أخبار المهجرمستجداتمقالات الرأي

مصطفى القادري اليملاحي في مقابلة مع إذاعة طنجة وهو يعتمر قبعة الكاتب العام للهيئة التأسيسية لبرلمان الهجرة المغربية – مع رابط فيديو (الجزء الأول)

أحمد رباص – حرة بريس

مرة أخرى يحل مصطفى القادري اليملاحي، المهاجر المغربي المقيم بلندن، ضيفا على برنامج “حنين” في الإذاعة الوطنية بطنجة الذي يشرف عليه الصحافي القدير والمحترم الحسين خباشي الذي استضاف الأخ مصطفى بصفته الكاتب العام للهيئة التأسيسية لبرلمان الهجرة المغربية. بقي ان نشير في هذه الفقرة التمهيدية إلى أن هذه الحلقة الأخيرة من برنامج “حنين” تم بثها على أثير إذاعة طنجة ليلة التاسع من الشهر الجاري التي تزامنت مع يوم عرفة الذي يحتفل به الحجاج المسلمون إلى الديار المقدسة وهي نفس الليلة التي تسبق احتفال المسلمين قاطبة بعيد الأضحى.
في بداية الحلقة، رحب الصحافي الإذاعي بضيفه الكريم مذكرا إياه بانهما سبق وأن تحدثا عن موضوع الهجرة في حلقة سابقة، ولكن هذه المرة يستقبل المذيع ضيفه كممثل للأعضاء المؤسسين الذين تبلورت في أذهانهم فكرة برلمان خاص بالهجرة المغربية.
في نفس السياق، ذكر الصحافي جباشي أن ضيفه كان صديقا للبرنامج عندما كان مهاجرا مقيما في إسبانيا، لهذا طلب منه التعبير عن ارتساماته إزاء هذا الانتقال من إسبانيا إلى بريطانيا؛ أي من هجرة إلى هجرة.
افتتح الأخ مصطفى جوابه بمقولة مفادها أن المهاجر قدره أن يكون مغتربا، محددا أن للتغيير تفاصيله النابعة من اختلاف البلدان الأوربية في ما بينها على مستوى الثقافة والقوانين والوقائع الاجتماعية، ولهذا يظل تغيير بلد الإقامة استكشافا لمغامرة أخرى.
للدخول في صلب الموضوع، وبعد التنويه بهذه التجارب والاستكشافات التي تقع خارج حدود الوطن الأم والتي لا يمكن إلا أن تثري التجربة الشخصية لأي مهاجر، ذكر المذيع ضيفه بانهما تحدثا سابقا عن برلمان الهجرة المغربية، ولكنه يطلب منه الآن مزيدا من التفاصيل، بصفته كاتبا عاما للهيئة التأسيسية لبرلمان الهجرة المغربية، عن فكرة هذا التنظيم، كيف جاءت ولأي هدف..
قبل الإجابة عن هذا السؤال، أراد ضيف “حنين” أن يغتنم هذه الفرصة ليعبر عن متمنياته الخالصة بعيد مبارك لكافة المغاربة والأمة الإسلامية قاطبة، وليتمنى لكل المغاربة المهاجرين، الذين تمكنوا بعد جائحة كوفيد من قضاء العطلة الصيفية في أرض الوطن، أن يستمتعوا باوقات طيبة مع ذويهم وعائلاتهم.
وفي أطار جوابه على السؤال المرتبط بفكرة برلمان الهجرة المغربية، قال الكاتب العام إنها بدأت تختمر قبيل الانتخابات العامة الأخيرة التي نظمها المغرب يوم ثامن شتنبر الماض. كان هناك نقاش محتدم بين مجموعة من الفعاليات والكفاءات والأطر المغربية في المهجر حول المشاركة السياسية لمغاربة العالم. يتكرر هذا الأمر في كل مرة تقترب فيها محطة انتخابية وترتفع درجة الحرارة في المهجر. هناك مجموعة من الأطر والفعاليات تنشط في محاولة لتحقيق المواطنة الكاملة والمشاركة السياسية.
في سياق جوابه، أشار الأخ مصطفى إلى ما عرف بتنسيقية الأحزاب السياسية التي حاولت عبر محطتين إقناع هيئاتها ومؤسسات الدولة بتخصيص مقاعد في المؤسسات المنتخبة للمغاربة المقيمين في الخارج، معلنا أنهم كأطر وفعاليات تابعوا وصاحبوا هذا النقاش رغم كونهم على يقين بأن هذه المحاولات لن تفضي إلى نتائج إيجابية.
ورفعا لكل لبس، شدد مصطفى القادري على النقاش انصب على المشاركة السياسية حتى لا يفهم أن البرلمان جاء لكسب الأصوات السياسية. واضاف موضحا أن المشاركة السياسية وسيلة وليست غاية في حد ذاتها المشاركة حق ضمنه الدستور للمغاربة. وقد سلك هذا المطلب مسارا بدأ منذ خطاب الملك لعام 2005 وتواصل إلى غاية استفتاء 2011 ولا زال مستمرا إلى اليوم؛ لأن القوى الحية المقيمة في المهجر تحاول تمتين هذا المطلب، وبالتالي من الضروري أن يفهم المستمع الكريم ان تجربة برلمان الهجرة لم تأت فقط من أجل المشاركة السياسية كفاية في حد ذاتها، وإنما كوسيلة نتمكن بها نحن كمهاجرين مغاربة من مناقشة قضايانا ومشاكلنا الأساسية.
استكمالا لجوابه، قال ضيف برنامج إذاعة طنجة العريقة أنه وقف على غياب إطار مدني جامع للهجرة المغربية، خصوصا وأنها أصبحت تختلف عن الهجرة في السبعينيات والثمانينيات، وصارت موجودة في كل القارات. وإذا كان لأوربا نضيب أوفر من المهاجرين، فلا ننسى أن هناك هجرة في إفريقيا بعد انفتاح المغرب على عدة دول إفريقية، كما أن هناك هجرة من امريكا اللاتينية إلى الولايات المتحدة وكندا. كذلك، أصبحت الدول العربية تضم عددا من المغاربة. يضاف إلى هذا التنوع كون الهجرة لم تعد ذكورية، بل هناك نساء مهاجرات وأطفال مهاجرون. لم يعد الأمر يتعلق بمجرد عمال بل هناك هجرة أطر وكفاءات وأدمغة (اطباء، مهندسون، ..،إلخ).
هذا التنوع، يتابع الكاتب العام، كان من المفروض أن ينشأ له إطار مدني جامع يستطيع أن يستنبط إشكالات هذه الهجرة، وأن يعمل على طرح الإشكالات الكبرى التي تحكم الهجرة بشكل عام، ويرافع عن الأمور التي تنفع هؤلاء المهاجرين بصفة شاملة.
في محاولة لاستكمال عناصر جوابه، قال الأخ مصطفى: “نحن نريد. من خلال فكرة برلمان الهجرة المغربية أن نؤسس إطارا مدنيا في مستوى القسم الأول”.
من جهته، تساءل الصحافي الحسين خباشي عن السبب الذي جعل خلال كل هذه السنوات التنظيمات الجمعوية والفاعلين عبر بلدان المهجر تفشل في الاتفاق، لأن المشكل متشعب ومختلف في ما يرتبط بعلاقتكم بالأحزاب وبالجهات الوصية على الهجرة في ظل نص دستوري. .ولكن قبل ذلك، وحتى الآن، هل المهاجرون هم من يتحملون مهمة الدفاع عن أنفسهم في بلدان الاستقبال؟ هل هم متفقون على مبدإ، لأن هناك أيضا مشكل تشثث الآراء لدى الجالية المغربية.
في جوابه على هذا السؤال المركب، قال الأخ مصطفى لمدير البرنامج إنك وضعت الأصبع على نقطة شائكة في ما تفضلت به حول فشل المهاجرين المغاربة في أن يتحدوا في إطار جامع وشامل…أختلف معك قليلا، الأستاذ حسين، في قضية الفشل.
ذلك أن الكاتب العام للهيئة التأسيسية لبرلمان الهجرة المغربية لا يعتبر المهاجر المغربي فاشلا، بل في نظره يتعلق الأمر بمسالة قائمة اولويات بالنسبة لهذا المهاجر الذي كيفما كان وضعه الاجتماعي أو تكوينه الأكاديمي فهو عندما يهاجر إلى بلد الهجرة يضع نصب عينيه لائحة بالأهداف التي يطمح إلى تحقيقها. في الحقيقة، هو يحقق هذه الأهداف من خلال تسوية وضعيته القانونية وحصوله على عمل وتعلمه لغة بلد الإقامة، وتأسيسه لمشروع مذر للدخل، صغيرا كان أو متوسطا، وتحقيقه لمشاريع مهمة جدا. هناك من يقع على القائمة اهدافا اسمى كأن يحصل على شهادة أكاديمية عالية، الإشكال إذن ليس هو أن هؤلاء كلهم فاشلون.
هنا يتدخل المذيع الحسين لينبه ضيفه إلى كونه لا يقصد أنهم فشلوا في مسار حياتهم. ما نتحدث عنه يرتبط بعلاقتهم بوطنهم وبحقوقهم السياسية وغيرها، أما في ما يخص حياتهم ومسارهم فأكيد أنهم ناجحون من خلال نماذج لا تعد ولا تحصى، أنا لا أتحدث عن فشل في مسار المهاجر المغربي وحياته وتحقيق ذاته، وإنما ما يهمني هو أنهم لم يلتفوا حول تنظيم واحد للدفاع عن حقوقهم.
تدارك مصطفى القادري الموقف بقوله إنه كان سيصل إلى هذا التحديد لمفهوم الفشل. وأضاف أن الإشكال هو أن هؤلاء المهاجرين عموما والإطارات المدنية التي تمثلهم لم يستطيعوا أن يدرجوا هذه القضايا ضمن القائمة التي تحدثنا عنها، ولو أننا استطعنا إقناع المهاجرين بأن هذه القضايا تهمهم كالمشاركة السياسية والمواطنة الكاملة، والدفاع عن حقوقنا الاقتصادية، وعن حقوقنا كأقلية في الاتحاد الأوربي، لو استطعنا أن نقنع المهاجرين أو الإطارات التي تمثلهم بكل أشكالها وأنواعها كان الوضع سيختلف.
من ذلك خلص الكاتب العام إلى أن الإشكال يتمثل في مواجهتهم لصعوبات على مستوى التمثيل الاجتماعي والمدني للجالية المغربية في إدراج تلك القضايا في لائحة اهتماماتها. هذا هو الرهان الحقيقي الذي نواجهه.
عند هذه النقطة تدخل الصحافي خباشي ليوضح أن الهجرة المغربية تطورت من هجرة عمالية إلى هجرة نوعية للإطر التي بدأت في تناول الموضوع والتي تنتمي لأجيال ثالثة ورابعة وربما خامسة، ومن هذه الأطر من بدأت مسارها التعليمي في المغرب واستقرت في الخارج، وبالتالي أعطت عملية تطور الهجرة كفاءات يمكن لها أن تقود بالفعل هؤلاء المهاجرين، عكس ما كان عليه الأمر في السنوات الأولى للهجرة على المستوى التعليمي أو القانوني الذي لم يكن يسمح بالوصول إلى تحقيق بعض الأهداف.
ياخذ الأخ مصطفى الكلمة مجددا ليؤيد ما ذهب إليه زميله الصحافي، غير أنه يرى أن المسألة ليست مرتبطة بالجالية المغربية وبالمهاجرين المغاربة كأفراد، ولكنها مرتبطة أيضا بمنظومة المؤسسات في دول الاستقبال، وبالتأثير الذي تمارسه مؤسسات الدولة المغربية بالخارج، عبر قنصلياتها وسفاراتها، عبر مؤسسة الحسن الثاني، وعبر المجلس الاستشاري للجالية الذي بان أن دوره غائب تماما.
وكبارع في التوصيف والتشخيص، يرسم الأخ مصطفى الوضع كما لو أن المهاجر يجد نفسه داخل مثلث يمسك بأحد أطرافه وتمسك بالطرف الثاني دول الاستقبال التي يختلف واقعها من دولة إلى أخرى، فيما الطرف الثالث تمسك به الدولة المغربية بحكم ان المهاجرين كاشخاص وأفراد مواطنون لهذه الدولة.
في ما يخص الإطارات والجمعيات، يجد المتحدث نفسه أمام إشكال كبير مرتبط بتحديد مساحة الاشتغال لكل نوع من أنواع الجمعيات، ذلك أن المشكل الكبير الذي وقع في أوربا هو أننا، مثلا، عندما نتحدث عن المغرب نجد النقابات تتصدى للقضايا العمالية، والأحزاب السياسية للجانب المتعلق بنشر الثقافة السياسية وتأطير المواطنين، كما نجد جمعيات تتصدى لقضايا البيئة والإيكولوجيا، وجمعيات اخرى خاصة بالثقافة تهتم بالشعر والنثر، وغير ذلك.
المشكلة، يواصل الأخ مصطفى، أن هذه الحدود غير موجودة عندنا، بحيث يمكن أن تجد جمعية دينية قصارى هدفها أن تؤدي راتب إمام أو تدفع سومة كراء مقر في المسجد، ومع ذلك تجد ممثلها يجالس عمدة المدينة ليناقش معه قضايا الهجرة، في حين أنه (الممثل) يفتقد للدراية الكافية للترافع عن هذه القضايا. نفس هذا التخبط في الأدوار هو الذي ادى إلى انحطاط في مستوى أداء هذه الإطارات وجعله يبدو ضعيفا إلى حد ما.
(يتبع)

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0VDAbqwtcLnsS16P4U6jYWYKQpEhKf7TU6J1cBNDEwZD45K2AQdwykjATCAXD3guNl&id=100022273943854

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube