مستجداتمقالات الرأي

هل يفعلها محمد السادس ؟ الديبلوماسية المغربية في قمة توهجها

بقلم شعيب جمال_الدين

بخطى ثابتة ورؤية شاملة ونظرة ثاقبة يعمل الملك محمد السادس على إعادة الدبلوماسية المغربية إلى قوتها وإشعاعها الإقليمي والدولي عبر بوابة ملف الصحراء المغربية والقضية الفلسطينية والإثنتيين معا كانت تعتبر من أولويات السياسة الخارجية لوالده الحسن الثاني رحمه الله ونالت أنذاك إعتراف قوى عظمى بمدى نجاعتها في المحافل والمؤتمرات الدولية ودورها الحيوي في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي التي كانت تحظى بواساطة الملك الراحل على تسهيل إجراء المفاوضات السرية التي شهدتها قصور الرباط وفاس وإفران .

التاريخ لا يكتبه الغوغائيين ولا أصحاب الشعارات القومية ولا الرؤساء الثرثارون بل يسجله بمداد من ذهب الحكماء ولنا في الملك الحسن الثاني خير نموذج فلا يمكننا بتاتاً نسيان رحلته العاجلة إلى واشنطن في 22 ماي 1982 حاملا معه وثيقة من خمس صفحات حررتها منظمة التحرير الفلسطينية باللغة الإنجليزية بالعاصمة الرباط .
قبل تسليمها إلى الحسن الثاني الذي تكلف بعرضها شفويا في إجتماع مغلق بالبيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي رونالد ريغان وجورج بوش الأب ووزير الخارجية جورج شولتز والسيد كلاك رئيس مجلس الأمن القومي والكولونيل نورث .

ولولا الظروف جيوإستراتيجية التي كانت تعرفها أنذاك منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة والعالم بصفة عامة لا كانت هذه المسودة أخذت مسارها الطبيعي بشهادة مقربين من كواليس صناعة الحدث في تلك الحقبة من تاريخ الأمة الإسلامية.

رغبة المغرب اليوم في العمل على حلحلة القضية الفلسطينية لم تتم بشكل إعتباطي أو عشوائي كما يمكن تصوره بل بعد تجاوز عدة محطات إستراتيجية :

أهمها التقدم بخطوات كبيرة في طريق إنهاء مشكل الصحراء المغربية مع ضمان الحليفيين الأمريكي والبريطانية إلى جانبنا وكسب تأييد اللوبي اليهودي النافذ في واشنطن .
ودعم دوائر القرار في تل أبيب للخطوة المغربية وتقييد الدور الأوروبي خصوصاً إسبانيا وألمانيا .
وتهميش الجزائر في أفق عزلها إقليميا من طرف أمريكا بعد سحب حليفها الروسي الذي يفاوض حاليا رئيسها فلاديمير بوتين إدارة جو بايدن على السماح له بدخول قواته العسكرية إلى أفغانستان والسيطرة على مواقع بغرب إفريقيا بهدف صد التوغل التركي الصامت مقابل رفع غطاءه جيوإستراتيجي على قصر المرادية الذي تنتظر سكانه أيام عصيبة .

المغرب يمسك اليوم الملف الفلسطيني في توقيت دقيق جذا لا مجال فيه للخطأ التكتيكي أو الإستراتيجي.
لم يكن ممكنا تقريب وجهات النظر بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل دون تدخل إستباقي في غاية الأهمية للمخابرات الخارجية لادجيد للإذابة الخلافات العميقة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية والعمل على تقليص النفوذ الإيراني على قادة حماس إلى أقصى درجة على الأقل سياسيا .
هذه النقطة ليست بالأمر بالسهل في ظل العلاقات التاريخية الشديدة التعقيد التي تجمع الطرفيين(دعم مالي وعسكري)

لهذا أتوقع برمجة المزيد اللقاءات السرية الثنائية مع مسؤولي حماس تحت إشراف لادجيد والخارجية المغربية تتحول فيما بعد إلى ثلاثية بحضور أعضاء السلطة الفلسطينية من أجل وضع خريطة طريق لمصالحة فلسطينية تاريخية .

بعد تحقيق هذه الأهداف ذات العمق الأمني سيتم البذء في الشروع لوضع أرضية متفق عليها بين الأطراف المعنية تمهد للإطلاق مسلسل عملية السلام بين الفلسطينين والإسرائيليين فوق الأراضي المغربية بمباركة القوى العظمى وتحت رعاية الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube