أخبار دوليةمستجدات

إسبانيا / حكومة سانشيز…اليمين و الجائحة… صحوة ضمير أم توظيف سياسي.

م.ج اسبانيا

بشراسة ينتقد اليمين عدم تشديد الإجراءات ضد انتشار المتحور “أومكرون” اقتداءا بالنموذج الإسرائيلي هذا في الوقت الذي كانت الأقاليم التي تحت قبضتهم أكثر استهتارا و نشازا و أقل تضامنا في بدايات الجائحة التي خلفت ضحايا كثر!!
و من المفارقات أن إقليم مدريد للأسف سجل أكبر نسبة وفيات في الموجة الأولى إلا أن الجمهور كان متمردا و ناقما ضد الإجراءات التي تقودها حكومة ائتلاف اليسار و نجح اليمين في توظيف هذه النقمة سياسيا و كسب أصوات عديدة .
اليوم ألقت الحكومة بالمسؤولية على الأقاليم بحكم الصلاحيات المخولة لها في اتخاذ ما يلزم طالما أن انتشار الفيروس لا يسير بنفس الإيقاع، والتوزيع الجغرافي يبقى متباينا.
يستفيد اليمين باجهزته الإعلامية الضخمة من الشكوك المحيطة بـ “أومكرون” ليظهر بمظهر المهتم و المدافع عن الصحة العامة منتقدا الحكومة في عدم التشديد ضد اومكرون و اتهامها باتباع استراتيجية التطبيع مع الوباء في السيناريو الحالي.
اولا: كل شيء يشير إلى أن المرض الذي يتسببه المتحور الحالي أكثر اعتدالًا. يتكاثر بسرعة في الشعب الهوائية العلوية (الأنف والفم والحلق) ولكن ليس في الممرات الهوائية السفلية (الرئتين) ، مما يقلل من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.

تانيا : ليس هناك ضغط على أقسام الإنعاش كما هو الحال في الموجات السابقة ومعظم الأعراض التي يلاحظها الأطباء هي أعراض نزلات البرد . بمعنى أن ارتفاع عدد الإصابات لاتوازيه نسبة الملأ…اللهم في أقسام الرعاية الأولية(المستوصفات).
قد يجادل الخبراء في السياسة المتبعة و اعتبارها عبثية: شل المستوى الأول من الرعاية بسبب نزلات البرد البسيطة إنه أمر محفوف بالمخاطر للغاية “، كما يقول عالم الأوبئة جوان كايلا.” هذه العدوى ليست مجرد نزلة برد. إذا أصاب العديد من الأشخاص ، كما يحدث الآن في إسبانيا ، فإن الغالبية العظمى ستحقق نتائج جيدة ، لكن ستكون هناك نسبة مئوية مصابة بالالتهاب الرئوي ، والتي ستصبح معقدة ، وسيذهب البعض إلى وحدة العناية المركزة وينتهي الأمر بالموت “.”الاسبانيول”. عموما الخبراء لهم اقوال أخرى في هذا الباب .
الملاحظ أن الحكومة لم تتخلى بالكلية عن الإجراءات فالعودة إلى إلزامية الكمامة في الفضاءات المفتوحة، و عزل المخالطين، و تقوية المراقبة الصحية على الحدود ،و الاستمرار بخطى موثوقة في سياسة التطعيم. المشكلة أن ضغط الإعلام اليميني يتغيى دفع الحكومة لاتخاذ قرارات تزيد من نقمة الجمهور.
الحكومة لم تتبع سياسة التطبيع مع الفيروس بل اتبعت خطوات بالتوازي مع تقدم المعرفة بالفيروس و الإجابات العلمية لا يمكن أن تستمر الحكومة بالتشديد في الوقت الذي حققت اعلى نسب التطعيم دولية و تبنت سياسات تعافي طموحة مستفيدة من دعم أوروبي كبير . لهذا نميل إلى الاعتقاد أن هذا النقذ غايته التشويش على الحكومة التي حققت اختراقا واضحا على مستوى السياسات الاجتماعية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube