غير مصنف

القُبلة الأخيرة.. قُبلة ياسر عرفات

كميل زيد

رعشة الفِكرة !تلكَ نبوءة الشهداء المعجونين بالبَرقِ والصَنَوبَر؛ وهذا حارسَ سِندياننا الذي أدركَ أنَّ المغيبَ سيطول هذهِ المرة؛ وأنَّ رعشة يداه الطيبتين لن يحظى بهما جُموع الفقراء والمسحوقين واليتامى والباحثين عن خُطاه.أدركَ ياسر عرفات أنَّ هذا وداعهُ الأخير ! فأطلق لنا قُبلتهُ الأخيرة ليُصيبنا في رعشةٍ حتى الآن ! رعشة نهتزُ منها كلما مَررنا بجانبَ إسمه !

أراد لنا أبو عمار أن نأخذ مِلحَ عَيناهِ الصغيرتين ونُودِعهُما في عُمق الذاكرة؛ وأن نأخذ ملامح وجهه الحنون ونُوزِعه فيما بيننا كأنه معونةٌ لنا في ظِل الحِصار والقتال.

طائرُ الفِينيق طارَ هذه المرة ! ولكن على غيرِ عادتِه .. لم ينهض من معركته الأليمة؛ لقد تحولَّ هذا الفِينيقُ ليعود إلينا ياسميناً وباروداً وقلباً ساخناً؛ عادَ شهيداً نبيلاً.هكذا سيدُ الأشياء .. وهكذا نُحنُ اليَتامى نَرُش الياسمينَ وماءِ الورد وأكواماً من الحِناء على ملامحه ملامحنا.طارَ الختيار .. وبَقي الرَمز.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube