مستجداتمقالات الرأي

هل كان سيقبل المرحوم عبد الرحيم بوعبيد بالمقايضة؟؟

ذ اسامة سعدون المانيا

هل كان المرحوم عبد الرحيم بوعبيد سيقبل ويتجرع بكل بساطة ما اقره الملك والحكومة حول التطبيع التدريجي والشامل مع الكيان الصهيوني ؟

لكي اجد جوابا شافيا لتساؤلي حاولت قرائة تلاث محطات مهمة من تاريخ وحياة المرحوم و استخلاص العبر من نضالاته .

فمن كان عبد الرحيم؟

وكيف كان ينظر للسياسة وعلاقة القضيتين الوطنيتين الصحراء المغربية وفلسطين؟

العبرة الاولى عبد الرحيم لا يقبل الاملائات

عبد الرحيم رحمه الله هو الذي عارض بشدة مشروع أول دستور للمملكة، ورأى أنه ينبغي إعداده من طرف مجلس استشاري منتخب، ثم شارك في حملات تدعو إلى مقاطعته وترأس عددا من التجمعات الشعبية بخصوص ذلك. ففي خطابه أمام القمة الإفريقية التي أجريت عام 1981 بنيروبي، عاصمة كينيا، أعلن الملك الراحل الحسن الثاني، قَبول المغرب إجراء استفتاء في الصحراء. بعد الخطاب، أصدر حزب الاتحاد الاشتراكي بلاغا عن المكتب السياسي، يشجب الخطوة التي قام بها الملك. جاء في بلاغ الحزب، يومها، أنه ينبغي العودة إلى الأمة عن طريق الاستفتاء في ما يتعلق بالسيادة الترابية. وبالتأكيد، لم تكن هذه الجرأة لتمر على الملك مرور الكرام. بعد يومين، كان عدد من قياديي الحزب قد اعتقلوا، وأصدرت عليهم محكمة الرباط الابتدائية أحكاما تتراوح بين سنة حبسا غير نافذ، وسنتين مع النفاذ… من بين هؤلاء، عبد الرحيم بوعبيد، الذي قال يومها كلمة في المحاكمة اشتهرت في ما بعد: «هذه المحاكمة سيكون لها تاريخ، فأنتم لكم الأمر ونحن نقول: رَبّ السجن أحب إلي من أن ألتزم الصمت، وأن أقول رأيي في قضية مصيرية وطنية ومقدسة .


العبرة الثانية عبد الرحيم صوت الثورة الفلسطينية

عبد الرحيم بوعبيد كان مناصرا لحركة التحرر الفلسطيني و الجميع يتذكر كلمته الحزينة على اسنشهاد محمد كرينة شهيد القضية الفلسطينية في كلمة التأبين التي ألقاها الكاتب الأول عبد الرحيم بوعبيد ورد في الشهيد :” كنت موضع إعجاب من طرف إخوانك وزملائك وأساتذتك الذين يشهدون بأخلاقك الكريمة وسلوكك المستقيم . كنت أمثولة في الجد والنشاط والوطنية والدفاع عن الطبقات المضطهدة . هذا هو ذنبك ، أما ما أريد إلصاقه بك من تهم ملفقة يريدون إلصاقها بمنظمتك”. وأضاف : ” إن الدرس الذي يجب أن نتعلمه من هذا الشاب البطل هو الصمود والثبات والتحلي بروح المسؤولية”.
والكل يتذكر كلمته التاريخية سنة 1988 بمؤتمر الاتحاد بالخميسات . كانت كلمته مدوية مناصرة لنضالات الشعب الفلسطيني مما جاء فيها أيها الإخوان أيتها الأخوات: لقد استمعنا جميعا في كلمة الكتابة الإقليمية إلى إشادة مؤتمركم بالانتفاضة الفلسطينية، ونحن هنا لا يمكن أن نغفل أو نتغافل عن الحالة التي يعيشها ابناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، وخاصة أولئك الذين يقدمون الروح والدم في الأرض المحتلة. فمن أجل تحرير فلسطين وإذكاء شعلة الكفاح الفلسطيني وحماية الثورة الفلسطينية من مختلف المؤامرات وحملات التضليل كان لابد من ظهور إرادة التحرير وانطلاقها من الكفاح اليومي لسكان الأراضي المحتلة، وهكذا كانت الانتفاضة وثورة أطفال الحجارة، وهكذا، فإن تجدد أساليب الكفاح الفلسطيني جعلت ثورة الشعب الفلسطيني الآن ولاشك يتمكن من تقويض ما بناه الاستعمار الاستيطاني الصهيوني منذ أربعين سنة، فلا حاجة إلى الدبابات ولا المدافع، بل إلى إرادة صلبة من أجل المقاومة والتحدي ولو بالحجارة أو بالأظافر والأسنان إن اقتضى الحال.
لقد كان لهذه الثورة معنى عميق أدركته حتى المحافل والدول التي تساند تقليديا الاستعمار الصهيوني وتدعم اسرائيل كواقع استيطاني استعماري، ولو أنها تحاول أن تلمع صورة هذا الواقع وتقدمه للعالم في صورة غير حقيقية، هذه الدول أدركت الآن بأن الأطفال والنساء حينما يبصقون على المدرعات وعلى الجنود المدججين بالسلاح، فإنهم يفعلون ذلك كتعبير على إيمانهم بقرب نهاية الوجود الاستعماري الاستيطاني في فلسطين . بفضل الانتفاضة يستطيع أبناء الشعب الفلسطيني أن يقولوا للكيان الصهيوني إننا نحتقرك ونحتقر طغاتك، إذن اجتماع القمة العربية جاء في ظروف عربية خاصة امتازت على الخصوص بالمصالحة بين أقطاب وحكومات المغرب العربي، وهي مصالحة لا ننسى أن الانتفاضة الفلسطينية ساهمت في خلق الاجواء المناسبة لها ، ولكن المصالحة هي في الواقع استجابة لإرادة الشعب المغربي والشعب الجزائري وارادتهما في أن نسير بعيدا إلى الأمام، وعلينا فعلا أن نسير إلى الأمام وأن نستجيب لطموحات شعبنا في الوحدة وفي غرس أسس البناء الديمقراطي ونعمل جميعا على التغلب على المشاكل الطبيعية منها والمصطنعة.

كيد للقوات الشعبية على صيانة كل ما يمكن أن نعتبره مكسبا ديمقراطيا أو انجازا على طريق الوحدة الترابية ووحدة المغرب العربي كدعم للنضال القومي وفي مقدمته الانتفاضة المباركة في أرض فلسطين.»

العبرة الاخيرة عبد الرحيم صوت الجماهير

قالها بوعبيد يوماً ونسيها رفاقهُ في الاتّحاد. لا هُدنة مع “الاستبداد”.. واليوم في “قمّة” الاحتفاءِ بالقرار الترامبي الجديد يبقي بوعبيد الوحيد بعد قافلة كبيرة من الشهداء الذي واجهَ الطّغيانَ والفسادَ برزانتهِ المعهودة و”حنكة” رجل دولة، تغيبُ شعلاتُ النّضال داخلَ الحزب الذي انتمى إليه وبناهُ بعد قطيعة تاريخية ظلّت تُلاحقه إلى أن أتاهُ “الأجلُ” الموعود.
فبعد كل هاته السيرة الغنية والمليئة بالنخوة والعنفوان يسهل الجواب عاى السؤال الاهم هل كان بوعبيد سيقبل فقط ببلاغ ملكي مقتضب و تويت لترامب دون الاخذ بالاعتبار راي الشعب المغربي؟ و هو الذي عارض ابانها قرار نيروبي وكلفه السجن . لا اظن لانه كان يؤمن بسياسة التوافق لا الاملائات و يحب المجادلة والحوار لا النفاق والتطبيل . بل لو كان بوعبيد حيا لطالب باجراء استفتاء شعبي وشفاف على قرار التطبيع ورفض ربط اسم الصحراء المغربية والتطبيع مع الكيان المغتصب وكل ما نحن نجتره الان حذر منه ابانها بشهامة ونخوة قل نظيرها رحمك الله يا حبيب الوطن واخيرا اقول لشهداء التحرير لا تناموا مطمئنين فنحن هزمنا ورضخنا وساومنا نرجوكم مسامحتنا و قبول عذرنا الشنيع .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube