إستمرارا للخط النضالي الذي رسمته تنسيقية الصحراء للوديان الثلاث للدفاع عن حق القبائل الصحراوية في الارض والثروة والهوية وإيمانا منا بعدالة قضيتنا وتحت
شعار ” ارضنا عرضنا” ومبدأنا الراسخ ” تراب الأجداد والاسلاف خط احمر ” ، عقدت التنسيقية الصحراوية للوديان الثلاث وادنون الساقية الحمراء واد الذهب، اليوم 31 ماي اجتماعا طارئا لاعضاءها ، وذلك لمناقشة المستجدات الخطيرة وخاصة ما سمي ب ” يوم المستثمر”، الذي عقد بأمر و تحت اشراف عراب الصهاينة بالمغرب، هذا النشاط المشبوه الذي شهدته المنطقة يومي 26 و 27 ماي ليس الا امتداد للمخطط المخزني الاستبدادي، غايته السطو والاستحواذ على اراضي القبائل تحت ذريعة” الاستثمار المزعوم”.
وحيث ان هذه المشاريع الاستثمارية الوافدة هذا الاسبوع على المنطقة ، سبقتها سنة 2007 استثمارات وهمية سالفة، وبطرق إحتيالية ، تم من خلالها السطو على الاف الهكتارات من اجود الاراضي ،( والتي تم سلبها من قبيلة الشرفاء أولاد بوعيطة) من طرف السلطات المخزنية، بحجة المشروع الوهمي لشركة ” فاديسا” الإسبانية بجماعة الشاطئ الابيض بكليميم و المشروع الوهمي لشركة ” اوراسكوم” المصرية بجماعة الشبيكة بطانطان، وهكذا تم اقبار هذه المشاريع واستولى اللوبي المخزني على الرسوم العقارية ظلما وعدوانا.
وحيث ان هذه المشاريع جلها او كلها تتعلق بالطاقات المتجددة، والرابح الوحيد فيها هو المخزن وعملاؤه والمستفيد منها كذلك هي هذه الشركات المتوحشة، كما هو الحال في مشروع الطاقات المتجددة بمنطقة الساقية الحمراء والذي يشتغل منذ 2014 ولم يعد بأي نفع يذكر على القبائل الصحراوية ، اللهم اغتصاب اراضيهم و التهجير القسري لقاطننيها.
وحيث لم يتم – بتاتا- إشراك أو حتى استشارة اصحاب الارض الاصليين- استخفافا بهم واحتقارا لهم- في هذه الاستثمارات الواهية ،رغم انهم يرحبون بالاستثمار و التنمية شريطة اشراكهم و تمتيعهم بحقوقهم كأصحاب أرض، و هي ملك خالص لهذه القبائل ، ورثوها عن آباءهم و أسلافهم،بالحيازة الهادئة المستمرة والتصرف والاستغلال بلا منازع. بل ضحوا بالغالي والنفيس – عبر التاريخ – من اجل تحريرها من المستعمر الاجنبي .
وحيث ان هذه الاستثمارات الوهمية لا يمكن ان تنجح في منطقة غير آمنة وتعرف نشاطا عسكريا دؤوبا لقربها من الحدود الجزائرية، بل منطقة نزاع وتوتر بإمتياز. فهذه الشركات المتوحشة – قطعا – لن تغامر براسمالها الجبان.
وحيث أن الدولة المخزنية قامت بتحويل مآت الآلاف من الهكتارات من اراضي قبائل الصحراء ( وادنون الساقية الحمراء واد الذهب ) الى “أملاك خاصة بالدولة المخزنية” بدون وجه حق و خرق سافر للشرع وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق والاعراف الدولية و الوطنية.
وحيث أن دولة المخزن – ولتبرير تصرفاتها والتستر على جرائمها- وتحايلا منها على اصحاب الارض لاقناعهم و بسوء نية ، اتخذت حيلة الاستثمار المزعوم كذريعة للاستحواذ على اراضيهم ، مسخرة لذلك كوسيلة للاغتصاب كافة آلياتها الإدارية والقانونية الاستبذاذية وبتواطؤ مع بعض الاعيان والمنتخبين و بدعم وإشراف من سلطاتها المتسلطة ، وذلك من أجل تنفيذ هذه الجريمة النكراء و هي اغتصاب اراضي الصحراويين اصحاب الارض الأصليين.
إن هذا العمل الجرمي الشنيع الذي ارتكبه ويرتكبه المخزن في حق القبائل الصحراوية، قبائل وادنون الساقية الحمراء واد الذهب، والذي جردهم من ارضهم و عرضهم وهويتهم وثروتهم ، لم يجرؤ على اقترافه حتى المستعمر الفرنسي، الاسباني، البرتغالي او البريطاني والذين احتلوا المنطقة لقرون من الزمن ، واحتراما لهذه القبائل الصحراوية وخصوصياتها، ترك لكل قبيلة مجالها الحيوي الخاص وفق خريطة حدودية تم احترامها من طرف القبائل ولم ينتزع شبرا واحدا من اراضيها .فيما استباح المخزن ارض الصحراء وعرض الصحراويين. آخرها مصادرة اكثر من مليون هكتار من اراضي قبائل ايت اوسى وتفويتها للصهاينة وعملائهم من الخليجيين، ولازلامه من العملاء والمنتخبين مقابل” الرضاء الطاعة والولاء…” في خرق سافر للاتفاقيات المبرمة بين المغرب وهياة الامم المتحدة من جهة وبين المغرب والاتحاد الأوروبي من جهة اخرى، بخصوص حقوق سكان الصحراء الاصليين.
وحيث ان الوعاء العقاري الضخم (حوالي مليوني هكتار) الذي تم اغتصابه وتحفيظه لصالح المخزن لايتناسب البتة مع حجم الاستثمارات المزعومة، مما يفضح اكاذيبه الملتوية وسوء نيته.
وامام هذا الوضع الخطير الذي اصبح يهدد كياننا وغذاءنا وثقافتنا وتقاليدنا وبيئتنا و ثرواتنا ومستقبلنا ،مما قد يؤدي الى زوالنا واندثارنا كمجتمع صحراوي عريق.
لهذه الاسباب تعلن التنسيقية الصحراوية للوديان الثلاث وادنون الساقية الحمراء واد الذهب للدفاع عن ارض الاجداد ما يلي:
1 – نضع هذه الحقائق امام الرأي العام المغربي والدولي ونعتبرها بمثابة بلاغ مفتوح لكل انسان حر غيور ولكل المنظمات الحقوقية والسياسية المغربية والدولية للوقوف الى جانبنا ضد اعتداءات و انتهاكات دولة المخزن على اراضينا.
2- بكل ما تحمله معاني الشجب والاستنكار، فإننا ندين الاعتداءات والانتهاكات الصارخة ، والتي نعتبرها ” جرائم دولة المخزن” في حق قبائل الصحراء، وادنون الساقية الحمراء واد الذهب وانتزاع اراضيهم بالقوة بحجة الاستثمار المفترى عليه.
3- ندين ونستنكر تواطؤ بعض المنتخبين والعملاء و تأييدهم لهذا المخطط الاجرامي . وندعو الى متابعتهم قضائيا محليا ودوليا.
4- نشجب وندين تصرفات وممارسات المخزن المغرضة والهادفة الى تغيير الوضع التاريخي والعرفي القائم بالمنطقة منذ قرون عديدة.
5- نحذر الدولة المخزنية بأن ما أقدمت عليه سيشعل نار الفتنة في المنطقة ويفتح بابا واسعا لتهديد السلم الاجتماعي و وأد الجبهة الداخلية ، وتهييئ المناخ المناسب لمزيد من اعمال العنف وعدم الاستقرار، دفاعا عن الارض والعرض ومواجهة كافة أنواع الظلم والاستبداد.
6 – نعرب عن استعدادنا الكامل للدفاع عن هذه الاراضي بكل ما أؤوتينا من قوة وبإستماتة لمواجهة كل معتد اثيم.
7 – ندعو جميع المناضلين والقوى الحية والغيورين الى الالتحاق بهذا الحراك المبارك، ونعلن تضامننا الكامل واللامشروط ودعمنا المطلق لقبائل أيتوسى الأبية ونأكد مشاركتنا المكثفة الى جانبها في حراكها للدفاع عن ارض الاجداد والاسلاف. كما نعلن مساندتنا الكاملة لقبائل ” اعريب” و ” اولاد جلال” و ” دو بلال” و ” امريبط” وكافة قبائل درعة العريقة.
8 – نأكد عن استعدادنا الفوري والدائم للترافع الدولي والقيام بالإجراءات القانونية لمحاسبة كل من سلب او اغتصب اراض تركها اجدادنا واسلافنا امانة في عنقنا لتؤول لخلفنا.
9- نندد بالاستنزاف الخطير للفرشة المائية بسبب الزراعات المستنزفة للمياه، ما ينعكس على المخزون المائي لاراضينا في ظل تفاقم مستويات التغيير المناخي العالمي ونحمل المسؤولية الكاملة لدولة المخزن لما آلت اليه اوضاع الارض و الماء والبيئة واثار الحشرة القرمزية التي اتت على الاخضر واليابس في ظل تخاذل و اللامبالات السلطات المخزنية. ونعلن تضامننا الكامل ومساندتنا ودعمنا – في هذا الشان- لقبائل ” صبويا” و ” ايت باعمران ” و” ايت ياسبن ” وكل القبائل المتضررة من هذه الكارثة.
10 – نجدد عزمنا الراسخ خوض كافة الاشكال النضالية والاحتجاجات التصعيدية الى غاية استرجاع كافة اراضينا المنهوبة وضمان حقنا في ارضنا وثروتنا حفاظا على اصالتنا وهويتنا.
11- نعلن بكل فخر واعتزاز عن تضامننا الكامل واللامشروط مع كافة الاطارات المدافعة عن اراضي القبائل الصحراوية.
12 – ندين تسارع التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني وتوسعه إلى مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية و الاستخباراتية . ونستنكر بشدة تبعية الدولة المخزنية للإمبريالية المتوحشة وارتمائها في احضان الكيان الصهيوني العنصري.
13 – نحمل الدولةالمخزنية مسؤولية ما ستؤول اليه الاوضاع جراء السياسة الممنهجة لمصادرة اراضينا ظلما وعدوانا.
وحرر يومه 2023/05/31
عن التنسيقية الصحراوية للوديان الثلاث وادنون الساقية الحمراء واد الذهب.