حيمري البشيرمحطات نضالية

التعديل الحكومي المرتقب

سأعبر عن وجهة نظري كمناضل تربى في حزب الإتحاد الإشتراكي طوال حياته وغادر المغرب وبقي وفيا لرموز اتحاديين منهم من قدم روحه فداءا للتغيير الديمقراطي الذي لم يتحقق لحد الساعة،ومنهم من قضى سنين رهن الإعتقال ،وكانوا دائما متشبثين بالقولة المشهورة ( ربي السجن أحب إلي مما يدعونني إليه)وأرفع قولة تغنى بها شباب التغيير لامشاركة في حكومة من أجل المناصب على حساب القدرة الشرائية للمواطن المغربي ،سأكون مع الأغلبية من مناضلي الإتحاد الإشتراكي الذين يعارضون دخول الحكومة الحالية ضمن التعديل المرتقب لإنقاد فشل التحالف الحكومي الحالي ،الذي أجهز على كل المكاسب التي ناضلنا من أجلها.سيتذرع البعض من الدخول إلى التحالف الحكومي الحالي هو إنقاد البلاد من ورطة ومن أزمة،ومن نفق مسدود .لا نريد أن يؤدي الإتحاد الإشتراكي الثمن لإنقاد هذه الحكومة المفلسة ،والتي أصبحت تعيش أزمة حقيقية ،بسبب الجفاف وقلة الماء الشروب ،وإغلاق الحمامات ومحطات غسيل السيارات،وإن كانت الحكومة الموريتانية قد قدمت خدمة كبيرة عندما رفعت الرسوم الجمركية المفروضة على قوافل الحافلات المحملة بالخضر والمتجهة أولا لللأسواق الموريتانية والإفريقية ،وتكون بذلك قد قدمت خدمات كبيرة للشعب المغربي في نزول الأسعار في الأسواق المغربية بشكل غير منتظر ،وبالتالي ارتاحت الأنفس وحصل الإنفراج الذي لم يكن متوقعا من هذه الحكومة.كمناضل سأقول وجهة نظري لماذا أنا ضد دخول الإتحاد الإشتراكي في هذه الحكومة لأني بصراحة أرفض أن يكون الحزب حصان تروادة لإنقاد هذه الحكومة من الإنهيار بسبب الأزمة التي أصابت قطاعات متعددة في الدولة ،أزمة لم يشهد المغرب مثلها منذ سنوات.إن مكونات الحكومة الحالية التي يقودها العزيز الغير المرغوب به من كافة الشعب المغربي ،والذي يعكف بإصرار كبير على خوصصة قطاعات متعددة ،يسعى بشتى الطرق لإقناع الإتحاد للدخول إلى هذه الحكومة،حتى يكون حزب إنقاد لحكومة تغرق.أنا متأكد أن القاعدة الحزبية وقيادات غاضبة عن الإنخراط في هذا المسلسل وفي هذا المشروع الذي سنؤدي ثمنه جميعا.هذه سيحكمنا بعيد من مغترب بقي وفيا لتاريخ هذا الحزب ولقياداته التي رحلت،ولكل المتشبعين بأفكارهم الصامدين بمواقفهم.لا أتمنى للحزب الدخول في حكومة تعيش أزمة حقيقية كشفتها مواقف الشارع المغربي الذي رفع سقف التحدي بالإضرابات التي دخلتها قطاعات متعددة ويوجد في مقدمتها التعليم والصحة.فالشعب لن يقبل خوصصة التعليم والصحة ،والشعب سيقاوم كل الضغوط التي تمارس عليه،والتي لن يستفيد منها سوى لوبيات الفساد الذين أصبحوا يسيطرون على كل القطاعات الحيوية في البلاد . هي رسالة أتمنى أن يلتقطها كل من يفضل الإنخراط مع الشعب المغربي ضد الفساد وسياسة العبث التي تنهجها هذه الحكومة لإخضاع غالبية الشعب المغربي ،وأختم كنا ومازلنا على درب النضال المستمر ،نحن وإن طال الزمان سننتصر ،نم مطمئنا ياعمر نحن البديل المنتظر

تبقى الإشارة التي لابد من ذكرها وهي أن قواعد الحزب وشبابه من المناضلين الثابتين على قيم الإتحاد يرفضون رفضا مطلقا في الإنخراط في مسلسل الإحباط الذي يعاني منه الشعب المغربي في ظل هذه الحكومة ،وبالتالي هذه رسالتي إليهم لينوبوا عن الغائبين سواءا الذين غيبتهم الموت ،أوالغاضبين من الأجهزة الحزبية على جميع الأصعدة.

حيمري البشير صحفي مقيم بالدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube