القضية الفلسطينيةمحطات نضالية

لاسلام في الشرق الأوسط من دون دولة فلسطينية مستقلة

يبدو أن الحرب المدمرة في غزة والتطهير العرقي الذي مارسته إسرائيل بدعم دولي وبالخصوص الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ودول أخرى لم يكن فقط بالأسلحة والمشاركة في القصف والقتل والتدمير التي لم يسلم منها المدارس والمستشفيات وذهب ضحيتها الأطفال والنساء والشيوخ ،ودمرت كل سبل الحياة في غزة ،مسلسل القتل والتدمير ذهب ضحيته لحد الساعة أكثر من سبع وعشرين ألف شهيد والعديد في عداد الموتى لأنهم لازالوا مدفونين تحت التراب في غياب رجال الإطفاء وقوات الإغاثة وفي غياب الوسائل التي يستعملونها في الحفر وكذلك استمرار القصف. التوغل في غزة لم يقتصر على قوات الإحتلال ،بل شاك فيها مئات الآلاف من المرتزقة من فرنسا وأنجلترة وألمانيا والولايات المتحدة ودول أخرى.ورغم هذا التحالف الدولي فإنهم مهما قتلوا وهجروا فإنهم لم يستطيعوا كسر عزيمة الفلسطينيين المتشبثين بأرضهم.إسرائيل مع كل الداعمين فشلت في تحقيق نصر مؤزر بل تعرضت لهزيمة تاريخيّة رغم أنها كانت ومازالت تملك كل أنواع الأسلحة ولكن الشعب الفلسطيني يمتلك العزيمة ومعه قوة خفية تساندهما يعلمها إلا الله ،مصداقا لقوله تعالى (.كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ )أليوم وبعد السابع من أكتوبر تغي الكثير على الأرض وبدأت مواقف أمريكا والدول المساندة للطغاة تتغير وبدأوا يتحدثون عن السلام في الشرق الأوسط،الذي لن يكون من دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية،حلم التوسع لدى إسرائيل تبخر والجرائم التي ترتكبها ستحاسب عليها مادامت محكمة العدل الدولية قد أكدت الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة والتي أجمل عليها المنتظم الدولي ولن تمر هذه الجرائم من دون حساب .الحرب على غزة دمرت كل شيئ لكن في المقابل إسرائيل تلقت صفعة قوية وهزيمة تاريخة وأصبحت تعيش أزمة اقتصادية خانقة وكساد سياحي وغادر العديد من الإسرائليين البلاد وعادوا من حيث أتوا والهزيمة الكبيرة التي تلقتها إسرائيل المئات من القتلى في صفوف الجيش الذي كان لا يقهر في الشرق الأوسط.بالإضافة إلى هذا لم يعد هناك أمن مادام أن قطعان المستوطنين يحملون السلاح وأصبحوايهددون حياة الفلسطينين حتى الذين يعيشون في المدن الإسرائيلية التي احتلتها إسرائيل كيافا وحيفا والجليل والقدس نفسها.إن قطعان المستوطنين،الذين يعيثون في الأرض فسادا ويحطمون كل شيئ تعب أصحاب الأرض الحقيقيين في زرعها وسقيها ليأكلوا منها حلالا طيبا.مايفعله المستوطنون شيئ لا يقبله العقل حينما يستهدفون حتى الماشية ،هم وحوش كاسرة لكنها أمام الشجعان من أبناء الشعب الفلسطيني فئران يندسون لأنهم يخشون الموت الذي هو وملاقيهم .إسرائيل فشلت في تحرير الرهائن ،وفشلت في القضاء على المقاومة وتهجير من بقوا أحياء يرزقون.إسرائيل وحلفاؤها فشلوا في هذه المعركة ،وتيقنوا اليوم أن السلام في الشرق الأوسط من دون دولة فلسطينية كاملة الحقوق وعاصمتها القدس الشرقية،اليوم أمريكا وعلى لسان وزير خارجيتها اليهودي يتحدثون عن السلام وحل الدولتين لكن الشعب الفلسطيني لن يقبل بحل الدولتين بالشروط التي يريدها الشعب الفلسطيني ألا وهو الإنسحاب من الأراضي الفلسطينية وإزالة المستوطنات التي أقامتها إسرائيل على أنقاض الأراضي الفلسطينية ،وعودة المهجرين الذين يعيشون في مختلف بقاع العالم.السلام يكون بحل الدولتين والإنسحاب من القدس الشرقية التي ستكون عاصمة الدولة الفلسطينيةوالإنسحاب التام من كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل .وهذا غير كاف لأن محاسبة مجرمي الحرب على ما ارتكبوه في الإنسان والأرض الفلسطينية يبقى مطمح كل إنسان عاش ويلات هذه الحرب ونتائجها الكارثية

حيمري البشير صحفي مقيم في الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube