أخبار العربديانات وعقائدمستجدات

تفريخ رجال دين على أساس التسول في مراكز تحفيظ القرآن لليافعين (الخلاوى) في السودان

السودان /المصطفى عمر

يحتوى السودان على كمية مقدرة من المراكز التى تهتم بتجويد وحفظ القرآن الكريم والتي تسمي محلياََ بالخلاوى والمفرد منها خلوة وهي عبارة عن دور صغيرة ذات توجه إيماني وروحانى ويؤمها عدد من الطلاب تتراوح أعمارهم ما بين ٩سنوات الي ١٥ عاماََ يسكنون ويدرسون داخل هذا المكان..
بعض الخلاوى لها تأسيس جيد من ناحية المباني والسكن والطعام وهي تتبع غالباََ للطرق الصوفية الكبيرة والتي يأتيها الدعم من الخارج عبر المؤسسات الخيرية المهتمة بهذا الجانب،ونوع آخر يعاني فقراََ في الموارد حيث يعتمدون على مساهمات الاباء وديوان الزكاة وجمعيات القرآن الكريم التي تعمل بطريقة هي أقرب الاستعراض من العمل الفعلي.
سنركز هنا على هذا النوع ففي مدينة سودانية تقع على ضفاف النيل الأبيض لحظنا أن مجموعة من الأطفال في عمر الدراسة والذين إلتحقوا بالخلوة يهيمون على وجوههم في ساعة الافطار يمارسون تسول الطعام وينتظرون أمام المطاعم المكشوفة بقايا الطعام من الزبائن فما أن تعلن عن اكتفاءك من الطعام إلا وتجدهم قد هجموا على بقايا الطعام ووضعوه في أكياس أو أواني يحملونها والبعض يتجول بين المساكن بعبارة راتبة (عندكم كرامة تدونا؟).
لك أن تتخيل أن هذا المتسول سيكون يوماََ ما مرشداََ دينياََ ورائداََ في مجتمعه
إن كسر النفس بالتسول منذ الصغر يحمل مؤشرات خطيرة بالقابلية للرشوة في مقبل الحياة العملية.

تحدثت لاحد هولاء الأطفال وقلت له من اين أتيت فقال من مدينة (..)وهي تبعد حوالي ٢٠٠كلم عن مكان تواجده الحالي وقال أنهم لايقدمون لهم طعاماََ في الخلوة وعليك ان تجد طعامك بنفسك ثم سألته اين يعمل والدك فأجاب في بوتيك (محل ملابس) إذن فالاباء يرسلون أبنائهم لتعلم القرآن بينما هم يتعلمون التسول بصورة حتمية.
تتمني أن يجد هولاء الاطفال الدعم اللازم ليصبحوا رجال دين حقيقيين وغير مشوهين وأن يراقب الاباء كيفية حياة اطفالهم وهم في أماكن بعيدة.
ونتمني من الجمعيات السودانية والعربية والخليجية على وجه الخصوص أن تساهم في الارتقاء بهذه الدور بتجهيز السكن الكريم والطعام المناسب، وأن تقيهم شر السؤال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube