إسرائيل والعرب قراءة ثانية

حرة بريس – المصطفى عمر

لم يكن ليعتقد أكبر من تلبسته حالة التشاؤم أن تصل إسرائيل إلي العمق الافرو عربى بهذه البساطة وتقيم علاقات متينة مع معظم الدول في محيطها الاقليمي والخارجي بكل سهولة ويسر.
فبرجوعنا إلي الخلف بسرعة عشرة سنوات نجد أن إسرائيل كانت تعاني عزلة حادة من الصعب الخروج منها إلي رحابة العلاقات السياسية بين الدول الأخري.
فما سبب هذا الترحاب المتدرج والحقيقي الذي قوبلت به إسرائيل ؟
أنماط التفكير والخطط البناءة التي إعتمدتها إسرأئيل بالإضافة لوضع الأهداف وتفسير كيفية الوصول إليها عزز قدراتها في التفكير والمناورة والإلتفاف وتغيير الرؤية .
الجميع يعلم طريقة جلب العقول المدبرة من الخارج وإعادة توطينها غصبآٓ عن الأناشيد الداعمة للقومية العربية ،هذه العقول إستطاعت أن تخطط لعلاقات إسرائيل الخارجية بحنكة وتمهل وعدم إستعجال ،حيث أبدعت في النواحي الإقتصادية ورفدت قطاعات الصناعة ببنية عقلية جعلتها تمتلك ترسانة من الاسلحة الصناعية وأبدعت في مجال الزراعة والسياحة والعلاقات الدولية إلي أخر مجالات بناء الدول .
ولعبت الميديا دور مهم حيث مر المحتوى الإسرائيلي الموجه للجانب العربى بعدة مراحل وهي الرفض ثم عدم المبالاة ثم القبول .
أو الرفض والقبول في آن واحد كحالة إرتباك عظيمة تصيب العقل المتلقى ودخوله في صراع بين تقبل المحتوى ورفض مقدمه.
إعتمدت إسرائيل علي موجات من الدخول البطئ وأجتهدت في تقديم نفسها عبر علم السايكلوجى والسيطرة على الآخر بهدوء ،وساهم في ذلك وضع المواطن الاقتصادي في تلك الدول الذي أصبح مشغولآٓ بتوفير كسبه اليومي عوضآٓ عن الإنشغال بشكل العلائق بين دولته وإسرائيل .
في الميديا لاتعتقد أن قيام مغنى إسرائيلى بغناء أغنية من أحدى الدول الأخري هو ترف، بل هو طريق يخاطب العقل اللاوعي لمجموع من الرافضين لفكرة وجود الكيان وربما أستبد بالمتلقي الطرب أو ارسل إبتسامة صغيرة في فضاء الاعجاب (سرآٓ).
أو حين يخاطبك كوهين عبر حسابه في تويتر مستشهدآٓ بآية من القرأن الكريم فهو شيئ غير مألوف بالنسبةلك ،سيجعلك هذا متابعآٓ لحسابه ويستطيع أن يقودك للمكان الذي يريده حتى إذا دخلت وشتمت وأغلظت الالفاظ مرة وعشرة ففي الأخيرة يمكن أن لا تنفعل وهذا بالنسبة له مفيد.
بعد كل هذا الوضع أعتقد ان القضية الفلسطينية قد نالها التعقيد بالرغم من انها لم توهن عند البعض.
ويظل السؤال قائمآٓ وبوجود تيار متنامي للتصالح مع دولة الكيان ،كيف يمكن أن تحل القضية الفلسطينية؟؟؟؟؟