شمس الدين مرة أخرى في قصر المرادية لخدمة الأجندة الإنتخابية الفرنسية
ماكرون يستعين بشمس الدين إمام مسجد باريز لإحياء صلة الرحم بساكن قصر المرادية وكابرنات الجزائر لطلب النجدة ،والتوسل للناخبين من أصول جزائريةوالحاملين للجنسية الفرنسية بالتوجه بكثافة لصناديق الإقتراع من أجل الإدلاء بأصواتهم لصالح حزب ماكرون وقطع الطريق على اليمين واليمين المتطرف،ودعم استمرارية ماكرون كرئيس للجمهورية.
وقمة السبع الكبرى وغرائب مادار فيها تكشف عودة الحياة للعلاقات الحميمية بين ماكرون وعبد المجيد تبون.قمة السبع الكبرى تحت رءاسة رئيسة وزراء الحكومة الإيطالية،وجّهت الدعوة للرئيس تبون ،رئيس القوة العظمى في إفريقيا لحضور أشغال القمة ولها كامل الصلاحية لتوجيه الدعوة لمن أرادت لحضور التجمع الإقتصادي العالمي الذي يحضره كبار العالم .تبون الرئيس الجزائري هرول هذه المرة لتلبية النداء الذي حمله الإمام شمس الدين لحضور أشغال القمة،فضربا الرئيسان الجزائري والفرنسي موعدا لإحياء طبيعة العلاقات المنهارة بسبب زيارة وزير الخارجية الفرنسي للمغرب وعودة العلاقات المغربية الفرنسية لطبيعتها .صعود اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي شغل بال الرئيسان الفرنسي والجزائري معا ،ولذلك بدأ التحرك والتواصل بين الرئيسان الجزائري والفرنسي والإشتغال معا لتحريك الناخبين من أصول جزائرية لقطع الطريق على منافسي الرئيس ماكرون في هذه الإنتخابات البرلمانية الفرنسية للتصويت لصالح الرئيس الفرنسي وقطع الطريق على مرشحي اليمين المتطرف للوصول لسدة الحكم في فرنسا .وهنا تظهر سياسة النفاق التي ينهجها ماكرون اتجاه البلدين المتصارعين في المغرب العربي ،ويؤكد مرة أخرى تحكمه المطلق في ساكن قصر المرادية وفيلقه العسكري .إن ميل الرئيس الفرنسي مرة أخرى وفي هذه الظروف الحرجة التي يمرها،يعني قوة ارتباطه بالجزائر كمستعمرة خرج منها سنة1962لكنه في الحقيقة بقي متحكما في كل شيئ،ويمتلك مفاتيح الحل والعقد ،ومستمر في استنزاف غاز البلد بثمن بخس ،وأن التقارب الذي يظهره من حين لآخر اتجاه المغرب لايعدو أن يكون نفاقا لايدوم بمجرد عودة علاقته الطبيعية لمستعمرته الجزائر .إن ساكن قصر المرادية لا يستطيع التصعيد اتجاه فرنسا التي أرسلت وزير خارجيتها للمغرب والإدلاء بتصريحات أذابت الجليد في العلاقات بين البلدين ،وبينت حسن النوايا في تطوير العلاقات والخروج من الموقف الضبابي فيما يخص قضية الصحراء ،لإظهار نيتها في الإستثمار في الأقاليم الجنوبيةكمرحلة أولى ،بالإضافة إلى فتح مركز ثقافي فرنسي ،يتلوه دعم مشروع الحكم الذاتي ليتبلور موقفها النهائي باعترافات بمغربية الصحراء .وعودة لزيارة شمس الدين ولقائه بالرئيس تبون كالعادة ،هو في الحقيقة لأخذ جرعة من النصائح للتأثير في الناخب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية والذي يشكل الغالبية من المصلين الذين اعتادوا الصلاة في مسجد باريس والذي بناه المغرب،ويعكس تصميمه وهندسته وزخرفته قمة الحضارة العريقة التي تتميز بها المساجد المغربية.إن طلب استمالة شمس الدين صديق ماكرون للرئيس تبون من أجل توجيه رسالة مشفرة وواضحة لمسلمي فرنسا من أصول جزائرية هو في الحقيقة دعوة لاستمالتهم لدعمه في هذه الإنتخابات ضد اليمين المتطرف الذي أعلن بالواضح أنه سيدعم مغربية الصحراء.وهذا مربط الفرس كمانقول والذي سيدفع تبون للتدخل من أجل أن يدعم الناخبون الفرنسيون من أصول جزائرية حزب ماكرون حتى يحقق نتائج تضمن له البقاء لتدبير البلاد في ظروف مريحة .إن صعود اليمين المتطرف الذي أعلن مساندته المطلقة للمغرب في قضية الصحراء يهدد مصالح الجزائر في المنطقة ،ويعلن فشلها في صراعها مع المغرب في ملف الصحراء الذي تسعى ليفصلها عن المغرب .إن الصراع في المغرب العربي بين الجزائر والمغرب سيستمر بتمسك كل المغاربة بمغربية الصحراء،وستستمر فرنسا في سياستها المبنية على النفاق وعدم قول الحقيقة واتخاذ موقف واضح من مغربية الصحراء وهي تمتلك الحقيقة المطلقة ،وعندما تقررالخروج بموقف واضح وصريح فستنهار علاقتها مع مستعمرتها القديمةلتدخل الجزائر إلى الفوضى الخلاقة،وهي على الأبواب بسبب تدخل النظام العسكري في كل شادة نفاذة في الجزائر واستمرار النهب وتهريب الأموال للطغمة العسكرية في الوقت الذي يعاني فيه الشعب من نقص في كل شيئ،واستمرار الطوابير وقلة الماء الشروب في كل المدن الجزائرية.إن الأزمة العميقة التي يعاني منها الشعب الجزائري ستؤدي لا محالة لانفجار شعبي وانهيار السلطة العسكرية التي تتحكم في مصير البلاد والعباد.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك