السلك الدسبلوماسيضد التيارمستجدات

الذكرى الأولى لتطبيع المغرب لعلاقاته مع الصهاينة.. احتفال محتشم بطعم الخيانة

أحمد رباص -حرة بريس

التقى يوم الأربعاء الماضي وزيرا خارجية المغرب والكيان الإسرائيلي، بحضور وإشراف نظيرهما الأمريكي خلال مؤتمر بالفيديو للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.
فعلا، أقيم يوم الأربعاء، ما يشبه الاحتفال، من قبل المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، بالذكرى الأولى لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية والدولة العبرية، برعاية واشنطن، منوهين بـالتطبيع ك “خطوة إيجابية” نحو السلام في المنطقة (كذا).
خلال مؤتمر قصير عبر الفيديو، اقتضاه وباء كوفيد-19، رحب رؤساء الدبلوماسية الثلاثة – ناصر بوريطة، ويير لبيد وأنتوني بلينكين – بشراكة تهدف إلى إقامة “سلام دائم” في الشرق الأوسط، كما يدعي المطبعون المطبلون للاتفاقات الإبراهيمية التي بموجبها طبعت عدة دول عربية علاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
بهذه المناسبة، قال بلينكين لنظرائه: “إن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم وتوسيع نطاق الاتفاقات الإبراهيمية. ونأمل أن تصبح مكاتب الاتصال الخاصة بكم سفارات في المستقبل القريب”.
من جهته، قبل ناصر بوريطة دعوة ياسر لبيد لزيارة فلسطين المحتلة في القريب العاحل”. وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، جدد التعبير عن دعم المغرب لحل الدولتين في الشرق الأوسط.
بسبب تعاطف الشعب المغربي مع الفلسطينيين، اثارت “إعادة تنشيط” العلاقات مع الكيان الإسرائيلي احتجاجات هنا وهناك، إلا أنها ووجهت بالقمع والمنع من قبل السلطات العمومية. حدث ذلك ويحدث رغم اعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء الغربية، التي تعتبر القضية الوطنية الأولى في المغرب.
بالرجوع إلى تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين المفرب ودولة الاحتلال الإسرائلي، نجد أنها تعود إلى بداية التسعينيات قبل أن يعلقها المغرب من جانب واحد عندما انطلقت الانتفاضة الثانية في أوائل القرن الحادي والعشرين.
في إطار رفضها للاتفاقيات الإبراهيمية، دعت الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، وهي تحالف مكون من نشطاء اليسار الجذري والإسلاميين، إلى اعتصامات ووقفات في عدة مدن للاحتجاج على الاتفاق الثلاثي. لكن تم منع جل التظاهرات، خاصة تلك التي شهدتها مدينة الرباط، كما شوهدت حركات احتجاجية في مدن أخرى عبر مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد مرور عام تقريبا على الشروع في تطبيع العلاقات بين المغرب – الذي كانت تستقر فيه جالية يهودية بعدد لا يستهان به – ودولة إسرائيل الغاشمة مصرة على المضي قدما في هذا الاتجاه بعدما لمست تجاوبا من النظام الحاكم في المغرب. أدى ذلك بالفعل إلى إبرام اتفاق تعاون أمني “غير مسبوق” خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى الرباط لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس المجرم، مما أثار استياء الفلسطينيين والجزائر المجاورة.
منذ ذلك الحين ، رددت وسائل الإعلام الإسرائيلية والمغربية صدى اقتناء المغرب للتكنولوجيا من صناعة الدفاع الإسرائيلية. وتعتبر الدولة العبرية المحتلة هي واحدة من المصدرين الرئيسيين في العالم للطائرات بدون طيار من نوع “كاميكازي”، وبرامج الأمن، مثل شركة بجاسوس المثيرة للجدل التابعة لشركة إن إس أو. بالإضافة إلى ذلك، من المنتظر وصول وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية، أورنا باربيفاي، إلى العاصمة المغربية مطلع عام 2022 ، بحسب ما نقلته وسائل إعلام مغربية عن رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب الصهيوني ديفيد جوفرين. وأكد الأخير أن زيارتها “يجب أن تشكل مرحلة مهمة سوف تتميز بتوقيع اتفاقية إطار اقتصادي واسع النطاق”. ويأتي الاحتفال بهذه الذكرى في سياق متوتر في شمال إفريقيا. قطعت الجزائر، حليفة موسكو، خلال شهر غشت الماضي علاقاتها مع الرباط بسبب “الأعمال العدائية” من جانب المملكة ، على خلفية التنافس الإقليمي والخلاف حول مسألة الصحراء المغربية، التي وضعت المغرب على مدى عقود في مواجهة مع الانفصاليين الصحراويين المنتمين لجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube