الهجمة العنصرية متواصلة في فرنسا
اشتعلت نزعة العنصرية والإسلاموفوبيا في فرنسا ونحن على بعد أيام معدودة على الإنتخابات التي ستعرفها فرنسا في الثلاثين من هذا الشهر والتي لن تخرج نتائجها عن الإنتخابات الأخيرة التي عرفتها جل الدول الأوروبية باستثناء بريطانيا التي خرجت من هذا التكتل.انطباعاتي الشخصية من خلال متابعتي لما يجري من تطورات سلبية في فرنسا والتي كانت نتاج للعلاقات السيئة التي عاشتها فرنسا في ضل حكم الرئيس ماكرون مع العديد من الدول الإفريقية ،وبالخصوص دول الساحل والتي انقلبت على فرنسا وطالبتها بسحب قواتها من هذه البلدان.فرنسا فقدت كل مصالحها الإقتصادية في العديد من مستعمراتها السابقة،التي استفاقت ،وتحرك الشارع فيها مطالبا بخروج القوات الفرنسية من بلدانها ،وتدبير مواردها الطبيعية تدبيرا يخدم التنمية المستدامة ،وإخراج بلدانها إلى مصاف الدول الراقية ،ووضع حد لإستغلال فرنسا البشع لمواردها الطبيعية والجوفية .الإنتفاضة والتمرد ضد فرنسا والذي عاشته العديد من البلدان الإفريقية ،بالإضافة إلى التنافس الصيني والأمريكي والروسي كذلك في العديد من البلدان الإفريقية والتي كانت محسوبة سابقا على فرنسا كان له انعكاس سيئ على الإقتصاد الفرنسي ،فتعمقت الأزمة الإجتماعية في فرنسا ودفعت بالرئيس الفرنسي وحكومته إجراء إصلاحات عميقة ،رفضها الشارع الفرنسي ،كنموذج رفع سن التقاعد ،لكن تم فرضها وفقا للصلاحيات الدستورية التي يمتلكها رئيس الدولة.الأزمة في فرنسا هي نتاج للتوتر الذي تعرفه العلاقات الفرنسية الإفريقية وكذلك مواقف فرنسا مما يجري في الشرق الأوسط وانحيازها ودعمها لإسرائيل في صراعها مع الشعب الفلسطيني كلها عوامل ستزيد من حدة الأزمة بين فرنسا والدول الإفريقية بصعود اليمين المتطرف بعد الإنتخابات التي جرت والتي دفعت بالرئيس ماكرون حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مسبقة يوم الثلاثين من هذا الشهر،وأعتقد أن الإنتخابات المقبلة في فرنسا لن تغير الخريطة السياسية والشعب الفرنسي سيزكي اليمين المتطرفين جديد والمستهدف الأول في الإنتخابات المقبلة هو الإسلام والمسلمين ليس فقط في فرنسا وإنما في كل دول الإتحاد الأروبي .إن ظاهرة الكراهية والإسلاموفوبيا ظهرت من جديد في فرنسا بشكل بشع في العديد من الجهات من خلال الإعتداءات بالرصاص الحي وحرق السيارات أمام المساجد وإغلاق المساجد وترحيل الأئمة ،رغم أن العديد منهم مزدادون في فرنسا ولا علاقة لهم ببلدان آباًئهم الأصلية .إن الأزمة الإقتصادية التي تعرفها فرنسا منذ سنوات هي نتاج صحوة تعرفها العديد من مستعمراتها السابقة والتي رفضت استمرار فرنسا في نهب خيراتها الباطنيةكنموذج النيجر التي طردت القوات الفرنسية وتعرضت السفارة الفرنسية في نيامي للتخريب وطالب الإنقلابيون من السفير الفرنسي مغادرة البلاد،وهذا يعني وقف استنزاف فرنسا للأورانيوم الذي تعتمده فرنسا في تشغيل المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية .إن نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي والتي أفرزت صعود اليمين المتطرف والذي أصبح يكن عداءا للمهاجرين الأفارقة وحتى المزدادين في فرنسا ،وهذا سيزيد من حدة التوتر في العلاقات الفرنسية الإفريقية وسيتجدد من جديد لا محالة في الإنتخابات البرلمانية الفرنسية .مما يعني أن الأزمة مع الدول الإفريقية لن تعرف انفراجا بل تصعيدا لأن اليمين المتطرف أصبح يستهدف في سياسته المهاجرين الأفارقة بما فيهم المهاجرين من المغرب العربي ،وكلما ازداد التوتر في المجتمع الفرنسي ومسلسل التضييق على المسلمين كلما ازدادت علاقة فرنسا توترا مع العالم الإسلامي .إن المستهدف من التحول الذي تعرفه فرنسا هو الإسلام والمسلمين،المنحدرين من المغرب العربي وإفريقيا .والصراع الذي تعرفه عدة جهات في فرنسا من خلال محاول الإعتداء بالرصاص على التجمعات والمساجد وإحراق السيارات ،كلها ستزيد من التوتر في المجتمع الفرنسي في الأيام المقبلة والذين يقفون من وراء هذه الإعتداءات يسعون لإظهار خطورة التواجد الإسلامي في فرنسا .ولن يتوقف التأثير على المجتمع الفرنسي فقط بل التغطية الإعلامية التي تغطيها القنوات الفرنسية والدولية لهذه الأحداث العنصرية التي تستهدف أرواح وممتلكات المسلمين في فرنسا سيكون لها تأثير في كل أرجاء أوروبا وسيكون لها وقع لامحالة على واقع الهجرة في فرنسا وباقي الدول الأوروبية في غياب حوار حضاري مسؤول ،يخفف من حدة التوتر ومن صعود الإسلاموفوبيا من جديد في كامل أوروبا بصعود اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي .إن التحولات التي يعرفها الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني الإسرائيلي واإنحياز الأمريكي لإسرائيل وغياب تطبيق العدالة الدولية ضد الإنتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في غزة واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية وظهور تحالفات دولية جديدة وعجز المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي في إيجاد حل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتمادي هذه الدولة في الإنتهاكات الجسيمة في حق الشعب الفلسطيني .يجعل العالم أمام باب مسدود وعجز واضح في تطبيق القانون الدولي .نحن أمام وضع عالمي خطير في ضل استمرارالحرب الأوكرانية الروسية واستمرار الحرب على غزة وفشل مجلس الأمن والأمم المتحدة في إيجاد حلول للصراع سيقود العالم لا محالة لحرب مدمرا بدأت المجتمعات الأوروبية تستعد لها.سأعود مستقبلا لأكثر تفاصيل
تحديات كبيرة تعرفها العديد من البلدان الأوروبية في ضل تنامي الإسلاموفوبيا بصعود اليمين المتطرف في الإنتخابات الأوروبية الأخيرة
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك