ليطمئن من يعتقد أن المغرب قد تخلى عن السيادة عن مليلية وسبتة والجزر الجعفرية ،والأجواء في الصحراء المغربية
بكل تجرد وواقعية من يمارس السياسة عليه أن يقبل التحديات و نحن اليوم انطلاقا من محيطنا الإقليمي والدولي أمام تحديات كبيرة ،وفي وضع مرحلي صعب ،كثر فيه أعداء المملكة المغربية،،نحن نعاني اقتصاديا من التضخم والجفاف الذي ضرب المغرب لسنوات ،وارتفاع تكاليف المحروقات .نحن أمام تحديات كبرى تتجلى في المؤامرات التي تحاك ضد وحدتنا الترابية من طرف جيراننا.،وطبيعي ،ومن مصلحة بلادنا تدبير مختلف هذه الصراعات التي تواجهها في مشهدها الإقليمي ،والدولي ،وموقع المغرب يعتبر نقطة ارتكاز ،تسعى القوى الكبرى التقرب منه كشريك استراتيجي لدول كثيرة. ليطمئن الجميع الذين تراودهم الشكوك في عدم الحسم في تحرير الثغرين المستعمرين مليلية وسبتة،الآن لعدة اعتبارات ،هناك إكراهات ،وجبهات كثيرة تمارس ضغوطها على بلادنا ،وبالتالي فعلينا تقوية الجبهة الداخلية ولا نجعل الشك يتحكم فينا .ليعلم الجميع ،أن المغرب لن يتخلى عن شبر من أراضيه وحبة رمل من صحرائه .سبتة ومليلية والجزر الجعفريةلن تبقى إسبانية إلى الأبد،ليطمئن الجميع فاتخاذ القرار فيما يتعلق بالمدينتين مؤجل إلى حين ….وسيتم عن طريق الحوار، وبعد تصفية قضية الصحراء ،وبالتالي فإن كل الذين أصيبوا بخيبة أمل بفرض إسبانيا نظاما جمركيا على الثغرين وربما مستقبلا فرض التأشيرة لدخول الثغرين ،سيفرض على المغرب خلق استثمارات كبرى في محيط المدينتين لخلق مناصب شغل للقضاء على ظاهرة التهريب التي تضر بالآقتصاد الوطني . وترويج المنتوج الوطني هو أحسن وسيلة لكي يسترجع المواطن الثقة في مؤسسات بلاده. إن تحرير المدينتين يبقى حتمي ومؤجل وقد يرتبط بتحرير إسبانيا لجبل طارق الذي يرزخ تحت حكم التاج البريطاني .إن التحديات الكبرى التي يواجهها المغرب اليوم تفرض عليه تصفية تركة الإستعمار الإسباني بالتدرج،فالمغرب لازال في مواجهة النظام الجزائري الذي يعرقل تصفية ملف الصحراء،ويهدد بحرب ضده .نحن بحاجة اليوم للتقارب مع إسبانيا ،لأنها ستتولى رءاسة الإتحاد الأوروبي ،وأصبح لها موقف داعم لمشروع الحكم الذاتي لتسوية الصراع في الأقاليم الجنوبية في الوقت الذي تصر فرنسا على التصعيد معنا وترفض الخروج من الموقف الضبابي أو ما أطلق عليه بالمنطقة الرمادية .،هذا التوتر والتصعيد الخطير الذي تعرفه العلاقات المغربية الفرنسية يفرض علينا تمتين علاقتنا مع إسبانيا.، المغرب لا يمكنه أن يقاوم جبهات عديدة ،جبهة في الشرق وجبهة في الشمال ،وفرنسا ماوراء البحر،و التي كلما حاصرناها وصعدنا معها في إقصائها من كل المشاريع التي نسعى لتحقيقها في المغرب،ازداد سعارها .وتدبير خلافاتنا مع القوى الكبرى،يبدأ من تقوية الجبهة الداخلية،فالمصالحة تبدأ بتطهير الفساد من البلاد ،ودعم مسلسل الإصلاح لن يتم ولن يكون فاعلا إلا إذا جعلنا المواطن يسترجع الثقة بمؤسسات بلاده ويحسن تديرها ويختار من يستحق. ،المغرب أمام التحديات الكبرى المحيطة به عليه أن يبدأ بانفراج سياسي ،لأنه من الأوليات ،فتقوية الجبهة الداخلية تبدأ بإطلاق سراح كل سجناء الرأي ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب لتدبير البلاد والصراع مع قوى الفساد بالداخل والقوى الخارجية التي تسعى لزعزعة استقراره وتفتيت وحدته الترابية.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك