أخبار دوليةتقاريرمستجدات

روسيا تهاجم أوكرانيا بينما يحذر بوتين بتحد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي

أحمد رباص – حرة بريس

شنت القوات الروسية هجومها المتوقع على أوكرانيا يومه الخميس، حيث تجاهل الرئيس فلاديمير بوتين الإدانة والعقوبات الدولية، وحذر الدول الأخرى من أن أي محاولة للتدخل ستؤدي إلى “عواقب لم تر مثيلا لها من قبل”.
سمع دوي انفجارات كبيرة قبل الفجر في كييف وخاركيف وأوديسا حيث شجب زعماء العالم بدء الغزو الروسي الذي قد يتسبب في خسائر فادحة ويطيح بالحكومة الأوكرانية المنتخبة ديمقراطيا.
بسبب ذلك، فرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حالة الطوارئ، قائلاً إن روسيا استهدفت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية وأن الانفجارات تسمع في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف زيلينسكي أنه تحدث للتو مع الرئيس جو بايدن وأن الولايات المتحدة تحشد الدعم الدولي لأوكرانيا، حاثا الأوكرانيين على البقاء في منازلهم وعدم الذعر.
وتعهد بايدن بفرض عقوبات جديدة تهدف إلى معاقبة روسيا على عمل عدواني توقعه المجتمع الدولي لأسابيع لكنه لم يستطع منعه من خلال الدبلوماسية
ولتبرير فعلته الشنعاء تلك، ألقى بوتين خطابا متلفزا أكد فيه أن الهجوم ضروري لحماية المدنيين في شرق أوكرانيا، وهو ادعاء كاذب كانت الولايات المتحدة قد تنبأت بأنه سيقدمه كذريعة لغزو.
في خطابه، اتهم بوتين الولايات المتحدة وحلفاءها بتجاهل مطلب روسيا بمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وتقديم ضمانات أمنية لموسكو، وطالب بتصديق قوله إن روسيا لا تنوي احتلال أوكرانيا لكنها ستتحرك “لنزع سلاحها” وتقديم مرتكبي الجرائم للعدالة.
من جانبه، أدان بايدن في بيان مكتوب “الهجوم غير المبرر وغير المسبوق باستفزاز” على أوكرانيا ووعد الولايات المتحدة وحلفاءها “بمحاسبة روسيا”.
واضاف بايدن أنه يعتزم التحدث إلى الأمريكيين يوم الخميس بعد اجتماع لزعماء مجموعة السبعة. ومن المتوقع الإعلان عن مزيد من العقوبات ضد روسيا في نفس اليوم.
من جهته، وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا العملية بأنها “غزو شامل لأوكرانيا” و”حرب عدائية”، مضيفا أن “أوكرانيا ستدافع عن نفسها وستنتصر. يمكن للعالم أن يوقف بوتين ويجب عليه ذلك. لقد حان وقت العمل.”
واعترف الجيش الروسي بإنه قصف قواعد جوية أوكرانية وأصول عسكرية أخرى ولم يستهدف مناطق مأهولة بالسكان. وقال بيان وزارة الدفاع الروسية إن الجيش يستخدم أسلحة دقيقة لاستهداف القواعد الجوية الأوكرانية وأصول الدفاع الجوي والبنية التحتية العسكرية الأخرى، مدعية أنه “لا يوجد تهديد للسكان المدنيين”.
في تدوينة على الفيسبوك، كتب أنطون جيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، إن الجيش الروسي شن ضربات صاروخية على منشآت القيادة العسكرية الأوكرانية والقواعد الجوية والمستودعات العسكرية في كييف وخاركيف ودنيبرو.
بعد الانفجارات الأولى في كييف، سمع الناس يصرخون في الشوارع. ولكن بعد ذلك عاد الشعور بالحياة الطبيعية، من خلال استئناف السيارات لحركة جولانها وظهور الناس وهم يمشون ويتنقلون عبر الشوارع قبيل الفجر ما أوحى بعودة هدوء نسبي.
إلى جانب الخسائر التي يمكن أن تتكبدها الحكومة الأوكرانية، يمكن أن يتردد صدى عواقب النزاع والعقوبات المفروضة على روسيا في جميع أنحاء العالم، ما يؤثر على إمدادات الطاقة في أوروبا، ويزعزع استقرار الأسواق المالية العالمية ويهدد توازن ما بعد الحرب الباردة في القارة. في هذا السياق، تراجعت أسواق الأسهم الآسيوية وارتفعت أسعار النفط بعد بدء العمل العسكري.
في وقت سابق من هذا اليوم، انخفض مؤشر S&P 500 القياسي في وول ستريت بنسبة 1.8 ٪ إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر بعد أن قال الكرملين إن المتمردين في شرق أوكرانيا طلبوا مساعدة عسكرية.

تحسبا للإدانة الدولية والإجراءات المضادة، أصدر بوتين تحذيرا صارخا للدول الأخرى بعدم التدخل، قائلاً: “كل من يحاول عرقلتنا، ناهيك عن خلق تهديدات لبلادنا وشعبها، يجب أن يعرف أن الرد الروسي سيكون فوريا ويؤدي إلى عواقب لم يشهد لها التاريخ مثيلا”.
ووجه بوتين نداء إلى الجنود الأوكرانيين طالبا منهم “إلقاء السلاح على الفور والعودة إلى ديارهم”.
في تذكير صارخ بالقوة النووية الروسية، حذر بوتين من أنه “لا ينبغي لأي شخص أن يشك في أن أي هجوم مباشر على بلدنا سيؤدي إلى الدمار والعواقب الوخيمة لأي معتد محتمل”.
وأكد أن روسيا “واحدة من أقوى القوى النووية ولديها أيضا ميزة معينة في مجموعة من أحدث الأسلحة.”
رغم إعلان الولايات المتحدة يوم الثلاثاء عن إعادة تمركز القوات حول دول البلطيق، قال بايدن إنه لن يرسل قوات لمحاربة روسيا.
ولم يعلن بوتين العملية العسكرية إلا بعد أن قال الكرملين إن المتمردين في شرق أوكرانيا طلبوا من روسيا مساعدة عسكرية لتمكينهم من التصدي “للعدوان” الأوكراني، وهو إعلان قال البيت الأبيض إنه بمثابة عملية رفع “راية زائفة” من قبل موسكو لتقديم ذريعة لقيام بالغزو. جاء إعلان بوتين بعد ساعات فقط من رفض الرئيس الأوكراني مزاعم موسكو بأن بلاده تشكل تهديدا لروسيا، ووجه نداءا عاطفيا في اللحظة الأخيرة من أجل السلام.
في خطاب مؤثر ألقاه خلال الليلة الماضية، قال زيلينسكي متحدثا باللغة الروسية في مناشدة مباشرة إلى المواطنين الروس:”شعب أوكرانيا وحكومة أوكرانيا يريدان السلام”. واضاف مستطردا: “لكن إذا تعرضنا للهجوم، وإذا واجهنا محاولة لانتزاع بلدنا وحريتنا وحياتنا وحياة أطفالنا، فسوف ندافع عن أنفسنا. عندما تهاجمنا (روسيا)، سنريها وجوهنا وليس ظهورنا”.
في نفس الخطاب، ذكر زيلينسكي إدأنه طلب ترتيب مكالمة مع بوتين في وقت متأخر من يوم الأربعاء، لكن الكرملين لم يرد. في إشارة واضحة إلى تحرك بوتين للسماح بنشر الجيش الروسي “للحفاظ على السلام” في شرق أوكرانيا ،
كما حذر زيلينسكي من أن “هذه الخطوة قد تشير إلى بداية حرب كبيرة في القارة الأوروبية”. وقال: “أي استفزاز وأي شرارة يمكن أن تؤدي إلى حريق يدمر كل شيء.” وطعن في مزاعم الدعاية الروسية، قائلاً: “لقد قيل لكم إن هذا الحريق سيجلب الحرية لشعب أوكرانيا، لكن أفراد الشعب الأوكراني أحرار”.
في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دعت إليه أوكرانيا بسبب التهديد الوشيك بغزو روسي، ناشد الأعضاء الذين ما زالوا غير مدركين لإعلان بوتين له وقف أي هجوم.
افتتح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الاجتماع، قبل الإعلان مباشرة، وقال لبوتين: “أوقفوا قواتكم عن مهاجمة أوكرانيا. امنحوا للسلام فرصة. لقد مات الكثير من الناس بالفعل”.
كما أصدر الأمين العام لحلف الناتو جين ستولتنبرغ بيانا قال فيه إنه يدين بشدة “الهجوم الروسي المتهور وغير المبرر على أوكرانيا، والذي يعرض أرواح عدد لا يحصى من المدنيين للخطر. مرة أخرى، رغم تحذيراتنا المتكررة وجهودنا الدؤوبة للانخراط في الدبلوماسية، اختارت روسيا طريق العدوان على دولة مستقلة وذات سيادة “.
تصاعد القلق بشأن هجوم روسي وشيك بعد أن اعترف بوتين باستقلال المناطق الانفصالية يوم الاثنين، وأيد نشر القوات في مناطق المتمردين وحصل على موافقة برلمانية لاستخدام القوة العسكرية خارج البلاد. رد الغرب بفرض عقوبات.
في وقت متأخر من يوم الأربعاء، وافق البرلمانيون الأوكرانيون على مرسوم يفرض حالة الطوارئ على مستوى البلاد لمدة 30 يوما اعتبارًا من يوم الخميس.
يسمح هذا الإجراء للسلطات بإعلان حظر التجول والقيود الأخرى على الحركة، ومنع التجمعات وحظر الأحزاب والمنظمات السياسية “لصالح الأمن القومي والنظام العام”. ويعكس هذا الإجراء القلق المتزايد بين السلطات الأوكرانية بعد أسابيع من محاولة إظهار الهدوء.
في ظل هذا الجو المكهرب، نصحت وزارة الخارجية بعدم السفر إلى روسيا وأوصت بمغادرة أي أوكراني موجود هناك على الفور.
وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون جون كيربي يوم الأربعاء إن القوة الروسية التي يبلغ قوامها أكثر من 150 ألف جندي منتشرة على طول الحدود الأوكرانية في حالة استعداد متقدمة. واضاف: “إنهم الآن مستعدون للهجوم”.
في وقت مبكر من يوم الخميس، تم إغلاق المجال الجوي فوق جميع أنحاء أوكرانيا أمام الحركة الجوية المدنية، وفقا لإخطار موجه للطيارين. أظهر موقع إلكتروني لتتبع الرحلات الجوية التجارية أن طائرة من طراز El Al Boeing 787 الإسرائيلية كانت متجهة من تل أبيب إلى تورنتو قد خرجت فجأة من المجال الجوي الأوكراني قبل الالتفاف فوق رومانيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا. والطائرة الأخرى الوحيدة التي تم تعقبها فوق أوكرانيا كانت طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار من طراز RQ-4B Global Hawk ، والتي بدأت في التحليق غربا في وقت مبكر من يوم الخميس بعد أن فرضت روسيا قيودا على الطيران فوق الأراضي الأوكرانية.
ضربت موجة أخرى من هجمات إلكترونية معادية مواقع البرلمان الأوكراني ومواقع حكومية ومصرفية أخرى يوم الأربعاء، وقال باحثو الأمن السيبراني إن مهاجمين مجهولين أصابوا مئات أجهزة الكمبيوتر ببرامج ضارة ومدمرة.
وقال المسؤولون منذ فترة طويلة إنهم يتوقعون أن تسبق الهجمات الإلكترونية وتصاحب أي توغل عسكري روسي، وقال المحللون إن الحوادث تتماشى مع قواعد اللعب الروسية التي تعود إلى ما يقرب من عقدين من الزمن بشأن عمليات الهجوم الإلكتروني في تزامن مع العدوان في العالم الحقيقي.
وحتى قبل إعلان بوتين، فرضت عشرات الدول عقوبات على روسيا، مما أدى إلى زيادة الضغط على النخبة الحاكمة والبنوك الروسية خارج الأسواق الدولية.
كما سمح بايدن بفرض عقوبات على الشركة التي بنت خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 من روسيا إلى ألمانيا وضد الرئيس التنفيذي للشركة. وقالت ألمانيا يوم الثلاثاء إنها ستعلق المشروع إلى أجل غير مسمى، بعد أن اتهم بايدن بوتين بشن “بداية غزو روسي لأوكرانيا” من خلال إرسال قوات إلى المناطق الانفصالية.
والجدير بالذكر أن خط الأنابيب اكتمل ولكن لم يبدأ تشغيله بعد.
وحتى قبل بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، أدى تهديد الحرب إلى تمزيق الاقتصاد الأوكراني وظهرت أثار شبح وقوع خسائر فادحة ونقص الطاقة في جميع أنحاء أوروبا والفوضى الاقتصادية العالمية.
دخلت عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا حيز التنفيذ ، واستهدفت العديد من الشركات إلى جانب 351 برلمانيا روسيا صوتوا لصالح اقتراح يحث بوتين على الاعتراف بمناطق المتمردين و 27 من كبار المسؤولين الحكوميين والمديرين التنفيذيين للشركات وكبار الضباط العسكريين. وتجاهلت وزارة الخارجية الروسية العقوبات قائلة إن “روسيا أثبتت أنها، رغم كل تكاليف العقوبات، قادرة على تقليل الضرر”.

بالسكان. وقال بيان وزارة الدفاع الروسية إن الجيش يستخدم أسلحة دقيقة لاستهداف القواعد الجوية الأوكرانية وأصول الدفاع الجوي والبنية التحتية العسكرية الأخرى، مدعية أنه “لا يوجد تهديد للسكان المدنيين”.
في تدوينة على الفيسبوك، كتب أنطون جيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، إن الجيش الروسي شن ضربات صاروخية على منشآت القيادة العسكرية الأوكرانية والقواعد الجوية والمستودعات العسكرية في كييف وخاركيف ودنيبرو.
بعد الانفجارات الأولى في كييف، سمع الناس يصرخون في الشوارع. ولكن بعد ذلك عاد الشعور بالحياة الطبيعية، من خلال استئناف السيارات لحركة جولانها وظهور الناس وهم يمشون ويتنقلون عبر الشوارع قبيل الفجر ما أوحى بعودة هدوء نسبي.
إلى جانب الخسائر التي يمكن أن تتكبدها الحكومة الأوكرانية، يمكن أن يتردد صدى عواقب النزاع والعقوبات المفروضة على روسيا في جميع أنحاء العالم، ما يؤثر على إمدادات الطاقة في أوروبا، ويزعزع استقرار الأسواق المالية العالمية ويهدد توازن ما بعد الحرب الباردة في القارة. في هذا السياق، تراجعت أسواق الأسهم الآسيوية وارتفعت أسعار النفط بعد بدء العمل العسكري.
في وقت سابق من هذا اليوم، انخفض مؤشر S&P 500 القياسي في وول ستريت بنسبة 1.8 ٪ إلى أدنى مستوى في ثمانية أشهر بعد أن قال الكرملين إن المتمردين في شرق أوكرانيا طلبوا مساعدة عسكرية. وتحسبا للإدانة الدولية والإجراءات المضادة، أصدر بوتين تحذيرا صارخا للدول الأخرى بعدم التدخل، قائلاً: “كل من يحاول عرقلتنا، ناهيك عن خلق تهديدات لبلادنا وشعبها، يجب أن يعرف أن الرد الروسي سيكون فوريا ويؤدي إلى عواقب لم يشهد لها التاريخ لها مثيلا”.
ووجه بوتين نداء إلى الجنود الأوكرانيين طالبا منهم “إلقاء السلاح على الفور والعودة إلى ديارهم”.
في تذكير صارخ بالقوة النووية الروسية، حذر بوتين من أنه “لا ينبغي لأي شخص أن يشك في أن أي هجوم مباشر على بلدنا سيؤدي إلى الدمار والعواقب الوخيمة لأي معتد محتمل”.
وأكد أن روسيا “واحدة من أقوى القوى النووية ولديها أيضا ميزة معينة في مجموعة من أحدث الأسلحة.”
رغم إعلان الولايات المتحدة يوم الثلاثاء عن إعادة تمركز القوات حول دول البلطيق، قال بايدن إنه لن يرسل قوات لمحاربة روسيا.
ولم يعلن بوتين العملية العسكرية إلا بعد أن قال الكرملين إن المتمردين في شرق أوكرانيا طلبوا من روسيا مساعدة عسكرية لتمكينهم من التصدي “للعدوان” الأوكراني، وهو إعلان قال البيت الأبيض إنه بمثابة عملية رفع “راية زائفة” من قبل موسكو لتقديم ذريعة لقيام بالغزو. جاء إعلان بوتين بعد ساعات فقط من رفض الرئيس الأوكراني مزاعم موسكو بأن بلاده تشكل تهديدا لروسيا، ووجه نداءا عاطفيا في اللحظة الأخيرة من أجل السلام.
في خطاب مؤثر ألقاه خلال الليلة الماضية، قال زيلينسكي متحدثا باللغة الروسية في مناشدة مباشرة إلى المواطنين الروس:”شعب أوكرانيا وحكومة أوكرانيا يريدان السلام”. واضاف مستطردا: “لكن إذا تعرضنا للهجوم، وإذا واجهنا محاولة لانتزاع بلدنا وحريتنا وحياتنا وحياة أطفالنا، فسوف ندافع عن أنفسنا. عندما تهاجمنا (روسيا)، سنريها وجوهنا وليس ظهورنا”.
في نفس الخطاب، ذكر زيلينسكي إدأنه طلب ترتيب مكالمة مع بوتين في وقت متأخر من يوم الأربعاء، لكن الكرملين لم يرد. في إشارة واضحة إلى تحرك بوتين للسماح بنشر الجيش الروسي “للحفاظ على السلام” في شرق أوكرانيا ،
كما حذر زيلينسكي من أن “هذه الخطوة قد تشير إلى بداية حرب كبيرة في القارة الأوروبية”. وقال: “أي استفزاز وأي شرارة يمكن أن تؤدي إلى حريق يدمر كل شيء.” وطعن في مزاعم الدعاية الروسية، قائلاً: “لقد قيل لكم إن هذا الحريق سيجلب الحرية لشعب أوكرانيا، لكن أفراد الشعب الأوكراني أحرار”.
في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دعت إليه أوكرانيا بسبب التهديد الوشيك بغزو روسي، ناشد الأعضاء الذين ما زالوا غير مدركين لإعلان بوتين له وقف أي هجوم.
افتتح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الاجتماع، قبل الإعلان مباشرة، وقال لبوتين: “أوقفوا قواتكم عن مهاجمة أوكرانيا. امنحول للسلام فرصة. لقد مات الكثير من الناس بالفعل”.
كما أصدر الأمين العام لحلف الناتو جين ستولتنبرغ بيانا قال فيه إنه يدين بشدة “الهجوم الروسي المتهور وغير المبرر على أوكرانيا، والذي يعرض أرواح عدد لا يحصى من المدنيين للخطر. مرة أخرى، على الرغم من تحذيراتنا المتكررة وجهودنا الدؤوبة للانخراط في الدبلوماسية، اختارت روسيا طريق العدوان على دولة مستقلة وذات سيادة “.
تصاعد القلق بشأن هجوم روسي وشيك بعد أن اعترف بوتين باستقلال المناطق الانفصالية يوم الاثنين، وأيد نشر القوات في مناطق المتمردين وحصل على موافقة برلمانية لاستخدام القوة العسكرية خارج البلاد. رد الغرب بفرض عقوبات.
في وقت متأخر من يوم الأربعاء، وافق البرلمانيون الأوكرانيون على مرسوم يفرض حالة الطوارئ على مستوى البلاد لمدة 30 يوما اعتبارًا من يوم الخميس.
يسمح هذا الإجراء للسلطات بإعلان حظر التجول والقيود الأخرى على الحركة، وحظر التجمعات وحظر الأحزاب والمنظمات السياسية “لصالح الأمن القومي والنظام العام”. ويعكس هذا الإجراء القلق المتزايد بين السلطات الأوكرانية بعد أسابيع من محاولة إظهار الهدوء.
في ظل هذا الجو المكهرب، نصحت وزارة الخارجية بعدم السفر إلى روسيا وأوصت بمغادرة أي أوكراني موجود هناك على الفور.
وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون جون كيربي يوم الأربعاء إن القوة الروسية التي يبلغ قوامها أكثر من 150 ألف جندي منتشرة على طول الحدود الأوكرانية في حالة استعداد متقدمة. واضاف: “إنهم الآن مستعدون للهجوم”.


في وقت مبكر من يوم الخميس، تم إغلاق المجال الجوي فوق جميع أنحاء أوكرانيا أمام الحركة الجوية المدنية، وفقا لإخطار موجه للطيارين. أظهر موقع إلكتروني لتتبع الرحلات الجوية التجارية أن طائرة من طراز El Al Boeing 787 الإسرائيلية كانت متجهة من تل أبيب إلى تورنتو قد خرجت فجأة من المجال الجوي الأوكراني قبل الالتفاف فوق رومانيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا. والطائرة الأخرى الوحيدة التي تم تعقبها فوق أوكرانيا كانت طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار من طراز RQ-4B Global Hawk ، والتي بدأت في التحليق غربا في وقت مبكر من يوم الخميس بعد أن فرضت روسيا قيودا على الطيران فوق الأراضي الأوكرانية.
ضربت موجة أخرى من هجمات إلكترونية معادية مواقع البرلمان الأوكراني ومواقع حكومية ومصرفية أخرى يوم الأربعاء، وقال باحثو الأمن السيبراني إن مهاجمين مجهولين أصابوا مئات أجهزة الكمبيوتر ببرامج ضارة ومدمرة.
وقال المسؤولون منذ فترة طويلة إنهم يتوقعون أن تسبق الهجمات الإلكترونية وتصاحب أي توغل عسكري روسي، وقال المحللون إن الحوادث تتماشى مع قواعد اللعب الروسية التي تعود إلى ما يقرب من عقدين من الزمن بشأن عمليات الهجوم الإلكتروني في تزامن مع العدوان في العالم الحقيقي.
وحتى قبل إعلان بوتين، فرضت عشرات الدول عقوبات على روسيا، مما أدى إلى زيادة الضغط على النخبة الحاكمة والبنوك الروسية خارج الأسواق الدولية.
كما سمح بايدن بفرض عقوبات على الشركة التي بنت خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 من روسيا إلى ألمانيا وضد الرئيس التنفيذي للشركة. وقالت ألمانيا يوم الثلاثاء إنها ستعلق المشروع إلى أجل غير مسمى، بعد أن اتهم بايدن بوتين بشن “بداية غزو روسي لأوكرانيا” من خلال إرسال قوات إلى المناطق الانفصالية.
والجدير بالذكر أن خط الأنابيب اكتمل ولكن لم يبدأ تشغيله بعد.
وحتى قبل بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، أدى تهديد الحرب إلى تمزيق الاقتصاد الأوكراني وظهرت أثار شبح وقوع خسائر فادحة ونقص الطاقة في جميع أنحاء أوروبا والفوضى الاقتصادية العالمية.
دخلت عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا حيز التنفيذ ، واستهدفت العديد من الشركات إلى جانب 351 برلمانيا روسيا صوتوا لصالح اقتراح يحث بوتين على الاعتراف بمناطق المتمردين و 27 من كبار المسؤولين الحكوميين والمديرين التنفيذيين للشركات وكبار الضباط العسكريين. وتجاهلت وزارة الخارجية الروسية العقوبات قائلة إن “روسيا أثبتت أنها، رغم كل تكاليف العقوبات، قادرة على تقليل الضرر”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube