مستجدات

لماذا الضمير العالمي ينام في فلسطين ويستيقظ في أوكرانيا؟

سؤال مزعج للكثير من الأروبيين اليوم،لأنهم تمادوا في إظهار قمة نفاقهم .وقبلوا بالأحضان الملايين من الهاربين من الحرب الضارية في مدن كثيرة في أوكرانيا.وحتى لانوصف بالخارجين عن الإجماع الأوروبي ،فلابد من التنديد بمايقع في هذه الدولة،ولابد من قول الحقيقة بأن الغرب بانت حقيقته وعجزه عن مواجهة الآلة الحربية الروسية،ومازالوا مترددين للدخول في حرب مع الدب الروسي الذي هددهم بالسلاح النووي .وعودة للجواب عن السؤال الذي طرحته في العنوان،فالحرب على أوكرانيا أبانت عن حقائق ،وكشفت صورة قاتمة عن المجتمعات الغربية التي سارعت للتنديد بالحرب التي شنتها روسيا الظالمة ،وعقدوا اجتماعات مارتونية لجمع التبرعات للشعب الأوكراني وفتحوا حدودهم للاجئين الأوكرانيين ،وقرروا في اجتماعات متعددة وبالإجماع فرض عقوبات على روسيا،وأكثر من ذلك فرغم الأزمات الإقتصادية التي يعانون منها فإنهم خصصوا دعما ماديا كبيرا لأوكرانيا.حتى تواجه الأزمة التي تعاني منها وتنافسوا فيما بينهم لدعمها بالسلاح. لكن في المقابل لماذا استيقظ الضمير العالمي في أوكرانيا ،ونام في فلسطين ،حتى أصبح من أهل الكهف،لماذا مازال الضمير العالمي صامت عما يحدث في فلسطين؟ لماذا تحرك العالم لدعم أوكرانيا،وأصابهم الصمم والعمي فيما يحدث في فلسطين؟ماجنسية هذا الضمير الذي تحرك في أوكرانياوسكت في فلسطين؟ومتى يستيقظ الضمير الذي يقولون أنه عالمي ويفتخر بأنه يحمل قيما إنسانية،لكنها غابت في فلسطين لأكثر من ستين سنة.هل الدماء التي تسيل في أوكرانيا اليوم أغلى من الدماء التي سالت في فلسطين والعراق وسوريا وفي أكثر من بقعة في العالم وذهب ضحيتها مسلمون في الصين وفي أفغانستان وفي أكثر من بلد عربي ومسلم ،ولم يتحرك الضمير العالمي.هل سيكون الضمير الذي حركته مجازر أوكرانيا فال خير على الشعب الفلسطيني وعلى كل من يعانون الإضطهاد في العالم أينما وجدوا.وحتى لانحس بالغبن كمواطنون نحب هذا الوطن لأنه متعنا بحقوق وجعلنا نتقاسم معهم القيم الراقيةالتي تميزهم عن باقي الشعوب ،لكن في نفس الوقت يحز في أنفسنا عدم إنصافهم لشعوب مازالت تعاني كماهبوا لنجدة الشعب الأوكراني والقيم الإنسانية التي يدعون أنهم متشبثون بها تلزمهم التحرك لنجدة كل المضطهدين في العالم ويأتي على رأسهم الشعب الفلسطيني .الضمير العالمي الذي استيقظ في أوكرانيا عليه كذلك أن يستيقظ في فلسطين حتى لايوصف بالغرب المنافق،والضمير الإنساني عليه أن يستيقظ ويبادر لوقف المجازر في فلسطين كما يريد وبشتى الوسائل وقفها في أوكرانيا،الضمير الغربي الذي يمتلك المال والسلاح ،تيقنا أنه ليس بمقدوره رغم المال والسلاح ،أن يفرض حل الدولتين على المحتل الغاشم.الضمير العالمي يصف المدافعين عن كرامتهم وقدسهم بالإرهابيين،الضمير العالمي الذي تحرك في أوكرانيا إذا استمر في السكوت عما يحدث من جرائم في فلسطين فإنه شريك في الجريمة.هذا غيض من فيض ولاندري إلى متى يستقظ هذا الضمير ويعيد البسمة لأطفال فلسطين ويسمح بعودة اللاجئين إلى أرض فلسطين فهم لم يعودوا يتحملوا الإنتظار والمجازر وكل أشكال العنف والتشريد .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube