حواراتمستجدات

حرة بريس في حوارمع القاص والروائي السوداني أباذر آدم الطيب 

يقظة مبعثرة..إستشراف للمستقبل من أجل السلام 

حاوره عبدالحي كريط

روائي وقاص سوداني شاب عمل في مجالات مختلفة أبرزها السلك التعليمي ،تطوع في العديد من المنظمات الصحية والخدماتية وله إهتمامات عديدة  بالثقافة والفكر منذ صغره ،وكانت للإذاعة السودانية دور أساسي وبارز في تطوير هذه المهارات والملكات الأدبية والفكرية اضافة إلى تعاونه مع عدد من الصحف السودانية

 صدر له مجموعتين قصصيتن “شجرة المحنة” “وسوايسة من أمدرمان”بالاضافة إلى روايته الجديدة  “يقظة مبعثرة”

ضيف هذا الحوار على حرة بريس ولأول مرة هو الروائي والقاص السوداني أباذر آدم الطيب للتحدث حول آخر اصداراته الإبداعية “يقظة مبعثرة “وهي رواية مزجت بين الواقع والخيال حاول فيها الكاتب جاهدا تسليط الضوء على قضايا جوهرية شغلت تفكير أبطالها وجعلتهم يغنون على ليلاها ،يقظة مبعثرة صاحبت إبن البئر وأمه المرأة الطويلة في حياتهم الأولى يبحثون عن الإستقرار واﻹستمرار حتى لفظتهم لحياة مختلفة جعلت منه شبه أضحوكة يبحث عنها في كل مكان بين جنبات قرية الثلج الساخن ومجتمعها ليلتقي بي المهرج والحاجبة أبنائهم وسندس الفتاة التي أحبته رغم الموانع كما  تعالج الرواية عدة قضايا من أبرزها موضوع الثورة ونجاحها باختلاف اﻹيدلوجيات وقضية،المراة والقوامة وهل تمنعها الأديان والتقاليد من حقها في المشاركة المجتمعية كما يعتقد البعض و،هل الثورات الشعبية في العصر الحالي تحارب المعتقدات الدينية المحافظة ومن ثم يكون النزاع بين ابناء الوطن الواحد ؟ وأي مدى يساهم المسرح في بناء الوعي المجتمعي؟

1-يقظة مبعثرة هي آخر إصداراتك الإبداعية ماهي المحددات الرئيسية التي إنطلقت منها في بناء نصوص هذه الرواية؟

الإبداع والمبدعون هم قادة حقيقيون يوجهون مجتمعاتهم و إلتماس هذا الطريق جعلني أتناول قضايا سودانية في قالب عام من ما يأتي من تسأؤلات الناس وهم في حيرتهم في الفصل بين الثورة علي الأنظمة وإعادة صياغة المجتمع والاختلافات الناتجة من مثل هذه التشاكسات والمرأة ومشاركتها والتقاليد والحكم الراشد والمعارضة الواعية والدور العظيم الذي يتعاظم يوماً بعد يوم للمسرح ورسالته السامية ،بما أن الجميع يحارب من أجل السلام كان هذا سلاحي ومحددات رواية يقظة مبعثرة.

2-ماهي الدلالات السيميائية والجمالية التي يحملها عنوان كتابكم؟ 

أصعب مايكون في النص هي متلازمة إختيار العنوان الذي يربط ويبين مدلولات ومحاور العمل إذا كان رواية ،قصة ،قصيدة. بعد طرح وجمع وتحاور كان هذا العنوان يقظة مبعثرة تفنيداً لحقيقة الواقع والخيال والمجاز والحاضر المبعثر الذي يعايشه أبطال والجميع .

3-هل صحيح أن الرواية التي تمزج  بين الواقع والخيال هي مصدر الرواية الجميلة؟  

الرواية هي فن رفيع يجسد تقاطعات وأحداث إن لم يكن عايشها الكاتب بجسده وروحه معاً فهو عايشها بروحه ومزج فيها من عبير قلمه وخضبها بخياله ثم جمع هذا المزج كأنه يرجه ،نعم اتفق معك والشواهد كثيرة أن عندما يجتمعان أي الخيال والواقع يصبحان مثل تؤم بحله باهية جميله انيقه يثيران الدهشة.

4-تطرقتم في روايتكم إلى الثورة ونجاحها باختلاف الايدلوجيات،من أي زاوية تناولت هذا الموضوع ؟

أولاً الإختلاف في الرأى سمة طبيعية من سمات الإنسان الطبيعي فهو لا يفسد للود قضية بأي حال من الأحوال وعندما تخرج الشعوب رافعة صوتها بنداء الوطن تتناسى كل القواسم ويكون قاسم واحد حماية ورفعة ماخرجوا لأجله لكن يظل المحك مابعد نجاح الثورات ينبري الجميع من ركنه مفنداً بطولاته واحقيته بالقيادة والسلطة في يقظة مبعثرة كان خلاف ذلك تماماً أتفق نعيم قائد شعلة الثورة في قرية الثلج الساخن ومجموعته الموقدون رغم اختلافهم الفكري مع المهرج ومجموعته ثم ابتعدوا جميعهم واوكلوا مهمة البناء وإكمال النجاح لمن هم أكفأ هذا الخيال أما الواقع في عالمنا تنجح الثورات بالدماء ويقطف ثمارها آخرون جعلوا هذه الدماء سلماً يمتطوا بها الظهور

5-كانت قضية المرأة ضمن موضوع روايتكم من خلال زاوية الأديان والتقاليد ومنعها من المشاركة  المجتمعية ،ماهي التمثلات الأبستيمولوجية التي إنطلقت منها في تسليط الضوء على هذا الموضوع ؟

 المعروف بديهياً عن عالمنا الثالث او عالم الجنوب كما سماه الإمام الصادق المهدي في كتابه تحديات جيل التسعينات أن المرأة محرومة من حقوقها بحث الأديان علي ذالك وهذا ماتبطله الحقيقة انّ الإسلام مثلاً جعل منها ملكة معززة مكرّمة لكن بعض الممارسات والتقاليد التي لا تمت للأديان بصلة شوهت هذه الصورة التي روج لها دعاة العلمنة وتحديث جلدة الشعوب أما المنطق المعرفي الواقع إن المرأة تعيش حياتها بشكلها الطبيعي وإن ما يحدث من ممارسات ماهي إلا فردية وهذا ما تحدثت عنه سندس إحدى أبطال الرواية عندما سمعت أخرى تقول حريتنا بين أيدينا مصيرنا لا نربطه بأحد خاطبتها متسأله إذا كانت الحرية لا ضرر ولا ضرار ماهي الهمجية ؟

6-دور المسرح في بناء المجتمع كانت إحدى أهم محاور روايتكم ،إلى أي مدى يساهم المسرح في بناء الوعي المجتمعي ،وهل المسرح باللوطن العربي في مرحلة موت سريري ؟

إن المسرح مركز تنوير متكامل من خلاله يمكن الوقوف علي سير طبيعة المجتمعات وتقاليدها وعاداتها ولغة تعبيرية تحرك الكيان الإنساني وتنصحه وترشده بل تبعث فيه روح التحدي الإيجابي.

7- ماهي دلالة المكان والزمان في يقظة مبعثرة؟

اذا نظرنا إلي سيرورة الزمان والمكان وحاضرهما واستشراف الغد المشرق من واقع يتغطى بالاختلاف كأن الناس باتوا غير طبيعين وهم ينظرون لكل من يحاول الجمع بينهم في مائدة واحدة لحلحة إشكالاتهم ويصفونه بالنرجسية ،فالزمان هنا المدى الطويل الذي أنتظره السودانين ليحيوا حياة كريمة حره يصنعون قرارهم المستقل والمكان هو المعايشة بالروح لا بالجسد.

8-ماهو مستقبل الرواية السودانية في ظل الأحداث التي تشهدها السودان مؤخرا؟وهل سيكون لها تأثير على المشهد الثقافي بالبلاد؟ 

أعتقد جازم أن مستقبل السودان سيكون كما تصورناه جميعاً وحدة تطور ازدهار ونماء لاسيماء المشهد الثقافي والدور الكبير الذي تلعبه وستلعبه الرواية في غرس بذور التحول المنشود.

9-كلمة ختامية

كلمة أخيره :-مقطع من الرواية”

أصطفى الناس في كل جوانب الباحة محيطين خشبة النوابغ يظهرون قوة وتركيزا عالياً قسماتهم وحركاتهم وكل مان يقولون ويفعلون يدل علي إصرارهم وعدم  تراجعهم عن مقصدهم التجديد طالما حلموا به كثيرا ً ولأول مره بعد هجرهن المنازل الفتيات جنبا الي جنب الشباب والحاجبة والسادسة ،بان ابن البئر  يحمل مشعلاً مرفوعا ينادي ويهتف هانحن ذا بعد أن مللنا بعد أن كدنا نفقد أنفسنا اليوم مجمع الناس اليوم العرض الأخير ثم أصبحت كلماته منشوده يتسلى بها الناس في وقفتهم الطويلة  قبل دخول المهرج وفرقته ثم بانت سندس ترفع شاهداً ابيضاً مرسوم عليه شكل الجبل وعلامة النصر الكبرى قطرات الماء وواصف هو الآخر الموقدون كانوا شعله من النشاط رافعين شواهد أخرى كتب عليها  التجديد روحنا وحلمنا ،منظراً بديعاًولقد رأت السادسه والحاجبه فراشات التنور تحلق كأنها تغطي الجميع ثم بدأت الألسن تلهج بأغنية الربيع ولحنها الشجي ينتظرون بداية العرض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube