تربية وعلوم

فكر أرسطو الديني

Tahseen Huseen

في هذا البوست اعرض فكر أرسطو في اللاهوت واعرض كيف انهم يفكرون قبل اكثر من ألفين سنه في مسالة الوجود والخلق دون ان أكون منحازا أو متبنيا لهذا الفكر بل ليحفزنا على التفكر والتدبر والتعقل كما كانوا يفعلوا مع الفارق الكبير في التراكم المعرفي كل هذه السنين ، كما يشير هنا أرسطو ان التأمل هو منبع سعادة الإنسان

حيث يقول أرسطو
( في النفس عنصر واحد عاقل وآخر غير عاقل ، والعنصر اللاعاقل مزدوج الجوانب ، فله جانب نباتي ، وهو عنصر تراه في كل كائن حي وجانب شهواني يوحد في كل أصناف الحيوان وتنحصر حياة النفس العاقلة في التأمل والتأمل هو سعادة الإنسان لانها حياة يعيشها الإنسان باعتباره إنسان ، ولا يجوز لنا ان نستمع إلى أؤلئك الذين ينصحوننا ان نفكر في الحاجات البشرية ما دمنا بشراً وان نفكر في ما هو فان ما دمنا كائنات فانية بل ان نجعل من أنفسنا كائنات خالده وان نعيش وفق ما يميله علينا افضل جانب فينا )

ويقول أرسطو
ان ثمة ثلاثة أنواع من الجواهر : جواهر يدركها الحس و تتعرض للفناء وهي مثل النبات والحيوان وجواهر يدركها الحس لكنها لا تتعرض للفناء وتشمل الإجرام السماوية ، وثالثة لا هي تدرك بالحس ولاهي معرضة للفناء ، تشمل الله

وهنا يقول في وجود اللاهوت اَي وجود الله
لابد ان يكون ثمة شئ يخلق الحركة ، بعد ان لم تكن ، ثم لابد ان يكون هو نفسه غير ذي حركة ولابد له ان يكون أزلياً وان الموضوع الذي تتعلق به الرغبة والموضوع الذي يتعلق بالفكر ، من شأنهما ان يسببا الحركة على هذا النحو من دون ان يكونا متحركين ، وكذلك الله يسبب الحركة بكونه موضوعا يتعلق به الحب ، والحياة كذلك من صفات الله لان وجود الفكر وجودا فعليا هو الحياة والله هو هذا الوجود الفعلي نفسه والوجود الفعلي لله ، ذلك الوجود الذي لا يعتمد على علة خارجه عنه .
ان تصور محرك لا يتحرك شاق وعسير ، فالعقل الحديث يتصور ان سبب التغير لابد ان يكون تغيراً سابقاً

ولكي نرى بعض الجوانب الإيمانه عند ارسطو …. حيث يقول
الله موجود أزلياً أبدياً باعتباره فكراً خالصاً وسعادة ، وتحقيقاً كاملاً للنفس ، من دون ان يكون أمامه غاية لم تتحقق ، على النقيض ذلك العالم المحسوس ، فهو عالم ناقص ، لكنه عالم فيه حياة ، وفيه رغبات وفيه فكر من نوع لا يتصف بالكمال وفيه طموح ، والكائنات الحية كلها شاعرة بالله شعوراً يتفاوت في الأفراد زيادة وقلة ، وهي كلها تندفع إلى العمل بدافع من إعجابها بالله وحبها له ، وعلى ذلك يكون الله هو العلة الغائية لكل ضروب النشاط ، والكائن الذي يتألف من صور تخلو من المادة فهو الله وحده ، والعالم لا ينفك متطورا نحو الزيادة ازديادا مطردا في تشبهه بالله وهذه السيرة يستحيل ان تبلغ تمامها لان زوال المادة زوالاً تاما ضرباً من المحال لان ما يتصف به الله من كمال ساكن لا يحرك العالم الا بفضل الحب الذي تشعر به الكائنات القانية إزاءه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube