كورونا يدق اخر مسمار في نعش العولمة
بقلم مراد العمراني الزكاري برشلونة
بعد غزو عولمة الثقافة الغربية العالم شعرنا بالدونية وحقرنا من بلادنا وانتقدنا نظامها التعليمي والصحي وصرنا نكيل السباب للحكومات المتعاقبة ونقلل من مجهوداتها ونشكك في كل شيء بعد ان وضعنا نصب اعيننا نظام العم سام وحلاوة وجمال أوروبا ورفاهية شعوبها التي تتمتع بأعلى درجات الضمان الاجتماعي والصحي.
ثم دارت الأيام دورتها ودقت ساعة كوفيد 19 وانكشف المستور بعد أن ذابت العولمة في حامضه النووي فتحطمت أصنام الغرب واستفاقت شعوبها من غفوة العولمة الحقيرة على حقيقة حكوماتها التي عجزت عن حمايتهم حين سقطت آلهة بروكسيل على عتبات فيروس ضعيف لا يرى سوا بعدسة ميكروسكوب دقيق صنعه أباطرة التكنولوجيا ليكتفوا بمشاهدته والبكاء على ضحاياه.
استيقظت إيطاليا على كابوس أمواج كورونا الهادرة …جاءت الضربة موجعة من بروكسيل ( احموا انفسكم).. بينما أغلقت عليهم ماما أمريكا الحدود لتتركهم إلى المصير المحتوم
ومن إيطاليا إلى إسبانيا مرورا بكل دول أوروبا يأتي الخبر اليقين من بكين و موسكو بفعل الدواء الكوبي الذي ظن التاريخ تجاوزه ليدق مسمار جديد في نعش بروكسيل( الإتحاد الأوربي) بعد ان انزل مواطن إيطالي علم الاتحاد الأوروبي من أعلى عمود ليرفع بدلا منه علم الصين.
اما الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس( بريطانيا) اصبحت في ظلام حالج…من لم يسقط بالكوفيد 19 سيسقط جوعا ،فالغطرسة الإنجليزية ذو العقيدة الاستعمارية لديها مخزون هائل من السلاح ولا تمتلك احتياطي استراتيجي من السلع الغذائية يسد جوف المواطن.
ومن لندن إلى واشنطن هذه الامبراطورية الكونية التي ترى انها شعب الله المختار وأن العالم بأسره يجب أن يسير في ركابها…الآن تسير الولايات المتحدة الأمريكية نحو المصير المحتوم…مصير يأتي به التاريخ كل مائة سنة ليقضي على إمبراطورية ويخرج من بين صفحاته إمبراطورية جديدة.
شاهدنا كل هذا وكأنه شريط سينمائي… لم يخرج هذه المرة من هوليود..انها الخديعة الكبرى… نمور من ورق وأسد عجوز لا يستطيع الوقوف في الغابة…المجموعة الصناعية الكبرى اصبحت صغرى…..اقتصادات منهارة..أنظمة تعليم فاشلة…بنية تحتية لأنظمة الصحة ظهرت متهالكة..لا يمتلكون خطط استراتيجية توفر قوت المواطن اليومي..الناس يصرخون وحكوماتهم تبلغهم (موتوا في منازلكم).
أما بالمغرب، فقد تيقن الدونيون مؤخرا انها حقا دولة حازمة. رشيدة تصدت للكوفيد 19 ..خطط استراتيجية مدروسة…إدارة مبكرة للأزمة…وسلع غدائية متوفرة.
