الوثائقي المغربي «صمت الزنازين»: الجراح الغائرة في قلب كل امرأة تعيش تجربة السجن
«صمت الزنازين» يُعد الجزء الثاني لفيلم محمد نبيل و المقيم في ألمانيا الوثائقي «جواهرالحزن»، الذي سجّل فيه وضع أمهات عازبات ومعاناتهن في ظل شرط اجتماعي هش، أو هو على الأقل امتداد له. فالسجن في «صمت الزنازين» إحالة إلى مصير حياة نساء ضائعات في دوامة الهيمنة الذكورية، داخل الشريحة السفلى من السلم الاجتماعي المغربي. ونجد اهتمام نبيل بالحياة الأنثوية حاضرا في كتاباته الأدبية والإعلامية، وبشكل جلي في ثلاثيته السينمائية الوثائقية ابتداء من «أحلام النساء»، الذي يرصد تجربة في حياة ثلاث نساء برلينيات، ينتمين إلى شرائح اجتماعية، ووظائف مجتمعية مختلفة، يسائل منظورهن الذاتي من خلال التحولات الخاصة الروحية والأسرية في علاقتها مع تحولات المجتمع الألماني، بعد اعتناقهن الإسلام.
المخرج محمد نبيل ،شارك بفيلمه الجديد «صمت الزنازين» (65 دقيقة)، في عدد من المهرجانات الدولية، وهو شريط يُقرب المُشاهد مما تعيشه وما تشعر به المرأة السجينة في السجون المغربية، كيف تُعبِّر وكيف تحكي واقعها وراء القضبان.
الفيلم يحاول أن يرصد الصمت الذي يخفي الجراح الغائرة في قلب كل امرأة تعيش تجربة السجن بسبب جريمة اقترفتها أو بسبب آخر كالدفاع عن الشرف أو النفس أو ما شابه ذلك، وقد ساهمت في إنجاحه نساء شاركن بمحنتهن وهن سجينات أو ما زلن وراء أسوار السجن منهن: عائشة وليلى وخلود وأحلام وفتيحة وأمينة، وكلها أسماء شخصية وليست عائلية لحماية السجينات داخل السجن.
المخرج محمد نبيل