات لتحلية مياه البحر، في مدينتي أكادير وآسفي
كل هذه الإجراءات مهمة للغاية ومطلوبة، ولكن الحاجة ماسة لإجراءات أكبر، و يجب كذلك مساءلة نموذج تصدير منتجات زراعية تستهلك المياه بكثرة كالأفوكادو والبطيخ الأحمر والطماطم، تنقل “المياه الافتراضية” إلى الخارج، وهو نموذج مربح اقتصاديا على المدى القصير للشركات، لكنه مدمر للبيئة.
حيمري البشير بركان المغرب