سياسةمستجدات

التطبيع و الانقلاب في المغرب.. أحمد ويحمان

*كلمات* .. إلى العالمين —————- *التطبيع والانقلاب في المغرب* أحمد ويحمان لأن المغرب استثناء في كل شيء، ما جعل القيمين على الدعاية المفلسة للسياسات المعتمدة في العقدين الأخيرين يتحدثون عما يسمى *” الاستثناء المغربي ” !!* .. ف *كلمات* اليوم تأتي في هذا الإطار . فلأننا استثناء .. ولا نشبه العالم في شيء، فإن الانقلاب الذي سنتحدث عنه، أو على الأدق عن بعض مظاهره ليس بالمعنى المتعارف عليه في العالم، وإنما هو انقلاب من نوع آخر .. انقلاب لا يشبه الانقلابات كلها؛ قديمها وحديثها .. انقلاب مغربي خالص .. انقلاب مقلوب !! . فالانقلاب، كما يفيد ذلك تاريخ الانقلابات، يتم من طرف نخبة، داخل الدولة أو خارجها للاستيلاء على مقاليد الحكم من النظام و من النخبة المنقلب عليها وتعويضها بالنخبة التي قادت الانقلاب والتي تعمد على إحلال سياسات واختيارات وقيم وسلوكيات واستراتيجايات وتاكتيكات في إدارة الدولة الجديدة؛ دولة الانقلاب، بدل تلك السائدة تحت الدولة المنقلب عليها . قد تكون البدائل الجديدة مختلفة، كليا أو جزئيا، عما كان سائدا في ما قبل الانقلاب، سواء على الصعيد السياسي أوالاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي . قد تكون النخبة الإنقلابية – كما أسلفنا – من داخل الدولة ولها رأي ودوافع وخلفيات أخرى .. وقد تكون من خارجها وقد تكون من العمق الشعبي بدوافع وخلفيات وبمشروع مختلف .. قد .. وقد .. وقد . لكن أيا كانت الدوافع والخلفيات والمشاريع للانقلابات، وأيا كانت اختلافاتها، فإنها تتفق وتتوحد في أنها، كلها، تتوجه وتستهدف الدولة السائدة للانقلاب عليها .. ولم يسجل في تاريخ الانقلابات أي استثناء في ذلك . هذا في كل سجل المجتمع البشري منذ بدأ التاريخ .. لكن المغرب شيء آخر .. إنه استثناء دائما .. وقدثبت في تاريخه الراهن أن كل الانقلابات التي استهدفت دولته باءت كلها بالفشل .. إلا واحدة، سجل فيها الاستثناء أيضا ؛ إنه انقلاب اليوم في المغرب .. وهو استثناء لأنه لم يفشل حتى الآن .. وهو استثناء لأنه غير مسبوق .. وهو استثناء لأنه مقلوب !!! إنه مقلوب لأن كل الانقلابات، على مدى التاريخ كما أشرنا إلى ذلك، تتم على الدولة لكنه في حالتنا هنا هو انقلاب على الشعب .. انقلاب يتم على الشعب من طرف الدولة .. نعم إن الانقلاب اليوم في المغرب، والناجح حتى الآن، تقوده الدولة ضد الشعب وتستهدف فيه كل قيمه ومثله ورموزه و أمنه واستقراره ووجوده وبقاءه ككيان، أرضا وشعبا ودولة أيضاً .. وهنا هذا المشهد السوريالي الذي يجد المغرب نفسه أمامه اليوم ! لقد بدأ هذا المشهد السوريالي، خصوصاً مع الإعلان عن قرار التطبيع مع العدو الصهيوني وتوقيع ما يسمى الاتفاقيات وما يسمى بمذكرات تفاهم معه في كل القطاعات حتى أن المستشار الملكي أندري أزولاي يعقد ويشرف على منتدى بالدار البيضاء أطلق عليه : *توحيد الهياكل*؛ توحيد هياكل الدولة المغربية بهياكل الكيان الصهيوني .. وأخذ معه لهذا ” المنتدى 3 وزراء من الوزارات الاقتصادية وكذا المستثمرين في القطاع الخاص من أصحاب الشركات لربطهم وربط خدمة مصالحهم بمدى ارتباطهم وتعاونهم مع نظرائهم في الكيان الصهيوني ! الجميع يعلم أن الشعب المغربي قاطبة يرفض التطبيع مع الكيان الإرهابي في تل أبيب .. ويعتبر – كما بحت حناجره في المسيرات المليونية في أكثر من مناسبة – أن *التطبيع خيانة* .. وأن *فلسطين أمانة* .. وأن *المقاومة أمانة* .. لكن الدولة تنقلب على الشعب وتفرض عليه بالاستبداد، ودون أية مشاورة، معادلة كاذبة تقضي بأن التطبيع، ليس خيانة وإنما مصلحة وطنية !!! وأن الكيان الصهيوني هو حليف !!! وأن من يخالف هذا الرأي هو الخائن وستفترسه آلة البروبغندا الصهيونية والمتصهينة الوحيدة في الساحة بعد خنق آخر صحيفة مستقلة بأمعاء آخر صحفي مستقل ! إنه الانقلاب الشامل والتام ! سيزور جزارو الكيان الصهيوني عاصمتكم الرباط، فافرشوا السجاد الأحمر .. ولاضير في مجيء وزير الحرب الصهيوني نفسه .. لا .. ومن حقه أن يقيم صلاة ويدعو معه الجميع رافعين أكف الضراعة العلي القدير أن ينصره وجنوده على أعدائه من الفلسطينيين والأردنيين والسوريين واللبنانيين والمصريين وكل العرب والمسلمين . كذلك يجب فعله مع رئيس أركان جيش الحرب الصهيوني، الإرهابي أفيف كوخافي وباقي الوزراء وقادة الكيان المحتل . لا يجب أن تغيب الحفاوة اللازمة في كل ما هو ” إسرائيلي” فهم، بالضرورة إخوة لنا وأصدقاء .. لا بل وحلفاء . نعم إن الإرهابي بن شباط الذي وقع اتفاق التطبيع عن الجانب الصهيوني قتل مباشرة بعد ذلك أربع طفلات مغربيات بغزة .. لكن مع ذلك يجب الاحتفاء به والافتخار به والدعاية له والإشادة به . صحيح أن اليهود الصهاينة، من أصول مغربية، أو حتى من أصول غير مغربية، يتجاوزون ويعربدون ويختطفون المغاربة ويعذبونهم ويشهرون بهم، كما هي حالة من تصفونها بالمجرمة نيكول لغريسي، ولكنهم إخوة لكم وأصدقاء، لا بل حلفاء ومن يخالف ذلك فلا يلومن إلا نفسه ..حتى إذا لاحظتم أن “الديباناج” (شاحنة الجر) يشحن السيارات المخالفة لقوانين السير في الركن ويستثني من ذلك السيارات التي تضع على واقياتها بطاقة مكتوبة بالعبرية (واقعة مراكش)، فلا يحق لكم الاحتجاج .. فهم في النهاية *شعب الله المختار* ..وهل تريدون أن تتساووا معهم ؟! وحتى عند إهانتكم وإهانة شرفكم واستحياء نسائكم في “بورديل” مكتب الاتصال، فلا يحق لكم إنكار ذلك على دولة الانقلاب، لاسيما مع حكومة أخنوش .. فهذه الحكومة حسمت أمرها، خلاف حكومة العثماني التي وقعت على الاتفاقية وقالت أنها فعلت ذلك مرغمة وأن التوقيع مؤلم ! هذا شأن العثماني .. وذلك شأنكم معه ومع ما كان يقول لكم بخصوص الصحراء وفلسطين وغير ذلك مما لم يعد يهم دولة الانقلاب الآن ! العثماني عثماني .. وأخنوش أخنوش ! ادينوا العثماني او اصفحوا عنه ! ليقدم هو النقد الذاتي ويعتذر ويندم – كما يقال عنه – أو ليتشبث بما فعل ويتحمل مسؤوليته فيما تسبب لكم فيه وأعاننا به على إنجاح انقلابا .. هذا كله لم يعد يعنينا، يقول لسان حال دولة الانقلاب في عهد أخنوش . دولة الانقلاب في حكومة أخنوش واضحة وفاضحة تماما . فبحسبها، فإن البرنامج في التطبيع ماض إلى *أبعد الحدود* بتعبير وزير الخارجية بوريطة !!! يقتلون طفلاتنا المغربيات .. لا بأس ! يهينون أخواتنا وإخواننا في المسجد الأقصى و يدنسون مسرى رسولنا ويقتحمونه ويعملون، بكل جدية وتصميم على هدمه .. أو مالو ؟ كما يقول إخواننا المصريين . يغتصبون نساءنا في عاصمتنا ويلطخون شرفنا وسمعة بلدنا ؟وما المشكلة ؟ يتعمدون إهانة الملك، رئيس الدولة ويدعون أنه أهداهم الهدايا الثمينة في ما يسمى “عيد استقلال اسرائيل ” .. أي ذكرى اغتصاب فلسطين ؟ وأين المشكل ؟ في خضم هذه الفضيحة التي أصبحت حديث العالم كله يتم الإصرار على تلويث إسم الملك محمد الخامس الذي تحمله بناية المسرح الوطني لاستقبال الفرق الصهيونية للغناء والرقص ؟ وأين المشكل ؟ ألم يسبق للإعلامي الصهيوني “سيريل عمار” صحفي قناة “إسرائيل 24” في برنامجها “أويريونORIENT” أن قال عن الملك الحسن الثاني أنه “جاسوس ” لإسرائيل .. و أنه أكبر متعاون في تحقيق انتصار 1967 ضد العرب و تحرير جبل الهيكل”.. ؟! وأين المشكل ؟!.. ألم يتم استقبال سيريل عمار والاحتفاء به من طرف المستشار الملكي أندري أزولاي في الصويرة داخل ما يسمى”بيت الذاكرة” وتمكينه بتصوير برامجه بطائرة الدرون ؟! وأين المشكل إذا لم يقتصر ممثل الإرهاب الصهيوني غوفرين على اغتصابه وتحرشه بالنساء فأشرف كذلك على أجندة الشذوذ الجنسي في المغرب، من الناظور حتى سيدي قاسم وغيرهما من المناطق ؟ أين المشكل ؟ صحيح أن الصهاينة شرعوا في تفكيك المغرب إلى عدة كيانات وشرعوا في تأسيس شبكة من العملاء لا يهدأ لهم بال من أجل بث وزرع بذور الاحتراب الداخلي .. وصحيح أنهم يؤطرون هؤلاء العملاء بمباني وزارة الخارجية الصهيونية ورئاسة الوزراء ويتكلف بهم خبراء أنتروبولوجيون من أمثال بروز مادي وايزمان والمؤرخ إيغال بنون وعوفيرالجندلمان وغيرهم .. صحيح أيضا أننا سمحنا لضباطهم وحاخاماتهم بالتداريب العسكرية القتالية في الجبال والوديان بمختلف المناطق، والأمازيغية منها على الخصوص .. ولكن أين المشكل ؟ إنهم يدعون الجيش للتمرد على أسس إثنية .. هو الأمر خطير بعض الشيء .. ولكن هل هذا مشكل ؟ ثم إن المغرب أمازيغ في الحقيقة .. اللهم إذا أردتم ان تنكروا حقيقة أن العرب والمسلمين غزاة وارتكبوا جرائم إبادة وسبي في حق الشعب الأمازيغي !!! هذه حقائق تاريخية يؤكدها العلم والأنتروبولوجيا واسألوا بنون ووايزمان والجندلمان وباحثي معهد موشي ديان بالكيان الصهيوني و ” عطاشاتهم ” هنا عن هذا التاريخ وعن الشهيدة القائدة ديهيا ! هناك حقائق أخرى وجب تصحيحها وهي أن المسجد الأقصى ليس مسجدا للمسلمين وإنما هو الهيكل المعظم لليهود . هذا ما تؤكده سميرة بار وهدى بلقاضي الحلوي وغيرهما من ” النشيطات” و ” النشطاء” في كل الأقاليم الذين يغدق عليهم من المال العام وبالتناوب في الإعلام الرسمي للدعوة لدعم انقلاب الدولة وسب الرموز الوطنية ووصف الشهيد المهدي بنبركة ب ” الحمار ” و علال الفاسي ب ” اللقيط ” … الخ ولكن أين المشكل ؟ صحيح أن هناك بعض التضييق على العبادة بالنسبة للمسلمين وتم فرض حذف التهليل في آذان الفجر، وتم فرض النقص في حجم مكبر الصوت . وصحيح أننا سمحنا ليهودي صهيوني أن يتولى تدبير أملاك لنظارة العاصمة؛ نظارة الرباط وسلا ما فتح شهية الحاخام أبراهام فخوري غولن أن يطلب من الملك أن يوليه شؤون الزكاة بفتاويه الحاخامية لان المسلمين، بحسبه، لا يعرفون شؤون دينهم .. ولكن هل هذا مشكل كبير ؟ ثم إن هذا كتابي ومتضلع !!!وفي كل الأحوال هذا هو التطبيع وشروطه .. ومن قبل بالتطبيع فعليه، وِفق الإرهابي *لابيد*، *أن يسمع كلامنا !!!* قد تقولون إنكم لم تقبلوا التطبيع وإنما فرض عليكم فرضا .. صحيح . صحيح .. وهذا هو الواقع !، يقول لسان حال دولة الانقلاب في ظل حكومة أخنوش .. وصحيح أنهم متواطئون في توطين مليونين من الصهاينة، حتى من غير أصول مغربية .. بل و 5 مليون منهم حسب ما أوحي لبعض المناولات والمناولين ( العطاشة) في الأجندة الصهيونية إياها .. وصحيح أن بوريطة الناطق الرسمي باسم دولة الانقلاب حسم النقاش في الأرقام ومن لهم الحق في استيطان المغرب بأن عممه على جميع ” الإسرائيليين بقوله :” هناك دم مغربي يجري في عروق كل إسرائيلي ” !!! هذا كله صحيح .. وهذا هو الواقع .. وهو رغم أنوفكم صحيح.. تقول دولة الانقلاب على الشعب، لاسيما في ظل حكومة أخنوش ! *أخر الكلام* إنه انقلاب إذن ! وانقلاب مقلوب مؤكد ! انقلاب الدولة على الشعب ! و المحقق أيضاً هو أنه إذا كانت ” الإنقلابية ” مرفوضة، والفكر والفعل الانقلابيين على الدولة، أيا كانت الخلافات معها، مرفوضين، فالأحرى رفض “الإنقلابية” والفكر والفعل الانقلابيين على الشعب من طرف الدولة كذلك .. إن آخر الكلام، والحالة هذه، هو أن *التصدي لفكر وفعل انقلاب الدولة على الشعب واجب وطني حماية للوطن وللشعب وتماسكه المجتمعي* ..ودون ذلك استمرار الانقلاب والانقلابيين في مسارهم الانقلابي المقلوب هذا حتى يقلبوا كل شيء في البلاد أرضاوشعبا ودولة .. يقلبوا كل شيء .. تماما كما يفعل الفيل عندما نطلقه داخل مصنع الخزف = l’élephant dans une poterie كما يقال ..يقلب كل شيء .. ويكسر كل شيء !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube