أخبار العربضد التيارمستجدات

كلمات عن ” مسيرة الأعلام ” ورد المقاومة.. الصهيوني صرخ ! والحرب طويلة الأمد ..

أحمد ويحمان

هو في الحقيقة نفس القول. سبق وقاله قادة الكيان السياسيين والعسكريين الأكثر ثقلا و” صدقية ” عندهم، ولكن ب” مسؤولية ” وبشكل مباشر . ويقوله “قادة” سياسيون وعسكريون من مواقع أخرى بتهور وخفة واستعراض ينم عن ضياع هو، بالنهاية، في صالحنا .
.. نفس القول الذي قاله كثير من قادة الكيان وليس آخرهم الجنرال بريك والجنرال باراك .. يقوله بصيغة أخرى بينيت ونتانياهو وبني غانس !!
في لعبة عض الأصابع، يكون الرهان على الصبر والنتيجة تكون بربح هذا الرهان أو خسرانه بالصراخ . فمن يتحمل الألم ويعض على النواجد كتما لمعاناته يكون هو من يكسب على حساب من يقل صبره مع أول احتكاكه بالامتحان فيطلق العنان لصراخه فيخسر الرهان .
ما يسمى “مسيرة الأعلام”، أول أمس بالقدس، هي، على نحو ما، أشبه ما تكون بامتحان عض الأصابع . ورغم كل شيء، وأيا كانت التقييمات والتقديرات، فإن الطرف الصهيوني في هذا الامتحان هو الذي صرخ الأول .. لا بل إنه صرخ حتى قبل بدأ امتحان الإرادات، وقبل إدخال إصبعه بين فكي الاختبار .
لا يعني هذا أبدأ أي هروب من الواقع، ولا يعني التقليل من قوة وجبروت الكيان وترسانته العسكرية وما يمكن أن تلحقه أسلحته وحقد جيش حربه وشرطته العنصرية وخبث ووحشية قطعان مستوطنيه .. فهذه الأسلحة وهذا الحقد وهذا الخبث وتلك الهمجية وكل ذلك التوحش واقع نراه رؤي العين، وعلى رؤوس الأشهاد على الشاشات كل يوم . إنما المقصود، بالضبط، هو ما يطرحه كل هذا من معاني ومن أسئلة وعمق هذه المعاني .
ولعل أهم سؤال بهذا الخصوص هو بالضبط : ما معنى أن الكيان الصهيوني – بكل هذه القوات المسلحة وهذا ” الجيش الذي لا يقهر “وكل هذا الدعم والرعاية والحماية من قبل القوى الاستعمارية الغربية بالمال والسلاح وبالفيتو … الخ – ما معنى أن هذا الكيان بكل هذه القوة ما يزال في حاجة للتأكد من أنه صاحب السيادة على بلد احتله منذ 74 عاما والتثبت من أن عاصمته الموحدة موحدة فعلا تحت إمرته رغم مرور 55 سنة على “بسط هيمنته عليها ” ؟!
أو لا يعني هذا، فيما يعنيه، أن الاحتلال لم ولا يطمئن إلى واقعه ككيان على أرض، لم تنفعه كل هذه العقود من الإجرام في حقه وفي حق أصحابه الشرعيين، من الانتهاء والخلوص إلى ترسيم حقيقة تملكه له ؟!
وليس الحاجة للتأكد والتثبت والتحقق من شيء دليل على مساورة الشك في أمره ؟
هذه هي الحقيقة العميقة في ما سمي “مسيرة الأعلام” التي أكدت معركة سيف القدس، قبل سنة، حقيقة أوهام الصهاينة بشأن حسم أمر احتلال فلسطين وبناء دولة خالصة لليهود بها وعاصمتها القدس كعاصمة موحدة لهذه الدولة الموهومة . لقد كشفت معركة سيف القدس أن أحلام اليقظة والفانطازم الصهيوني هي مجرد أوهام لا بسندها الواقع، لاسيما بعد ما شرعت صواريخ المقاومة الفلسطينية تدك، برشقات صلياتها المتتابعة، عمق الكيان وعاصمتها تل أبيب، وتمكنت من تحييد الملاحة الجوية في مطاري اللد ( بن غوريون) وجنوب النقب ( رامون)، ودخل ملايين المستوطنين طيلة أحد عشرة يوما من الحرب، مرعوبين، إلى الملاجيء .
هذه هي حقيقة ما كشفت عنه مخرجات ” مسيرة الأعلام” السنة الماضية، والتي أدت لمعركة سيف القدس التي كانت نتيجتها عكس ما خططه ورسم لأهدافها الصهاينة .
أما ” مسيرة الأعلام” هذه السنة فقد عرفت منحى آخر وبحسابات أخرى كانت خلفياتها محكومة بالصراع داخل أجنحة اليمين الصهيوني بين الإرهابيين اللدودين؛ رئيس الوزراء الحالي بينيت السابق نتانياهو .
كان الصراع بين الطرفين حول صوت المستوطن الصهيوني في السباق للحكم في سياق أزمة سياسية هيكلية ما فتئت تنخر الكيان وتجعل منه ما وصفه أحسن وصف أحد أهم قادة جيش الاحتلال؛ الجنرال إسحاق بريك لما شبه الكيان بباخرة تايتانيك تتقاذفها الأمواج العاتية .. والنتيجة الحتمية والمنطقية، في الأفق المنظور، هو غرقه كما غرقت باخرة التايتانيك !
إن هذه هي الحقيقة الأعمق ل “مسيرة الأعلام ” الصهيونية التي واجهتها مسيرة الأعلام الفلسطينية ونسخها منظر علم فلسطين يحلق في سماء القدس يعلو بمسيرة للمقاومة قطعان المستوطنين المسلحين المحميين بحوالي 12 ألفا من الجنود والشرطة وحرس الحدود .. هذه هي الحقيقة الأعمق لما سمي ” مسيرة الأعلام ” التي عبرت، خلاف ما يتصور البعض، عن عدم الاطمئنان على المصير والمآل الذي دفع كبار قادة العدو الصهيوني ونخبة نخبته، قبل الجنرال بريك وبعده، يتحدثون عن القلق الوجودي الذي ما انفك يعم الكيان بكل فئاته ويتسبب في هجرة معاكسة فرارا من القادم الأسود لهذا الكيان . ولعل كلام قائد من قادة قادتهم، قبل أيام حول لعنة العقد الثامن وزوال “دولة إسرائيل ” أهم دليل على هذه الحقيقة .. القصد هنا، بطبيعة الحال، هو كلام قائد أركان جيش الحرب الصهيوني ورئيس وزراء الكيان الأسبق يهودا براك الذي كان الحدث في كبريات القنوات والصحف عبر العالم قبل أيام فقط .
هذه هي حقيقة ” مسيرة الأعلام ” التي لا ينبغي أن تدفعنا إلى الهروب من الواقع واستحقاقاته و لا إلى الاستخفاف بقوة العدو، ولكن لا يجب كذلك أن تجعلنا نغفل عما حققته المقاومة، بفضل الله وبركة دماء الشهداء وصمود المرابطات و المرابطين والمقاومات والمقاومين وصبر شعب الجبارين ونضال كل الحرائر والأحرار، على كل الساحات، في حلف القدس .
هناك من يتساءل عن رد المقاومة الموعود والمنتظر .. نحن من الذين لهم كامل الثقة و اليقين في الله وفي المقاومة ..
لقد ألقى الصهاينة ما هم ملقوه من أعلام الباطل والإجرام .. وقد تلقفت والتقمت أعلام الحق العادل مفعول سحرة بينيت و بني غانس ونتانياهو وبن غبير .. وكل السحرة والمشعوذين ..
آخر الكلام
المعركة لم تنته ..
والمحقق أن للمقاومة كلمة تقولها حين يحين حينها. والمقاومون وحدهم، بتوفيق من الله، وبشرعية دمائهم من يقدرون متى؟ أين؟ وكيف تتم الردود؟
وعندها يبهت الذي طبع مع العدو وشجعه على منكراته وأصبح شريكا معه في كل جرائمه باستباحة وإهانة مقدساتنا ومسرى رسولنا الكريم وأعراض أخواتنا وإخواننا الذين يصلون لله في مقصوراتهم قبل أن يباغثوا بالهراوات وأحذية الصهاينة على رؤوسهم والقيود بأيديهم يساقون إلى المعتقلات .
إن الله يمهل ولا يهمل !
باسم الله الرحمن الرحيم :
” … وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .”*
صدق الله العظيم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube