محمد بوبكريمستجدات

الإعلام العمومي…عندما يظهر “تحور” الزعيم


بقلم محمد بوبكري
مرشح الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية


هل أصبح الإعلام العمومي يعتبر زعيم الاتحاد مسخرة، وقائد حزب يمكن أن ترمى تصريحاته بعرض الحائط أو إذاعة حواراته بعد أكثر من شهر على تسجيلها، أو إظهاره في صيغ المتناقض مع نفسه والمنقلب بمئة وثمانين درجة وزعيم بلا لون ولا موقف.
ما وقع في حوار زعيم الاتحاديين مع وكالة المغرب العربي للأنباء يثبت أن الإعلام العمومي يتعامل مع زعيم الاتحاد كزعيم منبوذ، ولا يؤتمن جانبه وفوق هذا وذاك لا يصلح إلا لملء الفراغات.
بتأكيد مصادر داخل الاتحاد الاشتراكي، وحتى من بين الموالين لزعيم الاتحاد، فالحوار الذي تم بثه بقناة وكالة العربي للأنباء سُجل في الثامن والعشرين من شهر نونبر الماضي، وتم إذاعته بعد أكثر من شهر، وللمفارقة فالحلقة المذكورة سُجلت قبل المرور الإذاعي الذي اتهم فيه زعيم الاتحاديين الصحافيين بالمأجورين عندما عرضوا عليه معطيات تُفيد ترشح قيادات حزبية من غير الراضين على سياسات الزعيم .
والظاهر أن تلهف زعيم الاتحاد للظهور في الإعلام، حتى أنه يحتكر كل شيء يتعلق بالتصريحات والحوارات، ويمنع البقية من مواليه من ذلك اللهم إلا في حالات نادرة، هذه اللهفة هي ما سيصيب زعيم العرعار في مقتل، فالإعلام العمومي، وما أدراك ما الإعلام العمومي، يريد أن يجعل من هذا الزعيم مجرد أضحوكة.
ولنثبت ذلك سنضع في مخلية القراء الكرام لقطتين إحداهما يرغد الزعيم ويعربد ويهدد من الانسحاب من برنامج إذاعي في حال استمرار الأسئلة حول ترشيحات الكتابة الأولى، و اتهام الصحافيين بتلقي رشاوي مقابل ذلك وبين لقطة عرضتها وكالة المغرب العربي للأنباء والتي ظهر في الزعيم كحمل وديع يتمنى عودة حسناء أبو زيد للحزب ويصفها بالأخت التي اختلف معها في مرحلة من المراحل، أيهما نصدق صورة الزعيم المنفوخ أم صورة الزعيم الوديع، لهذا قلت في وقت سابق إنه زعيم متحور، والدليل أمامنا.
الإعلام سلاح قاتل وعندما يُظهر الشخص في صورتين إحداهما تناقض الأخرى بصفة جذرية فاعلم أنه يريد الانتهاء منه بشكل سريع وفعّال، ويريد إظهاره للعموم بأنه شخص متقلب ودون موقف وشخص أقرب للكذاب منه للقائد.
واهم من يعتقد أن توقيت عرض حلقة وكالة المغرب العربي للأنباء كان اعتباطيا، لقد اختار القائمون على فلسفة تحرير القناة توقيتا مناسبا جدا ليظهروا فيه حجم النفاق الذي يختزنه زعيم الاتحاديين، إنهم يريدون ايصال رسالة واحدة مفادها أن هذا الشخص الذي ينقلب في كل حين بين الموقف والموقف شخص غير جدير بالثقة وغير جدير بالقيادة وغير جدير بأن يؤتمن على الاتحاد الاشتراكي وعلى ماضي الحزب ومستقبله.
الأغرب من ذلك، أن حوار وكالة المغرب العربي للأنباء لم يظهر زعيم الاتحاديين في موقف المتقلب فقط بل إظهاره في موقف المخادع، الذي ينحني للعاصفة حتى تمر ويعود لعدوانيته ولا استبعد طبعا أن يكون القائمون على تحرير القناة على علم تام بما جرى في الإذاعة الوطنية التي اتهم فيها زعيم الاتحاديين الصحافيين بالإجارة وتلقي عمولات نظير خدماتهم، وهو ما جر عليه الكثير من الانتقادات.
من خطايا زعيم الاتحاد هو شغفه الكبير بالظهور في الإعلام وطبعا الكل يعلم بهذا الأمر ولا يتجرأ المقربون منه للمشاركة في حوارات صحافية او حتى إعطاء تصريحات صحافية دون موافقة مسبقة منه، وفي الغالب الأعم ما يفضل هو شخصيا المشاركة بدلا عنهم لأنه يعتبر نفسه فوق إدراك الجميع وأن ذكاءه يفوق الجميع لهذا على الموالين التواري للخلف وترك المجال أمام الزعيم للظهور، لينتقل هذا الأمر لأبناءه أيضا، الذين يُدفع بهم للإعلام لبناء رأسمال جديد.
الإعلام سيف ذو حدين، ينمي شرعيات ويقتل أخرى ويدمر الأضعف، إنه آلية تؤمن بقاعدة البقاء للأصلح، وهذا ما فعلته بزعيم الاتحاديين الذي تلقى ضربة إعلامية قاسمة، ضربة كان توقيتها محدد بعناية بعد اشتعال معركة العهدة الثالثة، وانقسام الحزب بين الموالين للزعيم والقابضين على شرعية التناوب.
لقد انهارت صورة الزعيم الذي راكم طيلة سنوات عداوات مع الصحافيين ورجال الإعلام الذين كان يريدهم على هواه وفي حال الخلاف فإنهم يسلط عليه أتباعه وأبناءه وخدمه.
يضرب رجال الإعلام الحساب اليوم لاستضافة فج مثل زعيم الاتحاديين أو محاورته بشكل يشبه حوارات الصعاليك والبلطجية في وقت تحتاج النقاشات السياسية لنوعية ناضجة من القادة الذين يفتحون النقاشات المنتجة، لكن متى كانت عشرية الزعيم السوداء منتجة لغير الصعلكة والبلطجة التي حولها لبلاطوات الإعلام العمومي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube