أخبار المهجرحيمري البشيرمقالات الرأي

مغاربة العالم يعانون مع عدة مؤسسات في بلدهم حذاري من القطيعة النهائية

مغاربة العالم فقدوا كل أمل في تدبير الشأن العام في المغرب ،وباتوا معرضين أكثر من أي وقت مضى في فقدان ممتلكاتهم بأرض الوطن .أصبحنا لا نفهم مايقع في بلادنا من سطو على ممتلكات وسحب من حسابات مغاربة العالم ،وغياب الثقة الكاملة في المؤسسات البنكية لمغاربة العالم ،وغياب المؤسسات التي تدافع عن مصالح أكثر من ستة ملايين مغربي ومغربية يعيشون في الخارج .حقائق صادمة لابد من إثارتها على مستوى الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي وإليكم التفاصيل .

يبدو وهذا مؤكد أن الدولة المغربية  قد قرأت الفاتحة على آمال من بقي من مغاربة العالم يتطلع لمبدأ المشاركة في تدبير الشأن العام في المغرب .الإجهاز على كل الآمال،ساهمت فيه الأحزاب السياسية،إلا من رحم ربك.وحتى من رحم ربك ليس لهم امتداد ،في الساحة السياسية المغربية ،ولا يقدمون ولا يؤخرون .هذه هي الحقيقة المرة. اقتربت ساعة الحقيقة .المغرب باختياراته وبتآمر  كل مكوناته السياسية وأحزابه على مغاربة أرغموا ولم يختاروا العيش في الخارج.خدموا الوطن لسنين ،ودعموا اقتصاده بتحويلات ضخمة ،وفشلوا في تحقيق المشاركة السياسية لتدبير الشأن العام ومحاربة الفساد ،وتجسيد قيم الديمقراطية التي يمارسونها في العديد من البلدان التي يعيشون فيها .لقد بات التغيير في مواقفهم  أمرًا محسوما ومحتما .ولم يعد لهم أمل في الإستمرار في النضال من أجل انتزاع مطالب مشروعة،لأن الإرادة السياسية للملكة الشريفة غائبة ،وإقرارهم وإصرارهم  على  مواصلة النضال والمعركة.أصبح غير مجدي.والخاسر هم الذين  تاهوا وأصبحوا بين هويتين  .ماهم اقتنعوا بهوية البلدان التي يعيشون فيها وماهم  حافظوا على هويتهم وهوية أبنائهم المزدادين في الشتات .المغرب وإن استفاذ لسنين من تحويلات أبنائه في الخارج.فإنه في طريقه ليفقد كل شيئ .الأجيال المزدادة بالخارج ،لم تعد تهتم بالمغرب ،ولا بالإستثمار في المغرب ولا بالتمسك بالهوية المغربية .لقد تم الإجهاز على حقوق مغاربة العالم وكانت أول ضحاياه الوزارة  التي كانت مستقلة  قادها لسنوات رجال ونساء  بأفكار متعددة،وبأهداف مختلفة .لم يستفد منها مغاربة العالم المشتتين في مختلف أقطار المعمور.والذين قدموا الكثير لوطن إسمه المغرب .وكان آخر ماقدموه فريق وطني قاد المغرب لمصاف الدول الكبرى في كأس العالم الأخيرة..حقائق صادمة نحن  على أبوابها.وهناك إجماع ،على أن المغرب في طريقه ليفقد جيل من أبنائه في الخارج ،وعندما ينقرض الجيل الأول من مغاربة العالم ،فبلادنا ستفقد أكبر داعم لاقتصادها الوطني ،والحقيقة الكاملة موجودة لدى المؤسسات البنكية المغربية والتي لها فروعا بالخارج 

إن كأس العالم بقطر كشفت ارتباط جيل من مغاربة العالم ازدادوا وترعرعوا بالخارج لكنهم بقوا متمسكين بهويتهم المغربية ولكن في نفس الوقت بالقيم الديمقراطية التي ترعرعوا عليها في الغرب ،الذي فتح لهم المجال والأبواب في كل الميادين للتألق ،لكن فرحة المونديال،والتألق في الغرب ،استطدمت بواقع آخر في المغرب خصوصا عندما يعلموا عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي ،ومؤسسات الإتحاد الأوروبي ،حجم الإنتهاكات التي تقع في بلادنا في مجال حقوق الإنسان،اعتقالات الصحفيين ومحاكمتهم ،واعتقال ناشطون سياسيو ن بسبب معارضتهم لما يقع من فساد وتجاوزات ويعبرون عن مواقفهم فيما يخص التفاوت في التنمية .إن حرية التعبير لكشف الفساد والنهب أصبحت مهددة بالإعتقالات ،وتسليط الضوء على الفساد المستشري في العديد من المؤسسات في غياب تطبيق القانون وربط المسؤولية بالمحاسبة أصبح يهدد مصداقية مؤسسة القضاء ،والتي تحركت أخيرا لفتح العديد من الملفات .إن مغاربة العالم يتابعوا بألم السطو على ممتلكاتهم في غياب سلطة الدولة.إن سحب أموال من حسابات مواطنين بالخارج من دون علمهم وبطرق دنيئة شكل صدمة لدى مغاربة العالم،خصوصا وأن مايقع قد تابعهم الملايين من مغاربة العالم في الداخل والخارج عبر وسائل التواصل الإجتماعي .إن السطو على ممتلكات مغاربة العالم جريمة لا يمكن السكوت عنها ،وشكلت حدثا كان له تأثير كبير على كل الأجيال .الدولة المغربية ملزمة بالضرب بيد من حديد على لوبيات العقار الذي يرتكبون جرائم لا تحمد عقباها وتدفع مغاربة العالم بفقدانهم الثقة في مؤسسات بلادهم،لكن تبقى وسائل التواصل الإجتماعي في الغرب هي السلطة القاهرة التي تفضح مايجري من تلاعبات في ممتلكات مغاربة العالم ،بل هي السلطة القاهرة التي تمارس الضغط وتدفع بالعديد من المسؤولين في الغرب دائما لتقديم استقالتهم من مناصب المسؤولية.ومغاربة العالم يطالبون في ظل مايجري في بلادنا من سطو على حساباتهم وممتلكاتهم بإشراكهم في تدبير الشأن العام في غياب وزارة قائمة الذات وفي غياب تمثيلية لهم في مؤسسات الحكامة .هم في حاجة إلى مسؤولين لحماية ممتلكاتهم ومدخراتهم ،ولن يجرؤا على المساهمة في التنمية والاستثمار ،في ظل مايجري .مغاربة العالم لم تعد لهم ثقة في مؤسسة القضاء عندما يخرج وزير العدل ويهدد من ينتقده بالمحاسبة والإعتقال ،إن ماوقع في بعض المؤسسات البنكية من سرقة موصوفة من حسابات مغاربة العالم،يدفع العديد من مغاربة العالم بسحب. أموالهم .إن مؤسسة القضاء،يجب أن تحمي مغاربة العالم عندما يلتجؤوا إليها،وعليها أن تحمي مدخراتهم من السطو.

إن العديد من مغاربة العالم جاء للمغرب من أجل الإستثمار لكنه فقد كل مدخراته في مجالات عديدة وتعرض الكثير منهم للإبتزاز والتلاعب حتى من طرف العديد من المحامين الذين يختارونهم للدفاع عن مصالحهم واسترجاع أموالهم .

إن بلادنا مع كامل الأسف لم توظف التلاحم الذي وقع في كأس العالم الأخير بين مغاربة الخارج ومغاربة الداخل،والإنجازات التي حققها الفريق الوطني المغربي بفضل جيل ازداد وترعرع في غالبيتهم بالخارج،وعبروا بصدق عن وطنيتهم.وعندما يواكبون مايجري من سطو على حسابات آبائهم وممتلكاتهم بالمغرب فإنهم سيغيرون لامحالة من نظرتهم للمغرب ولن يجرؤا على الإستثمار في المغرب مستقبلا .إن المؤسسات البنكية المغربية المتواجدة بالخارج يجب أن تغير من استراتيجية الإستقطاب خصوصا مع الأجيال المزدادة بالخارج وتنفتح أكثر على الإعلام بالخارج وإشراكهم في الندوات التي تقيمها بالخارج لخلق مزيد من الإشعاع وتصحيح مايروج وإعطاء ضمانات للجيل الثالث والرابع .إن تنظيم ندوات لإقناع الأجيال المزدادة بالخارج على فتح حسابات بنكية والمساهمة بدورها في الترويج للإقلاع الإقتصادي الذي تعرفها بلادنا .من الضروريات لكي يحافظ هذا الجيل المزداد بالخارج على علاقته بوطنه،وهي ملزمة بنهج سياسة جديدة لحماية مدخرات وحسابات مغاربة العالم من سطو .ومن دون ذلك سيفقد المغرب في المستقبل أهم مورد للعملة الصعبة وسيفقد حجم كبير من التحويلات التي هي الدعامة الأساسية للتنمية في بلادنا .والإستثمار في المغرب وتشجيعه يتوقف على محاربة الفساد في مؤسسات الدولة ،وعودة الوزارة المكلفة بمغاربة العالم أصبح ضرورة ملحة،وإشراك مغاربة العالم في تدبيرها بات من آلأولويات

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube