مقالات الرأي

الكركرات ومعركة الوطن.

ذ. المصطفى القادري – لندن

فجأة… إندلعت الحرب على حين غرة… ودونما سابق إنذار…
وكما هو متعارف عليه في فنون الحرب، فالتعبئة جزء من تفاصيلها.
فجأة… أصبح الفايسبوك أحمرا يشوبه بعض الإخضرار، فالأخضر أيها السادة رمز العسكر، و لا بد أن يكون له من الوجود نصيب.
فجأة… شكلت الصفوف و ابتدأ الفرز بنكهة يوم القيامة… الوطنيون؟ من هنا رجاء… تفضلوا… الخونة؟ من أنتم؟ لا مكان لكم هنا؟ ولا حق لكم في غنيمة الإنتصار…
فجأة… رمى بعض المناضلين بطاقاتهم… وشطحوا شطحة القردان في مجمع الأسد، فاليوم خمر و غذا أمر… هي ساعة.. بمائة من السنون مما تعدون… هللوا… وزغردوا… ألم يصل البرتقال للقوم السمر؟
فجأة… تعانقوا… وامتلأت السماء بأصوات القبل… تحسبها رصاصات هاربة إلى العلياء من هول الإنتشاء.
بالأمس باتوا بأحضان أعداء الوطن… و اليوم متعة تزوجوا بعسكر الحمى…دون غسل للأسف.
قادرون … صرخوا بالأمس في قرى الأندلس… و للريف المتزفزف ضد المخزن عربدوا وأزبدوا… إلى أن يحين وقت السفر… و اليوم وقفوا يلقون تهم الخيانة عند كل ممر…
سيستيقظ بعضهم بالغذ… ليدرك أن رجالا يلبسون الأبيض… صفعوا بكفوف خضراء حتى سال دمهم الأحمر في معركة لم يكن للجرذان من مناضلي المواسم فيها مكان… لأنها و بكل بساطة كانت معركة كرامة ووطن…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube