يا أمة قد ضحكت عليها الأمم لأن من يقودها ذئاب متوحشة
أيها الجيران الأعزاء الذين يشاطروننا الهموم ونشاطرهم القيم والثقافة،يجمعنا الجوار شئنا أم أبينا ،ألم نعاني معا من استعمار همجي واحد ؟ألم تمتزج دماء شهدائكم مع دماء شهدائنا ؟ألا نتكلم لغة واحدة لسان جميع المسلمين وبيننا الأمازيغ الذين تشبعوا هم كذلك بنفس القيم والثقافة التي يفتخر أمازيغ شمال إفريقيا بالتمسك بها حتى تستمر إلى أبعد الحدود.لماذا تستمرون في معاداتنا ونستمر في معاداتكم ؟ألم يحن الوقت لطي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا.إن فلول الإستعمار البغيض شيطان بيننا وبينكم ، تارة يعاديكم ويتقرب منا وتارة أخرى يتآمر علينا ويتقرب منكم . استيقظوا ،انهضوا،انتفضوا فالمصير الذي يجمعنا واحد .اتركوا عباءة الخلافات جانبا ،وسنزكي مواقفكم ونترك رواسب الخلافات التي هي من صنع الإستعمار ،الذي يحاول العودة من جديد.قوموا رحمكم الله لصلاتكم واستمعوا للنصيحة فالخلافات بيننا هدامة .استوعبوا الدروس فهي كثيرة في تاريخنا العربي والقومي .هل فيكم رجل رشيد يجمع ولا يفرق يبني ولا يهدم ،يعلم ولا يجهل ،يتطور ولا يتأخر ،يحمل شيم الرجال الأقوياء وليس أخلاق المنهزمين الذين لا يتطلعون للوحدة لتقوية الصفوف ،لمواجهة المصير المشترك.لا مصلحة في تشتتنا واشتداد الخصومات بيننا والتواصل بلغات غير مفهومة ،وبأفكار ليست منا ولسنا منها .أعلم أنكم مللتم طول الخصام ،ومللنا مسلسل الحيف والتآمر وخيرات بعضنا البعض مباحة للعدو المشترك الذي يعارض نهضتنا.سوف أتكلم لغة تفهمونها ونفهمها ، أجيبوني يرحمكم الله من له مصلحة في الصراع بيننا؟ تكلموا بصراحة هؤلاء الذين يؤجّجون الصراع بيننا هل سيرتاحون بتسوية الخلافات بيننا؟ تكلموا بصراحة ،ألا تجمعنا قواسم مشتركة كثيرة؟ألا نتحمل حسابها يوم لقاء الله ؟ألا نتكلم لغة واحدة ولهجة بربرية واحدة وتجمعنا عقيدة واحدة ،وأصبحت حتى مشاكلنا واحدة؟ألا نحتاج إلى وحدة الصف لأن العدو الذي يحاول خلق النزاعات بيننا ونهب خيراتنا هو واحد؟ من له مصلحة في تأجيج الصراع بيننا وإشعال فتيل حرب دامية؟أنتظر الجواب الشافي منكم وليس من قياداتكم لأنهم بصراحة يباركون خطوات المستعمر وعندما تقوم الثورة والإنتفاضة يختارون الهروب من الواقع ويقضون بقية حياتهم في المنفى ويدفنون في مقابر مسيحية لأنهم لا مكان لهم في أرض ارتوت بدماء الشرفاء والشهداء والصالحين .هي مجرد خواطر ستتحول بمرور الوقت إلى أفكار تقدمية لبناء دولة وليست دول تؤمن بالوحدة وحدة الدين واللغة والقيم والمبادئ المشتركة .لقد تعبنا من سياسة التآمر طمعا بنشر سياسة الوحدة والتسامح والتعايش بيننا كمسلمين لأن فينا الخارج عن الدين من الجنرالات وعباد فرنسا وقد أصبحوا اليوم قلة .استيقظوا قبل فوات الأوان وحدوا صفوفكم ثوروا على ماضيكم واستبشروا بمستقبلكم ،أبشروا فإن القادم خير من عالم نعيشه تتحكم فيه الذئاب البشرية التي تلتهم كل من وقف أمامها يحاول إحباط مخطتهم ،هم يلفقون التهم لكل متحرر بريئ .هم متعطشون لسفك الدماء ،متورطون حتى النخاع في المصائب التي تحل بأوطاننا من فقر وجفاف الذي هو عقاب إلاهي ليس في حقنا ولكن في حقهم لتشديد الخناق عليهم.نحن بحاجة إلى تحرير العقل ،إلى القطع مع كل المصائب والمحن ،نحن بحاجة إلى التلاحم والتراحم وجبر الخواطر والتسامح واقتسام الثروة ،هل نحن قادرون على خلق الفارق،على تجاوز الخلافات،على التسامح بيننا وطي مسلسل الخلافات والإنشقاقات والتمسك بالقيم المثلنا قيم ديننا الحنيف .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك