هل صحيح أن فرنسا أعلنتها مدوية لدعم مشروع الحكم الذاتي وتراه الخيار الأمثل لحل مشكل الصحراء المغربية؟
أخيرا فرنسا تعلنها مدوية وتقرر الخروج من المنطقة الرمادية وتفتح آفاقا جديدة مع المغرب .وفي نفس الوقت تدخل الجزائر في أزمة حقيقية ستكون لها تبعات من دون شك ،تنضاف للإجراءات التي اتخذتها فرنسا بعد مقتل نائل وعمليات التخريب والنهب التي تورط فيها الجزائريون في فرنسا انتقاما لمقتل الشاب الجزائري المزداد في فرنسا.إذا فرنسا وحتى تخرج من أزمتها قررت القيام بخطوة إيجابية لعودة العلاقات مع المغرب ،من خلال دعم مشروع الحكم الذاتي وسيعقبها من دون شك خطوة للإعتراف كذلك بمغربية الصحراء الشرقية ،وهي التي تحمل كل المعطيات التاريخية التي تثبت ذلك.إذا الخطوة التي قامت بها فرنسا بدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي نهاية لمشروع الكابرنات في تقسيم المغرب وزعزعة استقراره .فرنسا على لسان سفيرها في الرباط يدعم خطوات المغرب لإنهاء الصراع في الصحراء من خلال مقترح الحكم الذاتي .إذا أحداث فرنسا الأخيرة ،دفعت بقصر الإليزي التفكير الجدي للعودة لإصلاح ما أفسدته العلاقة والتقارب مع الجزائر .التي كانت تعتمد على ما يسمى بدبلوماسية الغاز والشيكات.هذه السياسة التي فرضت عليها توقيع اتفاقيات مع فرنسا وإيطاليا لإمدادهم بالغاز بأثمنة بخسة مقابل اتخاذ الدولتين مواقف معارضة للمغرب في قضية الصحراء.لم تستطع الجزائر بغازهاالتأثير في موقف الدولتين معا.وتيقنوا معا بأن المغرب البلد الذي يسير بخطى ثابتة ليكون باب أوروبا وبقية العالم نحو إفريقيا السوق الواعدة..المغرب الذي اتجه نحو بناء كل دعائم التطور من موانئ وطرق سيارة ومطارات ومدن حديثة ،غيرت وجه المغرب ،وأصبحنا نحن الذين نعيش في أوروبا ننبهر بالتطور والنمو الذي عرفته جل المدن المغربية.إنها الحقيقة ،التي جعلتنا ننبهر بالإنجازات التي تحققت .بنيات تحتية قوية في جميع المجالات ،وإذا كان المغرب قد حقق إنجاز كبير في كأس العالم بقطر وأصبح رائدا في العالم العربي وفي إيفريقيا بالتطور الكبير الذي يعرفه القطاع الرياضي ،فإن بلادنا قد ركبت التحدي من جديد لتترشح لتنظيم كأس العالم في سنة2030بشراكة مع البرتغال وإسبانيا .إننا قادرون على أن نكون في مستوى التنظيم لأننا منذ سنوات ونحن نبني الملاعب ،وكل المرافق التي توفر سبل النجاح من خلال الملاعب الكبرى والفنادق الكبرى والمتعددة في كل المدن المغربية.إنه المغرب ،الذي بفضل البنية في المجال الرياضي والكروي استطاع أن يترشح لتنظيم كأس إفريقيا وسيفوز بالتنظيم .المغرب الذي نظم كأس إفريقيا لكرة القدم لفئة أقل من 23سنة وفاز بها وتأهل للألعاب الأولمبية بفرنسابفضل سياسة ناجحة،يقودها فوزي لقجع الذي نجح في اختيار الربان الذين يقودون الشباب المغربي لانتزاع الكؤوس سواءا في المستطيل الأخضر أوداخل القاعة.وسجل الفرق الوطنية لهذه السنة مشرف ويحق لكل مغربي داخل المغرب أوخارجه أن يفتخر بالإنجازات التي تحققت لحد الساعة.إذا تبخرت آمال الجزائر في تحقيق تقدم في قضية الصحراء من خلال تجديد دعم إسبانيا لمشروع الحكم الذاتي ،رغم أنها ستعرف انتخابات برلمانية مسبقة وسواءا عاد الحزب الإشتراكي لسدة الحكم أوخسر المواجهة مع الحزب الشعبي فإن كلا الحزبين عبرا بصراحة على دعم مشروع الحكم الذاتي وكلا الحزبين يعتبران المغرب شريك موثوق به.ليس فقط إسبانيا التي كانت تراهن عليها الجزائر بل حتى ألمانيا وإيطاليا لم يستطع أحمد عطاف إقناعهما في تغيير موقفهما من قضية الصحراء.ونتائج زيارة بوريطة للدولتين معا تؤكد ثبات موقفهما من مشروع الحكم الذاتي .فشل ذريع للجزائر وستنضاف دول أخرى في دعم مشروع الحكم الذاتي لإنهاء هذا الصراع .إن رغبة إيران في تصحيح الأخطاء التي عرفتها العلاقات بين البلدين،من خلال تصريحات لوزير خارجيتها إعادة العلاقات بين البلدين مؤشرات إيجابية ولكن الجزائر سارعت بإرسال وزير خارجيتها أحمد عطاف لإيران لإقناعها عن التريث في اتخاذ قرار يتعلق بعودة العلاقات مع المغرب .وأعتقد لنعومة العلاقات إيران مع بعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية ستكون أكبر حافز لتطبيع علاقته مع إيران وتقطع الطريق على الجيران الذين كانوا يطمحون بدعم إيران لجبهة البوليساريو بالسلاح من خلال حزب الله والحرس الثوري الإيراني .وإذا نجحت المبادرات العربية التي تقف من وراء عودة العلاقات الإيرانية المغربية،فإنها ستكون صفعة قوية للنظام القائم في الجزائر .وتغيير فرنسا موقفها من قضية الصحراء بدعم مشروع الحكم الذاتي فإن النظام القائم في الجزائر ،سيلتجئ من دون شك لإعلان حرب مدمرةفي المنطقة،وأعتقد أن القوى الكبرى سواءا في الإتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة ،أصبحت تتنظر نظرة تشاؤمية ،للنظام القائم في الجزائروأن سيطرة الجيش يشكل خطرا على استقرار المنطقة،ويشكل خطراعلى أوروبا وبالتالي فإن المجتمع الدولي أصبح له موقف جد متشائم من الوضع الاجتماعي والإقتصادي والسياسي كذلك لغياب الديمقراطية وحقوق الإنسان واستمرار العسكر في التحكم في كل شيئ ،واعتقال المعارضين .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك