التطبيع العربيالقضية الفلسطينيةسياسةمستجداتملفات

كلمات … إلى المغاربة … وجميع المغاربة : غوفرين/ الفضيحة .. غوفرين/ اللعبة .. ونزيف السيادة الوطنية


—————–

أحمد ويحمان

عاد عنوان الفضائح التامات للحاكمين بالبلاد إلى الواجهة من جديد .. عاد المجرم غوفرين ليتصدر الإعلام الوطني والعربي بكل ما يحمله من معنى السقوط السياسي والأخلاقي والعجز والجبن والفشل للديبلوماسية المغربية . فقد تم تداول خبر عزم الكيان الصهيوني إعادة ما يسمى رئيس بعثته الديبلوماسية السابق سفيرا له بالرباط بعد مدة من مغادرتها على إثر جرائمه في اغتصاب نساء مغربيات بمكتب الاتصال الذي كان يرأسه منذ توقيع اتفاقية العار بين المغرب وكيان الاحتلال الصهيوني في دجنبر 2020 . غير أن هناك من يرى أن في ترويج هذا الخبر، على فضائحيته، لعبة أكثر قذارة هي من قبيل دفن المسؤولين، مثل النعامة، رؤوسهم في الرمال .. بضحكون على ذقون شعبهم، وما يضحكون إلا على أنفسهم وما يشعرون !

فاللعبة – كما يبدو – هو الترويج لهذا الخبر كدخان للتعمية والتغطية عن تمرير قرار الفضيحة الأكبر، وهي الرفع من مستوى التمثيل الدبلوماسي مع العدو الصهيوني إلى مستوى السفارة، في الوقت الذي يتهرب ويبحث الجميع عما يبعده عن كيان الاحتلال، لاسيما بعد المجازر الأخيرة وتصريحات وزراء الحكومة الفاشية حول نفي وجود الشعب الفلسطيني. وحتى بلد الأردن وطرد المتعبدين والمتعبدات والمعتكفين من المسجد الأقصى ومنعهم من التعبد !!! إنهم يطلقون الإشاعة عن عودة غوفرين، مغتصب المغربيات الذي مرغ شرف المغرب والمغاربة في الوحل … ثم يقال لا .. اطمئنوا أيها المغاربة إنه ليس هو المعني .. وإنما السفير الإسرائيلي الجديد هو العسري مثلا .. وهو قادم من أشدود .. وهو من أصل مغربي !! إوا آش بغيتوا !!!

وهكذا يتم تمرير جريمة السفارة مع عدو المغاربة والأمة؛ الاحتلال الإرهابي الصهيوني مبيد المغاربة في حارة المغاربة ومصادر ممتلكاتهم وأوقافهم في القدس وعين كارم ومدنس مسرى رسولهم و الساعي، كل يوم، لهدمه لبناء الهيكل المزعوم مكانه ! في كل الأحوال، فعودة غوفرين، الذي يصرح، ليس بأنه يهين الدولة المغربية وملك المغرب وحسب، وإنما يتعمد هذه الإهانة كما شهدت بذلك مستشارته شامة درشول، فضيحة ما بعدها فضيحة وإعلان بواح بأن المغرب، رسميا، فقد سيادته تماما، وأنه تابع تماما ل ” إسرائيل ” وخاضع تماما لإملاءات تل أبيب ..

وربما، لا بل الأكيد، من مدة، أن هذا من نهج الأجندة الصهيونية التي تريد تكريس هذه الحقيقة ك أمر واقع، يجب أن يستبطنه ويقتنع به المغاربة خانعين ورغم أنوفهم .. وحتى ب” استبعاد” غوفرين ف ” العسري” أو غيره لا يغير، في شيء، هذه الحقيقة وهذا الأمر الواقع .. لأن إملاء تل أبيب على الرباط قائم، ولا أدل من ذلك تدشين رئيسة ما يسمى مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط لما أسمته سفارة إسرائيل بالرباط، التي قالت عنها بأنها ليست مجرد سفارة وإنما هي بيت كل الإسرائليين بالمغرب !

آخر الكلام
كيفما كان الحال، فالقيمون على السيادة الوطنية في مجال السياسة الخارجية، وهي مرتبطة ارتباطا جدليا بالوضع الداخلي بطبيعة الحال، يفرطون فيها تفريطا لا يدع أي مجالا لأي شك ولا يحتاج لبذل أي مجهود فكري لاستنتاجه . وإنما هو مرئي رأي العين للجميع .
ويبقى السؤال، بعد التفريط في السيادة الوطنية، عن الشرعية في تحمل المسؤولية العمومية باسم الشعب .
هذا وآخر دعوانا أن اللهم يا لطيف الطف بنا فيما تجري به الأقدار !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube