وجهة نظر من التعديل الحكومي المرتقب في المغرب
كثر الحديث منذ مدة عن تعديل حكومي مرتقب ،بخروج حزب الأصالة والمعاصرة،ودخول الإتحاد الإشتراكي منفردا أو يجر معه حزب التقدم والإشتراكية،ليكتمل الثلاثي الذي حكم المغرب في حقبة سابقة والذي سمي بالكتلة الديمقراطية.والتي تكونت من الإتحاد والتقدم والإستقلال ،وعندما تتمعن في المصطلحات الثلاثة فهي في الحقيقة لهامعاني كبيرة في المصطلحات السياسية،هل تجتمع مرة أخرى الأحزاب المتناقضة في إنقاد المغرب من الأزمة التي يعيشها حاليا.هي مجرد فكرة قد تتبلور إلى واقع ،يتطلع إليه إغلبية الشعب المغربي .لكن في اعتقادي التكتل الثلاثي سيسحب البساط من العزيز أخنوش ،ويبقى كل ماذكرت تكهنات وانتظارات قد تتحقق ،وقد يعرف مشروع الوحدة والعودة لتدبير شؤون البلاد وإنقادها من الأزمة مجرد أحلام لن تتحقق .وكل القرارات وإن كانت قيادات الأحزاب الثلاثة هي المتحكمة فيها ،فإن القاعدة قد تبعثر أوراق القيادات الحزبية الثلاثة.في نظري المتواضع وأنا المرتبط بالتاريخ النضالي المجيد لحزب الإتحاد الإشتراكي،وأتحدث هنا عن تاريخ كان حضور الإتحاد بارز في الساحة الوطنية وهو الحزب الذي قدم قافلة من الشهداء والمناضلين الذين عذبوا في السجون ومنهم من قضى سنين طويلة رهن الإعتقال وعندما خرج قضى بقية حياته يعاني من آثار التعذيب الذي تعرض له.ليس من السهل على من بقي حيا يرزق في الوطن ومنهم من فضل أن يبقى بعيدا في المنفى لأنه رغم تأسيس هيأة الإنصاف والمصالحة وتأسيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان فإن الإنتهاكات في مجال حقوق الإنسان ومصادرة حرية التعبير لازال مستمرا في المجتمع المغربي .إن الحديث عن حرية التعبير يتجسد من خلال وقف اعتقال الصحفيين.وهذا الذي لم يتحقق لحد الساعة.إن الإنخراط في تدبير الشأن العام لإنقاد الأزمة التي تمر بها البلاد يفرض إطلاق سراح كل الصحفيين الذين يوجدون في السجون واحترام حرية التعبير هي الضمانات الضرورية التي يجب على الإتحاد الإشتراكي التركيز عليها للانخراط في أي تعديل حكومي مرتقب ، يخدم مصلحة البلاد .إن البحث عن الحقائب الوزارية في هذه المرحلة قد تضر بصورة الحزب وبتاريخه وسوف يتحمل الحزب كامل المسؤولية في الأزمة التي تعرفها بلادنا .والسؤال الذي يجب أن يطرحه المناضلون في الأحزاب الديمقراطية الثلاثة هل هم قادرون على إحداث التغيير الذي ينتظره الشعب المغربي لإنقاد البلاد من الأزمة التي تتخبط بها،وهم أنفسهم يتخبطون في أزمات سياسية وفساد وغياب الديمقراطية الداخلية .الأحزاب الثلاثة هي في حد ذاتها في حاجة إلى ثورة وانتفاضة داخلية ،في حاجة إلى تغيير جدري .ومن غير إعادة البناء من الداخل والإعتماد على الكفاءات التي تحمل أفكار التغيير التقدمي الجدري ،لن يكون هناك أمل في مغرب جديد .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك