القضية الوطنيةحيمري البشيرمستجدات

على من يأتي الدور بعد السويد

حسب متابعتي لمواقف الدول الإسكندنافية من قضية الصحراء المغربية التي تعتبرها بلادنا المنظار الذي يعتمده المغرب في الحفاظ على علاقاتنا مع أي دولة كانت فإن استدعاء السفير المغربي بالسويد والذي كان بالمناسبة يقوم بعمل كبير، وينقل بأمانة المناورات التي تقوم بها سواءا السابقة اليسارية أواليمينية الحالية فالقاسم المشترك الذي يجمعهم هو دعمهم للبوليساريو الذين رغم قلتهم في السويد بالمقارنة مع عدد الجالية المغربية الذين سجلوا حضورهم في تاريخ الهجرة بهذا البلد واندمجوا،وأصبح لهم حضور في كل مناحي الحياة إلا أنهم فشلوا في التأثير في النخب السياسية في ملف الصحراء.المخابرات الجزائرية التي يقودها بطبيعة الحال سفيرا ينتمي للطغمة العسكرية.استطاعت أن تؤثر فيما فشل فيه المغاربة.وإذا كان المغرب قد اتخذ قرارا سليما في استدعاء السفير المغربي بالسويد للتشاور فإن القرار من دون شك بني على شيئين إثنين دعم الحكومة الحالية اللامشروط للبوليساريو.ثم السبب الثاني هو الإساءة للمسلمين من خلال السماح أكثر من مرة لتدنيس القرآن الكريم سواءا من طرف راسموس بالودان الدنماركي السويدي أو مؤخرا لقيطا عراقي علماني منحط يكره الإسلام والمسلمين.لابد من الإشارة لشيئ ثالث والمتعلق بالإكراهات الكبيرة التي أصبح يعيشها العديد من الأسر المغربية مع العديد من البلديات وبالخصوص أقسام الشؤون الإجتماعية ،بحيث تعرضت العديد من الأسر لمضايقات وصلت بانتزاع أطفالهم وتسليمهم لعائلات سويدية لاتحترم بتاتا دينهم وعقيدتهم وبالتالي غالبيتهم يفقدون هويتهم الإسلامية،حالات كثيرة غطتها وسائل الإعلام وأثارت ضجة وسط مسلمي السويد.،وتبقى قضية حرق القرآن الأخيرة التي كانت سببا في استدعاء المغرب لسفيره إعلان الحرب السياسية وتجميد العلاقات الدبلوماسية والتي سيعقبها من دون شك تجميد كافة العلاقات الإقتصادية مع هذا البلد،مع الإشارة أن للسويد مصالح اقتصادية كبيرة ،شركة تكييف على سبيل المثال لا الحصر.لا بد من الإشارة كذلك أن السويد كانت دائما تصوت ضد المغرب فيما يخص اتفاقية الصيد البحري ،ولعبت دورا كبيرا في إلغاء الإتحاد الأوروبي هذه الإتفاقية مع المغرب.دول الشمال بما فيها الدنمارك والنرويج لها مواقف لا تختلف عن مواقف السويد،فأحزاب اليسار في الدنمارك ،وبالخصوص الحزب الاشتراكي الشعبي والقائمة الموحدةوأحزاب أخرى لها نفس مواقف أحزاب اليسار في السويد ،ويبقى الإستثناء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي مواقف قيادته تختلف عن مواقف شبيبته بحيث يساندون بقوة طرح البوليساريو وإن كانت زعيمة الحزب ميتة فردريكسن التي تقود التحالف الجديد مع أحزاب يمين وسط،لم تبدي أي تعاطف مع البوليساريو بل حرصت على دعم التعاون الاقتصادي مع المغرب ولها نفس مواقف الدول الكبرى في ملف الصحراء بحيث تدعم قرارات الأمم المتحدة لتسوية النزاع في هذه المنطقة.ولكن حتى لا نفاجأ بموقف شبيه لما تقرر مع السويد فالدبلوماسية المغربية في السويد كانت نشيطة ومتابعة لما يحصل ،بعكس الواقع الدبلوماسي المغربي في الدنمارك.لنستبعد كل انحراف لسياسة الحكومة الدنماركية فيما يخص قضية الصحراء ولكن نشاط أحزاب اليسار التي ذكرتها قوي في دعم البوليساريو للضغط على الحكومة الحالية في تغيير موقفها من قضية الصحراء مع العلم أن نفس أحزاب اليسار الدنماركي كانت قد صوتت ضد تجديد اتفاقية الصيد البحري في البرلمان الاوروبي واستطاعت نائبة في البرلمان الاوروبي تابعة للحزب الاشتراكي الشعبي جمع خمس مائة ألف توقيع لدعم عدم تجديد هذه الإتفاقية .لا نستبعد كذلك أن يستدعي المغرب سفراءه في الدنمارك الذي جمعتنا معه علاقات تاريخية قديمة وكذلك في النرويج .ونتمنى أن يكون قرار المغرب بقطع علاقاته مع السويد تحذيرا وإنذارا للدول الإسكندنافية الاخرى حتى لا تنحو منحى السويد في دعم البوليساريو .نحن بحاجة في الدول الإسكندنافية إلى حركية تقودها دبلوماسية محنكة تمتلك تجربة ولغة إنجليزية ونشاط لدبلوماسية برلمانية تكون حاضرة باستمرار من دون أن نؤكد على حضور الدبلوماسية الموازية في الساحة ،والإنخراط في الأحزاب السياسية في الدول الثلاثة وبالخصوص في أحزاب اليساري مجموع الدول الإسكندنافية نحن بحاجة إلى إعادة نظر في تقييم نشاطنا كفعاليات جمعوية وسياسية في هذه البلدان. وكل عام جاد بين الفعاليات الجمعوية والسياسية في البلدان الثلاثة التي ذكرت يجب أن يتم بتنسيق وتعاون مع الدبلوماسية الرسمية والبرلمانية.لتجاوز كل الإكراهات والتحديات التي نواجهها في ملف الصحراء في هذه البلدان

نخشى أن تلتحق دول أخرى إلى جانب السويد في معاداة المغرب في وحدته الترابيةولا نعرف على من سيأتي الدور ليتخذ المغرب قراره بسحب سفيره .

حيمري البشير كوبنهاكن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube