شخصياتمستجدات

التابعين….وتابعي التابعين.

حكيم العسيبي

عندما بعت محمد عابد الجابري رحمه الله برسالة لفتح تحقيق في وفاة الصحفي محمد باهي،لم يكن الجابري في هياكل الحزب ولم يكن في تنظيمه…ولكن المكتب السياسي وافق،كانت هناك اعتراضات كبيرة…لكنه وافق،وفتح التحقيق…وكان ماكان من نتائجه،التي ليست فكرة هذه السطور.لماذا وافق مكتب السياسي لطلب رجل ليس من التنظيم…لان فيه ما ليس في غيره،وهي مادة التاريخ…وسيرورة التاريخ…بمعناها الحزبي وبمعناها الوطني…لم يكن مجاهدًا كما سبقه آخرون من أمثال اليوسفي ولفقيه البصري و سعيد بونعيلات..لكن فيه مجاراتهم في كل المحطات بألامها و ضريبتها.ومن لم يبلغ درجة مجاهد،بلغ درجة أخرى وهي المعتقل السياسي…وكان في ذلك من التابعين لخط تحرير الانسان وبناء الدولة…إذا كان المكتب السياسي قد قبل بصرخة مفكر من حجم الجابري،فالاحرى هذه الايام ان يقبل المكتب السياسي صرخة معتقلة سياسية وأن يرخي سمعه إليها بغض النظر عن الزاوية المحددة للموقف السياسي….لكن المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي يفتقد لفهم النوازل و يفتقد لخاصية الانتماء الحقيقي لمفهوم فكرة الاتحاد،كونه خيمة للكل….بدل ان يصير جامعا صار متشردماً …بدل ان يكون ورقة وأرضية سياسية واجتماعية صار حرفًا انتخابيا ….بدل ان يمشي مشيته مشى مشية غيره..ضريبة الاعتقال السياسي لا تسقط بالتقادم،ولا تدخل صاحبها تحت كساء النبي…لكن لها فضيلة التصريح وأخد الموقف…هذا لا ينقص من الأجيال التي ولدت لما بعد الألفية الثالثة…أتمنى ألا يكون صراع المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي قد دخل منطق(سوق النسا)..بتعبير المجدوب…أي تقلاز من تحت الجلابة.قدر الإتحاد ان كل المجاهدين توفاهم الله عنده…ولازال يسكن بيننا من دفعوا ضريبة الاعتقال السياسي وهم منزوون في حزنهم لما آلت اليه اوضاع الإتحاد الاشتراكي..عندما يكتب الأستاذ عبد الرحمان الغندور…وتصرخ مليكة طيطان…..فالاجدر من المكتب السياسي وكاتبه الاول ادريس لشكر،ان يفتح لهم مكان أرحب لفكرتهم وصرختهم….لكن السياق الذي يمشي فيه الكاتب الأول للاتحاد هو منطق ذاك المعطل في زاوية الحي…كلما أشعلت سيجارة إقترب منك (شي كارو أخويا)…ومن ذلك قبوله بمقعد واحد داخل حكومة العثماني ………والله أعلم بماذا سيقبل في القادم من الايام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube