أخبار دوليةالحرب الروسية الأوكرانيةمستجدات

إطلالة على كرونولوجيا الأحداث الممهدة للنزاع المسلح بين روسيا وأوكرانيا

أحمد رباص – حرة بريس

اندلع النزاع المسلح في أوكرانيا لأول مرة في أوائل عام 2014 وانتقل بسرعة إلى طريق مسدود ممتد، مع وقوع قصف ومناوشات منتظمة على طول خط المواجهة الذي يفصل بين المناطق الحدودية التي تسيطر عليها روسيا وأوكرانيا في الشرق.
منذ أن شنت روسيا غزوا واسع النطاق على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، تسبب القتال في مقتل أكثر من مائة مدني ودفع عشرات الآلاف من الأوكرانيين إلى النزوح نحو بلدان، مثل بولندا ، الدولة التابعة للنيتو حيث تستعد القوات الأمريكية لتقديم المساعدة.
في أكتوبر 2021، بدأت روسيا في نقل القوات والمعدات العسكرية بالقرب من حدودها مع أوكرانيا، ما أثار مخاوف بشأن غزو محتمل. أظهرت صور الأقمار الصناعية التجارية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات الاستخبارية التي تم نشرها علنا خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2021 دروعا وصواريخ وأسلحة ثقيلة أخرى تتجه نحو أوكرانيا دون تفسير رسمي. بحلول ديسمبر، كان أكثر من مائة ألف جندي روسي في مكانهم بالقرب من الحدود الروسية الأوكرانية وحذر مسؤولو المخابرات الأمريكية من أن روسيا ربما تخطط للغزو في أوائل عام 2022.
في منتصف ديسمبر 2021 ، أصدرت وزارة الخارجية الروسية مجموعة من المطالب داعية من خلالها الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي (النيتو) إلى وقف أي نشاط عسكري في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، والالتزام بوقف المزيد من توسع النيتو في اتجاه روسيا، ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى النيتو في المستقبل.
من جانبها، رفضت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون في النيتو هذه المطالب وحذروا روسيا من أنهم سيفرضون عقوبات اقتصادية شديدة إذا غزت روسيا أوكرانيا.
في غضون ذلك، أرسلت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية إضافية إلى أوكرانيا، بما في ذلك الذخيرة الحية والأسلحة الصغيرة والأسلحة الدفاعية الأخرى.
في أوائل فبراير 2022، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بنشر حوالي ثلاثة آلاف جندي أمريكي في بولندا ورومانيا – من دول النيتو المتاخمة لأوكرانيا – لمواجهة القوات الروسية المتمركزة بالقرب من حدودها مع أوكرانيا وطمأنة حلفاء النيتو.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أكبر انتشار للقوات الروسية على حدودها مع بيلاروسيا منذ نهاية الحرب الباردة. لم تسفر المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا والقوى الأوروبية – خاصة فرنسا وألمانيا – عن حل. بينما أصدرت روسيا بيانا زعمت فيه سحب عدد معين من القوات، في حين ظهرت تقارير عن زيادة وجود القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا.
وفي أواخر فبراير 2022، حذرت الولايات المتحدة من أن روسيا تعتزم غزو أوكرانيا، مشيرة إلى الوجود العسكري الروسي المتزايد على الحدود الروسية الأوكرانية. ثم أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات بالتوجه إلى لوهانسك ودونيتسك، وهما منطقتان انفصاليتان في شرق أوكرانيا يسيطر عليهما جزئيا الانفصاليون المدعومون من روسيا، بمبرر أن القوات تؤدي مهمة “حفظ السلام”.
ردت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على منطقتي لوهانسك ودونيتسك وخط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 بعد بضعة أيام.
وفي 24 فبراير، خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لثني روسيا عن مهاجمة أوكرانيا، أعلن بوتين بدء غزو بري وبحري وجوي واسع النطاق لأوكرانيا مستهدفا القواعد العسكرية الأوكرانية والمدن في جميع أنحاء البلاد.
لكن بايدن وصف هذا الهجوم ب”غير المبرر وغير المسبوق باستفزاز”. ومنذ ذلك الحين أصدر عقوبات صارمة بالتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين تستهدف أربعة من أكبر البنوك الروسية، وصناعة النفط والغاز ، وصادرات التكنولوجيا الأمريكية إلى البلاد، فيماتواصل الأمم المتحدة ومجموعة الدول الصناعية السبع والاتحاد الأوروبي ودول أخرى إدانة الإجراءات الروسية وتعهدت بالرد.
بدأت الأزمة في أوكرانيا باحتجاجات في العاصمة كييف في نوفمبر 2013 ضد قرار الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش برفض صفقة من أجل تكامل اقتصادي أكبر مع الاتحاد الأوروبي. بعد حملة القمع العنيفة التي شنتها قوات أمن الدولة عن غير قصد، اجتذبت عددا أكبر من المتظاهرين وصعدت الصراع، فر الرئيس يانوكوفيتش من البلاد في فبراير 2014.
في مارس 2014، سيطرت القوات الروسية على منطقة القرم الأوكرانية، قبل ضم شبه الجزيرة رسميا بعد أن صوت سكان القرم للانضمام إلى الاتحاد الروسي في استفتاء محلي متنازع عليه. بعد ذلك، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ضرورة حماية حقوق المواطنين الروس والمتحدثين بالروسية في شبه جزيرة القرم وجنوب شرق أوكرانيا. زادت الأزمة من حدة الانقسامات العرقية، وبعد شهرين أجرى الانفصاليون الموالون لروسيا في منطقتي دونيتسك ولوهانسك بشرق أوكرانيا استفتاء لإعلان الاستقلال عن أوكرانيا.
أدت أعمال العنف في شرق أوكرانيا بين القوات الانفصالية المدعومة من روسيا والجيش الأوكراني، وفقا لتقديرات متحفظة، إلى مقتل أكثر من 10300 شخص وإصابة ما يقرب من 24000 شخص منذ أبريل 2014. ورغم أن موسكو نفت تورطها، فقد أبلغت أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي عن تعزيز القوات والجيش الروسي بالمعدات بالقرب من دونيتسك والقصف الروسي عبر الحدود.
في يوليو 2014، شهد الوضع في أوكرانيا تصعيدا إلى أن تحول إلى أزمة دولية وضعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على خلاف مع روسيا عندما أُسقطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية فوق المجال الجوي الأوكراني، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 298 شخصا. خلص المحققون الهولنديون في الحادث الجوي في أكتوبر 2015 إلى أن الطائرة أُسقطت بصاروخ أرض-جو روسي الصنع.
في سبتمبر 2016، قال المحققون إن النظام الصاروخي يعود إلى روسيا، مؤكدين أنه تم نقله إلى شرق أوكرانيا ثم عاد إلى الأراضي الروسية بعد إسقاط الطائرة.
منذ فبراير 2015، حاولت فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا التوسط في وقف العنف من خلال اتفاقيات مينسك. يتضمن الاتفاق أحكاما لوقف إطلاق النار، وسحب الأسلحة الثقيلة، والسيطرة الكاملة للحكومة الأوكرانية على جميع أنحاء منطقة الصراع. ومع ذلك، باءت الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية دبلوماسية وحل مرضٍ بالفشل.
في أبريل 2016، أعلن النيتو أن الحلف سينشر أربع كتائب في أوروبا الشرقية، مع تناوب القوات عبر إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا لردع أي عدوان روسي محتمل في أماكن أخرى من أوروبا، لا سيما في دول البلطيق. انضم إلى هذه الكتائب لواءان من الدبابات التابعة للجيش الأمريكي، تم نشرهما في بولندا في سبتمبر 2017 لتعزيز وجود قوات الردع التي شكلها التحالف.
كانت أوكرانيا هدفا لعدد من الهجمات الإلكترونية منذ بدء النزاع في 2014. في ديسمبر 2015، فقد أكثر من 225000 شخص فرص الولوج عبر جميع أنحاء أوكرانيا بعد هجوم شرس.
في ديسمبر 2016 تعرضت أجزاء من كييف لانقطاع آخر للطاقة في أعقاب هجوم مماثل استهدف شركة المرافق الأوكرانية.
في يونيو 2017، تعرضت أنظمة الكمبيوتر الحكومية والتجارية في أوكرانيا للهجوم الإلكتروني NotPetya. انتشر الهجوم المدمر، المنسوب إلى روسيا، إلى أنظمة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم وتسبب في أضرار بمليارات الدولارات.
ازداد حجم المساعدة الأمنية لأوكرانيا بشكل أكبر خلال إدارة دونالد ترامب، إلى جانب الضغط المستمر على روسيا بشأن تورطها في شرق أوكرانيا.
في يناير 2018، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على 21 فردا، بينهم عدد من المسؤولين الروس، وتسع شركات مرتبطة بالنزاع.
في مارس 2018، وافقت وزارة الخارجية على بيع أسلحة مضادة للدبابات لأوكرانيا، وهي أول عملية بيع لأسلحة فتاكة منذ بدء النزاع. في أكتوبر 2018، انضمت أوكرانيا إلى الولايات المتحدة وسبع دول أخرى في منظمة حلف شمال الأطلسي (النيتو) في سلسلة من التدريبات الجوية واسعة النطاق في غرب أوكرانيا.
وتأتي هذه التدريبات بعد أن أجرت روسيا تدريباتها العسكرية السنوية في سبتمبر 2018، وهي الأكبر منذ سقوط الاتحاد السوفيتي،
أدى الن اع الحالي إلى توتر شديد في العلاقات الأمريكية الروسية وزاد من خطر نشوب صراع أوروبي أوسع.
من المرجح أن تزداد التوترات بين روسيا والدول المجاورة الأعضاء في النيتو والتي من المحتمل أن تشارك فيها الولايات المتحدة، بسبب الالتزامات الأمنية للتحالف.
بالإضافة إلى ذلك، سيكون للصراع في أوكرانيا تداعيات أوسع على التعاون المستقبلي في القضايا الحاسمة مثل الحد من التسلح والأمن السيبراني ومنع انتشار الأسلحة النووية والأمن الطاقي ومكافحة الإرهاب والحلول السياسية في سوريا وليبيا وأماكن أخرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube