رسالة مفتوحة إلى جلالة الملك محمد السادس: أنقذوا الوطن من مافيا السياسة و تجار الطبقة العاملة.

من عزيز الدروش *محلل وفاعل سياسي، مرشح سابق للأمانة العامة لحزب التقدم والاشتراكية، وعضو الجنة المركزية للحزب سابق ذو تجربة طويلة أكثر من 40 سنة داخل الحزب وكل المنظمات الموازيةللحزب، مطرود لعدم تقديم فروض الطاعة والولاء للزعيم المفدى والأبدي.*إلى جلالة الملك محمد السادس،السلام على مقامكم العالي بالله،أتوجه إليكم اليوم بهذه الرسالة المفتوحة، لا كمجرد مواطن غيور، بل كفاعل سياسي عايش عن قرب أعطاب الأحزاب من الداخل، ودفع ثمن موقفه المستقل بالإقصاء والطرد و المحاكمي التي كانت ارهابا من طرف الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية، فقط لأننه رفضت الركوع لزعيم الحزب ورفض المتاجرة بمصلحة الوطن.جلالة الملك،ما يحدث اليوم في شوارع المملكة من غليان اجتماعي واحتقان شعبي خطير و خطير جدا، خاصة وسط شباب *الجيل Z*، الذي تم تفقير ابائهم و امهاتهم هو نتيجة طبيعية لانهيار منظومة الوساطة السياسية والمؤسساتية. الأحزاب السياسية لم تعد سوى دكاكين انتخابية تتحرك فقط عند اقتراب المواعيد الانتخابية، لا تهمها لا بهموم المواطن ولا قضاياه، بل فقط الحفاظ على الزعامة والريع الحزبي.لقد غابت الأحزاب، وانهارت النقابات، وانخرط الإعلام في لعبة التعتيم، وتُرك المواطن في مواجهة مباشرة مع الشارع والدولة. هذه ليست ديمقراطية، بل فوضى سياسية تُدار من فوق وتُنفذ عبر مافيات حزبية لا تؤمن إلا بمصالحها الضيقة.جلالة الملك،كما تدخلتم بحكمة وتبصر في 9 مارس 2011 لتجنيب المغرب مصيرًا مجهولًا، فإننا اليوم أحوج ما نكون إلى تدخل مباشر منكم كرئيس الدولة و أمير المؤمنين لتصحيح هذاالمسار الكارثي.وبصفتي مواطنًا غيورًا، وفاعلًا سياسيًا مطّلعًا على خبايا المنظومة الحزبية، أطالب من مقامكم العالي بما يلي:
1. إعلان حالة الاستثناء لمدة محددة (سنتين إلى ثلاث سنوات) لإنقاذ البلاد من قبضة الفساد الحزبي والمؤسساتي.
2. حلّ البرلمان الحالي الذي تحوّل إلى مقبرة للنقاش السياسي ومسرحية للمصادقات الصورية.
3. إقالة حكومة أخنوش فورًا، لأنها جزء من الأزمة، ولا تمتلك الشرعية الشعبية ولا الحس الاجتماعي.
4. تشكيل حكومة مستقلة من كفاءات نزيهة تحت إشراف جلالتكم المباشر، بعيدًا عن حسابات الأحزاب الملوثة.
5. تطهير الأحزاب السياسية والنقابات من المفسدين، وفرض تنظيم مؤتمرات حقيقية تُفرز قيادات جديدة، وطنية، مستقلة، ومنتجة.
6. فتح نقاش وطني جدي ومسؤول لإصلاح دستور 2011، ومراجعته مع الوطنيين الحقيقيين، لا مع سماسرة السياسة مع فتح نقاش حول القوانين التنظيمية لتكون جاهزة مع الستور الجديد .
7. إطلاق محاكمات شفافة وسريعة للمفسدين و ناهبي المال العام من كل الأحزاب والمؤسسات، دون استثناء، لأن بدون محاسبة لا يمكن بناء الثقة أو غرس الأمل في الشباب.جلالة الملك،إن الأوضاع تنذر بانفجار اجتماعي حتمي إذا استمرت منظومة الفساد السياسي في التحكم بمصير البلاد. فإما أن نتدارك الأمر الآن بتدخل ملكي شجاع، أو نترك الساحة لحسابات خطيرة لا تُبقي ولا تذر.حفظكم الله وسدد خطاكم لما فيه خير الوطن والشعب.
مع فائق التقدير والاحترام،عزيز الدروش محلل وفاعل سياسي مرشح سابق للأمانة العامة لحزب التقدم والاشتراكية مطرود لرفضي الركوع للزعيم المفدى والأبدي
