سياسةمستجدات

كلمات.. إلى كل من يهمه أمر السيادة الوطنية بوريطة في أديس أبابا

كلمات
.. إلى كل من يهمه أمر السيادة الوطنية

   بوريطة في أديس أبابا ..

هل بدأنا في تنفيذ بنود اتفاقية الدفاع المشترك مع الكيان الصهيوني ؟
بقلم د أحمد ويحمان

 من يسمع ناصر بوريطة في حواره مع الزميل جمال بودومة على قناة " فرانس 24 " يحير في أمره فيما إذا هو بإزاء وزير خارجية المغرب أم إنه أصبح هو الناطق الرسمي باسم تل أبيب . فبينما كان وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة يقود معركة سحب العضوية بالاتحاد الإفريقي الممنوحة للكيان الصهيوني، زورا، كملاحظ، من طرف رئيس المفوضية بالاتحاد، لم يجد بوريطة ما يفعله باديس أبابا غير الدفاع عن كيان الاحتلال والقتل الذي لم يجف بعد مداد إدانته من أكبر منظمة حقوقية في العالم *أمنيستي أنترناسبونال* التي كتبت لسانه تقريرا مفصلا عن جرائمه الوحشية ووصفته بأنه نظام فصل عنصري ( *أبارتهايد* ) . 
لقد كان بوريطة وغيره من المطبعين يدعون أن سبب إقدامهم على إقامة علاقات مع الكيان هو خدمة الوحدة الترابية للمغرب التي تبين أنها كذب في كذب بعدما اختار بايدن موقفا آخر غير سراب لعبة ترامب . ولعلم بوريطة ورئيسه السابق واللاحق في الحكومة ببطلان هذا الادعاء من أساسه باعتباره ضد إرادة الشعب الذي لم تتم استشارته ولا استفتاؤه في الأمر فقد حاولوا دوما في خطابهم الادعاء بأنهم مع حق الشعب الفلسطيني وأن الموقف الرسمي للمغرب سيبقى دائما إلى جانب القضية الفلسطينية  !!! 
  وها هو ماجرى في اديس أبابا يكشف المستور .. 
   لقد دعا محمد اشتية رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية إلى عدم قبول عضوية الكيان الصهيوني بآية صفة في الاتحاد الإفريقي لان في ذلك مكافأة غير مستحقة للكيان . فهذه السلطة الفلسطينية تدعو إذن إلى موقف حد أدنى وبلغة حد أدنى من الخطاب الأملس الذي ما له درجة أدنى منها .. فأين الموقف المغربي الذي التزم به مسؤولوه إزاء حق الشعب الفلسطيني وكفاحه العادل ؟!
  لقد اختار وزير الخارجية المغربي، بدل الدفاع عن موقف الشعب الفلسطيني الذي عبر عنه رئيس السلطة الفلسطينية ودعا لتبنيه، الدفاع عن حق الكيان الصهيوني الإجرامي في نفس الآن الذي أدانته منظمة العفو الدولية بما هو نظام فصل عنصري . لقد اختار بوريطة دعم الكيان الإرهابي في تل أبيب بالهجوم على المدافعين عن حق الشعب الفلسطيني واعتبار مرافعاتهم " *مجرد مزايدات* " !!!
  الدفاع عن ضحايا الاحتلال وجرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم التطهير العرقي التي يمارسها جيش الحرب الصهيوني في حق الفلسطينيين وتدنيسه اليومي للمقدسات ولمسرى رسول المغاربة وحوالي ملياري مسلم في العالم .. هو مجرد مزايدات !!! 
   بوريطة لم يهمه أي شيء من هذا .. لا يهمه قتل وتشريد المغاربة في حارة المغاربة من. طرف جيش الحرب الصهيوني .. لا تهمه مصادرة الأوقاف المغربية في القدس وعين كارم ولا تشريد مات ومآت العائلات المغربية في مختلف المدن والقرى الفلسطينية .. لا تهمه أرواح الطفلات المغربيات اللواتي مزقهن آلة الحرب الصهيونية قبل شهور فقط بامر من صديقه الحميم الإرهابي مائير بنشباط ..
  بوريطة لا يهمه أي شيء من كل هذا كما لاتهمه الفضيحة والشوهة التي يتسبب فيها للمغاربة الذين يتحدث، رغم انفهم، باسمهم، مع أنه، أو لأنه لم ينتخبه أي أحد منهم .. وإنما فرص عليهم، بالاستبداد، فرضا .
   عندما صرح بوريطة في وكر الصهيونية العالمية *الأيباك*  بأنه مستعد للذهاب في التطبيع مع الكيان الصهيوني *" إلى أبعد الحدود "* على حد تعبيره، لم يتصور أكثر المتشائمين أن تصل الأمور بقادة التطبيع إلى كل هذه المستويات من الانحدار والانحطاط .
   عند زيارة وزير الحرب الصهيوني للبلاد، قبل أسابيع، وإقامة الصلاة والدعاء الجنود الصهاينة بالنصر على الفلسطينيين واللبنانيين والمصريين والأردنيين تساءلنا عن هذا المسخ غير المسبوق بأي بلد قبل ذلك . وعند التوقيع  مع وزير الحرب الصهيوني، *الإرهابي* بني غانتس  على

الاتفاق العسكري الذي كان يوصف في الإعلام ب ” اتفاقية الدفاع المشترك ” كنا نتساءل عن هذا المستحيل المفارق : هل معنى هذا أننا قد نصل يوما إلى الاصطفاف إلى جانب العدو الصهيوني و الكيان الإرهابي في مواجهة المقاومة الفلسطينية مثلا .. لأن هذا هو عدو الاحتلال الصهيوني اليوم على الأرض وفي الواقع ؟!
كنا نتساءل حائرين في تصور ما لا يصدق . غير أننا في اديس بابا هاهو يتحقق على يد ولسان وزير الخارجية بوريطة ما لا يمكن تصوره ..
ها هو بوريطة، في فضيحة ما بعدها فضيحة، يصطف مع العدو الصهيوني، ليس في مواجهة المقاومة الفلسطينية .. وإنما في مواجهة حتى السلطة الفلسطينية .. !!!!!!!!!
آخر الكلام
نختم كلامنا عن بوريطة وما يرمز إليه من سقوط وخضوع وخنوع لا علاقة له بكرامة وعزة المغاربة بكلام بوريطة نفسه التي استعارها خلال حديثه مع الصديق جمال :
ماهو مبالغ فيه يصبح بدون معنى .
ولأنه يفهم بالفرنسية أكثر نقولها له بلغته المفضلة :
Ce qui est éxcessif dévient insignifiant !
ف باراكا !!!
وانظروا، إن لم تستحيوا، ولا تهمكم دماء وجوهكم، إلى تبعات ولعنة التطبيع، عبر التاريخ.. واليوم أمامكم في حال، ولاسيما مآل دويلة الإمارات التي قبلت أن تكون أداة ففي الأجندة الصهيونية .. ومن طبع وطبيعة الأدوات عادة، من فرط الاستعمال، أن تتكسر ..
لا قدر الله لنا !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube