شخصياتمستجدات

الصحراء المغربية: محلل سياسي يشرح دواعي موقف إسبانيا الجديد

أحمد رباص – حرة بريس

شكل موقف إسبانيا الإيجابي القائم على الاعتراف بخطة الحكم الذاتي المغربية لصحرائه، نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين البلدين، مع العلم أنها ضمنت أيضا “بطريقة لا رجعة فيها، سيادة المغرب ووحدته الترابية”، على حد تعبير تاج الدين الحسيني.
“هذا قرار تاريخي ونقطة تحول في العلاقات بين الجارتين والشركاء في المنطقة”. بهذه الكلمات، علق الخبير السياسي تاج الدين الحسيني على اعتراف إسبانيا بخطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب عام 2007 لحل هذا النزاع المصطنع الذي فبركه النظام العسكري الجزائري لزعزعة استقرار المملكة.
هذا الموقف الإسباني هو اعتراف واضح وقوي”بشأن الشرعية التي لا رجعة عنها للمغرب في صحرائه. ويرى أستاذ القانون الدولي أن إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة، لديها سيطرة كاملة على هذا الملف، لأنها على دراية بـ “الروابط والحقائق التاريخية” حول حقوق المغرب فيما يتعلق بأقاليمه الصحراوية.
وأكد تاج الدين الحسيني أن هذا الموقف الذي اتخذته إسبانيا سوف يساهم في ترسيخ حقوق المغرب وفي إقناع لعديد من البلدان الأخرى في أوروبا، وفي جميع أنحاء العالم بوجاهته والحذو حذوه.
أكما شار إلى أن “إسبانيا ملتزمة بالتوقف عن اتخاذ قرارات متسرعة أحادية الجانب ضد المغرب وباحترام سيادة وسلامة أراضي المملكة”.
وأضاف أنه في المستقبل لن يعود هناك خشية من أن تتخذ مدريد إجراءات من شأنها التأثير سلبا على مصالح المغرب في صحرائه.
وللتوضيح، قال إن الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، يوم الجمعة 18 مارس 2022، تتضمن “موقف إسبانيا غير القابل للنقض وعدم العودة فيما يتعلق بالصحراء المغربية”.
هذا الموقف الإسباني، حسب تقدير هذا الخبير في الجيوبوليتيك، سيكون له تأثير كبير في أوروبا، لأنه سيفتح آفاقا جديدة حول دعم قوي ومتوسع لقضية المغرب.

وفي رسالته التي بعث بها إلى الملك محمد السادس يوم الجمعة، كتب رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أن إسبانيا تبدأ “اليوم مرحلة جديدة في العلاقات مع المغرب، تقوم على الاحترام المتبادل، وتطبيق الاتفاقات، وغياب أحادية الجانب من الإجراءات والشفافية والتواصل الدائم”.
وأكد بلاغ صحفي صادر عن رئاسة الحكومة الإسبانية، أنه “سيتم تطوير هذه المرحلة الجديدة (…) (اعتمادا) على خارطة طريق واضحة وطموحة. كل هذا من أجل ضمان الاستقرار والسيادة والسلامة الإقليمية والازدهار لبلدينا”.
ورحبت الحكومة الإسبانية، بحسب البلاغ الصحفي، بـ “تحديد موعد زيارة رئيسها للمغرب” بهدف رسم خارطة طريق لهذه المرحلة الجديدة، فضلاً عن الدعوة التي وجهت إلى وزير الخارجية للشؤون الخارجية، للاتحاد الأوروبي والتعاون بزيارة الرباط قبل نهاية الشهر الجاري.
من جهته، أعلن المغرب، عبر وزارة الخارجية، أنه “يثمن عاليا الالتزامات الإيجابية والبناءة لإسبانيا بشأن قضية الصحراء المغربية، والواردة في الرسالة التي وجهها إلى الملك محمد السادس رئيس حكومة إسبانيا، بيدرو سانشيز.
هذا الموقف الإسباني يجعل من الممكن، وفقا لبلاغ صحفي صادر عن وزارة الشؤون الخارجية المغربية،
النظر في “خارطة طريق واضحة وطموحة بهدف الانخراط، بشكل مستدام، في شراكة ثنائية في إطار الأسس والمحددات الجديدة التي تمت الإشارة إليها في الخطاب الملكي في 20 غشت الماضي”.
وكان جلالة الملك قد دعا بهذه المناسبة إلى تدشين مرحلة غير مسبوقة في العلاقات بين بلدينا تقوم على الثقة والشفافية والاعتبار المتبادل واحترام الالتزامات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube