التطبيع العربيمستجداتمقالات الرأي

كلمات .. إلى جبريل رجوب والمطبعين المغاربة


                 د أحمد ويحمان +
 13.7.2023

     بالنسبة للرجوب و القراء من الإخوة المشارقة ف " باز ! " بالعامية المغربية هي كلمة يلجأ المرء إلى نطقها، باندهاش، إزاء قول أو فعل أو سلوك غير منطقي وغير معقول يقوم به من يقوم به وهو متناقض وغير آبه بتناقضه وما سوف يثيره من استنكار وسخرية بين الناس !

    لهذا اخترنا هذا التعبير الأكثر شعبية لاستعراض تصريح " بلا طعمة " بلغة أهل الشام، أدلى به رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في السلطة الفلسطينية، جبريل رجوب، وتلقفه المطبعون المغاربة بلهفة المهرولين، ليزايدوا به وينشروا الخلط، كواحدة من القنابل الدخانية، التي هم في أمس الحاجة إليها، بقصد التغطية عن إحدى أكبر فضائحهم هذه الأيام؛ إعادة مغتصب نسائهم بمكتب الاتصال الصهيوني بالرباط رئيسا لهذا المكتب من جديد، ورغما عن أنوفهم ، بعد كل الجرائم والفضائح التي ارتكبها وتعمد ، ومن ورائه رؤساؤه وعلى رأسهم الإرهابي نتانياهو، أن يهينوا الدولة المغربية كما صرح هو نفسه بذلك بحسب مستشارته شامة درشول التي قالت وكتبت هذا أسودا على أبيض !

   فماذا قال الرجوب ؟ ولماذا يحاول المناولون ( العطاشة) في الأجندة الصهيونية من المطبعين الركوب عليها ؟
    قبل الاسترسال في الموضوع والخلفيات وخلفيات الخلفيات، لنستحضر انزلاق وزير سلطة أوسلو أولا كما هو، دون زيادة ولا نقصان .. وحتى نحاول أن نزن القول بالقسطاس المستقيم وبدون زيادة ولا نقصان كذلك .

  في تصريح لإحدى المحطات الفضائيه الجزائرية قال الرجوب : "  الاستفتاء هو ما سيحسم إن كانت الصحراء مغربية أم جزائرية ... " 
  وأضاف في تفصيل الموقف بأن الاستقواء بإسرائيل" مش صحيح وعيب ... " وأن الحل هو كما تراه الجزائر في الاستفتاء والحوار مع الأشقاء بعيدا عن الأعداء الذين حددهم في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ...
    هذا هو ما قاله مسؤول السلطة الفلسطينية ..

  وإذا وضعنا قول هذا المسؤول في الميزان، فإنه قول ما كان لصاحبه أن يدخل به في متاهة توحي بالاصطفاف مع أن الموقف الرسمي الصحيح للسلطة الفلسطينية هو ما عبر عنه سفير دولة فلسطين بالرباط المناضل والأسير المحرر جمال الشوبكي الذي قال في تصريح له لجريدة مدار 21 الإلكترونية، تعليقا على تصريح الرجوب :

“ نحن، في فلسطين، من حيث المبدأ، لا نتدخل في أي خلاف عربي – عربي. ونحن مع قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة. موقفنا كسلطة واضح بخصوص هذا الموضوع … ولن يتغير
… ونحن تربطنا علاقات جيدة مع المغرب، ومع الجزائر أيضا. ولا يمكن أن نكون طرفا في أي نزاع … “

   هذا هو الموقف الرسمي  لدولة فلسطين .. وهو الموقف الصحيح الذي لا يمكن لأي منصف أن يطلب غيره في هذا الجانب، خصوصاً وأن السفير حرص في توضيحه على أن يحدد أن " جبريل الرجوب يحضر للجزائر كمسؤول رياضي وأن موقف الحكومة لن يتغير . " . 

 يبقى قول الرجوب بشأن مؤاخذته عن المغرب ( الرسمي طبعا) رهانه، أو بتعبيره بالضبط، " ارتكازه " أو "اتكاءه" على إسرائيل الذي هو " مش صحيح" و " عيب " ...
 هنا يلزم التوقف للقول للسيد الرجوب بأن هذا الكلام يصح تماما عندما يقوله المقاومون في كتيبة جينين او عرين الأسود أو كتائب القسام او سرايا القدس أو كتائب أبو علي مصطفى... أو كتائب شهداء الأقصى أو أي مقاوم يعطي الدم في مواجهة كيان الاحتلال وجيش حربه وشرطته العنصرية أوقطعان مستوطنيه الفاشيين القتلة .. أما أن يأتي ممن ينسقون أمنيا !!! مع قوات الاحتلال ويرتكزون كل الارتكاز ويتكؤون كل الاتكاء على ما يسمى إسرائيل درجة اعتقال المقاومين والتضييق ومنع المقاومة .. فهذا كلام مردود على أصحابه .. 

    وهنا نقول للسيد الرجوب ومن على شاكلته بأنكم من تسببتم، بجائحة أوسلو، وضدا على إرادة الشعب الفلسطيني وكل الأمة، في انهيار جانب كبير من التضامن الأممي ؛ حتى اصبحت عواصم دول عدم الانحياز سابقا في قارات العالم الثالث مفتوحة أمام جحافل الساسة الصهاينة وضباط الموساد والشركات الصهيونية تحت غطاء "أوسلو" .. أوسلو التي أمست ورقة التوت التي يتغطى بها  المطبعون "العرب" للجرأة  على ثوابت  القضية الفلسطينية وأصحابها ... حتى أن كبير المطبعين في المغرب، وزير الخارجية ناصر بوريطة لا يجد ما يواجهنا به كمناهضي التطبيع  إلا كم ومرجعيتكم بأن يقول لنا ذات مرة قولته المتصهينة المشهورة :

لا يجب أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين !
كلام وزير الخارجية المطبع، طبعا، كما هو كلامك مردود .. وقد أجبناه .. وكما أصبحت قولته المتصهينة مشهورة، خزيا عليه، بين الناس، فإن ردنا عليه أصبح أشهر، مزيدا من الخزي عليه وعلى كل من على شاكلته .
طلب منا وزير الخارجية ألا نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، وطلبنا منه، في المقابل ألا يكون صهيونيا أكثر من الصهاينة !
هكذا كان ردنا على الوزير المطبع عندنا .. أما أنت فالرد عليك هو أنك تعود إلى فلسطين المحتلة وتتحرك من موقعك كمسؤول أول “سابقا” بالامن الوقائي (مخابرات سلطة اوسلو) وتعبد برمجة العقيدة القتالية للقوى الأمنية التابعة لك والمدججة بالسلاح فتوجهها لحماية الفلسطينيين في مناطق : حوارة ونابلس وجينين …. فضلا عن قطاع غزة الشامخ … ودعم وإرداف المقاومين الأشاوس هناك وتعمل بحيث تكف قواك الأمنية يدها وشرها على المجاهدين وتكف وتنسيقها ضدهم مع شرطة وجيش وسلطات الاحتلال، وتعمل أيضا على عدم الوقوف والحلول بين الوطنيين المقاومين حتى داخل القوى الأمنية والقيام بواجبها الجهادي … حينها يكون لكلامك معنى .. وحينها نكون كلنا آذان صاغية .. أما وأنت وشلة أصدقائك المسؤولين عن التنسيق الأمني من أنتم .. فليس أقل عليكم أن تخجلوا و تصمتوا وهذا العار على جبينكم !
آخر الكلام
في النهاية نقول ونعيد؛ إن الإنفصال (ولنتذكر خرائط التفتيت المعدة للمغرب والجزائر معا ) و التطبيع هما وجهان لعملة ولعنوان واحد إسمه الخراب .. الخراب على المغرب والجزائر معا وعلى المنطقة كلها ..

أما المطبعين وآكلي برسيم الاختراق الصهيوني والمناولين في أجندته فنقول إن هذه القنابل الدخانية لن تحجب عن المغاربة فضيحتكم وجريمتكم الجديدة في قبول إعادة مغتصب نسائكم ومهين دولتكم ” سفيرا ” لدولة الإرهاب الصهيوني الفاشي !

* باز تتم قراءتها بتشديد وتفخيم وتسكين حرف الزاي .

  • رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube